يجيب الدكتور محمود أبو عميرة، مدرس مساعد الباطنة والسكر والغدد الصماء، كلية الطب جامعة الجيزة الجديدة، عن كل ذلك موضحاً أنه في ظل تبعات جائحة فيروس كورونا، ظهر متحور جديد يُدعى SARS-CoV-XEC يثير اهتمام العلماء، وهو سلالة فرعية جديدة من متحورات أوميكرون، والتي ظهرت لأول مرة في ألمانيا في يونيو 2024 قبل أن تنتشر بسرعة في أجزاء عديدة من أوروبا والولايات المتحدة حتى ظهر في مصر في سبتمبر الماضي. 

ويعتقد العلماء أن هذا المتحور ناتج عن اندماج جيني بين سلالتين فرعيتين سابقتين، ما جعله يتمتع بسرعة انتقال أعلى، ورغم هذه الخصائص، لا تشير الأدلة الحالية إلى أنه يسبب أعراضًا أشد أو مختلفة بشكل كبير عن المتحورات السابقة.

الأعراض
وتشمل الأعراض الرئيسية لهذا المتحور، هي الإصابة بالحمى، السعال، الإرهاق الشديد، ضعف التركيز، احتقان الحلق أو الأنف، جفاف الفم، آلام العضلات، فقدان حاستي الشم والتذوق (في بعض الحالات)، ضيق التنفس (في الحالات الشديدة).

وعلى الرغم من أن الأعراض قد تبدأ خفيفة، فإنها قد تتفاقم لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

طرق الوقاية 
وشدد د. أبو عميرة على أهمية إتباع بعض الإرشادات للوقاية من انتشار الفيروس، وأهمها ارتداء الكمامة خاصة في الأماكن المغلقة والمزدحمة، غسل اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.

وكذلك التباعد الاجتماعي، تجنب التجمعات الكبيرة، ترك مسافة آمنة بينك وبين الآخرين، مع تعزيز المناعة من خلال تناول غذاء صحي، ممارسة الرياضة، الحصول على قسط كافٍ من النوم، ولا نغفل استشارة الطبيب فور ظهور أي أعراض أو في حال مخالطة شخص مصاب. 

دور اللقاحات 
وأخيرًا طبقاً لهيئة الترصد ومكافحة الأمراض الأمريكية فإن لقاحات شركتي فايزر و موديرنا توفران حماية جيدة ضد المتحور الجديد، لذا يوصي بجرعة تنشيطية لمن مر على تلقيه لقاح كورونا عام فأكثر خاصة كبار السن فوق الـ 65 عامًا أو أصحاب الأمراض المزمنة وأمراض ضعف المناعة أو العاملين بالقطاع الطبي. 
                        
مزيج مشترك
فيما يري الدكتور أحمد قابيل، أستاذ الصدر والحساسية بكلية طب الأزهر، أنه في الحقيقة لا يوجد فرق كبير بين متحور كورونا الجديد XEC والفيروسات التنفسية الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، والاختلاف الأساسي يكمن في بعض الأعراض، مثل فقدان حاستي الشم والتذوق، التي تعتبر شائعة أكثر في حالات كوفيد-19 مقارنة بالإنفلونزا الموسمية.

والدور المنتشر حاليًا هو مزيج من حالات كورونا والإنفلونزا العادية وبعض الفيروسات التنفسية الأخرى، والأطفال هم الفئة الأكثر تأثرًا بهذا الفيروس، حيث تنتشر العدوى بينهم بسرعة كبيرة، مما يزيد من خطر نقلها إلى الآخرين.

الراحة أولاً
والعلاج يكون بالراحة في المنزل، فهي أول خطوة، مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي عن الآخرين بمسافة لا تقل عن مترين، كما يُنصح بتناول السوائل الدافئة واستخدام الباراسيتامول لتخفيف الحرارة وآلام الجسم. 

ولمن يعانون من السعال، يفضل شرب الأعشاب المهدئة، أما الأشخاص المصابون بحساسية في الصدر، فيمكنهم استخدام جلسات التنفس أو البخاخة حسب الحاجة.

وفي حالة تطور الأعراض مثل ضيق التنفس، استمرار ارتفاع درجة الحرارة، أو الشعور بإنهاك شديد، يجب التوجه إلى طبيب متخصص في أمراض الصدر لإجراء الكشف اللازم، والذي قد يتضمن فحص الصدر بالموجات فوق الصوتية (السونار).

ومن الطبيعي أن تستمر الكحة لفترة أطول بعد الشفاء، وهي ليست من علامات الخطر طالما كان التنفس طبيعيًا، والعلامات الحيوية ونشاط الشخص جيدين.