تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : أذن السباح والتهابات العيون.. مخاطر غير مرئية في حمام السباحة
source icon

سبوت

.

أذن السباح والتهابات العيون.. مخاطر غير مرئية في حمام السباحة 

كتب:مروة علاء الدين 

  في أيام الصيف الحارة، لا شيء يبدو أكثر إغراءً من الغطس في مسبح بارد، خاصة للأطفال الذين يرونه مساحة للمرح والانطلاق، ومع ازدحام المسابح بالعائلات هرباً من لهيب الشمس، يغيب عن كثيرين أن ما يبدو نشاطاً بريئاً قد يخفي خلفه تهديدات صحية صامتة؛ فالمياه الراكدة قد تتحول إلى مستودع للجراثيم والطفيليات، ومع ضعف الرقابة أو قلة الوعي، يصبح الخطر مضاعفاً.

فما الأمراض التي تتربص بأطفالنا في المسبح؟ وكيف يمكننا تجنبها قبل أن تتحول لحوادث مؤلمة؟

أمراض صيفية
يحذر الدكتور عماد فوزي، أخصائي طب الأطفال، من أن المسابح قد تتحول إلى بؤر عدوى، موضحاً أن أكثر الأمراض شيوعًا بين الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً في المياه تشمل:
- الإسهال الناتج عن المياه الملوثة التي قد يبتلعها الأطفال أثناء اللعب.
-ا لطفح الجلدي والتهابات البشرة الناتجة عن وجود بكتيريا أو فطريات في المياه.
- تسبب المسابح ما يُعرف بأذن السباح، وهو عدوى تصيب قناة الأذن الخارجية، وغالباً ما تحدث بسبب بقاء الماء داخل الأذن بعد السباحة، مما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا أو الفطريات، ومن أبرز أعرضه: خروج صديد من الأذن، ألم وحكة واحمرار، حمى وتورم في الغدد الليمفاوية.
- التهابات العينين نتيجة التعرض للكلور أو الجراثيم.
- أمراض تنفسية مثل الأنفلونزا أو التهابات رئوية بسبب استنشاق الأبخرة الكيميائية.
-عدوى الجهاز التنفسي الناتجة عن الرذاذ المحمل بالميكروبات.
ويضيف: بعض الأطفال قد يبتلعون ماء يحتوي على طفيليات مقاومة مثل الكريبتوسبوريديوم، وهو خطر حقيقي خاصة للأطفال ذوي المناعة الضعيفة، وقد يسبب إسهالا مزمناً وجفافاً شديدًا.

طفيليات خفية.. لا يراها الكلور
رغم الاعتقاد الشائع أن الكلور يقتل جميع الجراثيم، يشير د. عماد إلى أن بعض الكائنات الدقيقة تقاومه، منها:
-الكريبتوسبوريديوم: طفيلي مقاوم للكلور يسبب أعراضا معوية حادة
-الجيارديا، النوروفيروس، الشيغيلا، الإشريكية القولونية: تسبب إسهالًا وتسمماً غذائياً.
-الزائفة الزنجارية: بكتيريا خطيرة تصيب الجلد والرئة، وقد تصل إلى الدم.
-المكورات العنقودية: غالبا ما تسبب أذن السباح خاصة مع الرطوبة 

أعمار حساسة
يوضح د. عماد أن الفئات العمرية تلعب دورًا حاسماً في مستوى الخطر، حيث تختلف درجة المناعة وطبيعة السلوك:
الرضع (0–2 سنة): مناعة ضعيفة للغاية، وأكثر عرضة للعدوى.
الأطفال (3–5 سنوات): يبتلعون الماء بسهولة أثناء اللعب، ما يزيد خطر العدوى الهضمية.
الأطفال (6–12 سنة): يقضون وقتًا أطول في الماء، ما يزيد خطر الإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية. 

وقاية ضرورية
لخفض فرص الإصابة، يوصي د. عماد الأهالي باتباع مجموعة إجراءات وقائية تشمل:
1. اختيار المسبح المرخص ومراقبة نسب الكلور ودرجة الحموضة.
2. عدم السباحة أثناء المرض خصوصًا عند الإصابة بالإسهال.
3. منع السباحة عند وجود جروح لتفادي تسرب البكتيريا للجسم.
4. الاستحمام قبل النزول للماء لتقليل التلوث.
5. عدم ابتلاع المياه أو التبول داخل المسبح.
6. تغيير الحفاضات بعيدا عن المسبح وفحصها بانتظام.
7. تجفيف الأذنين جيداً بعد السباحة.
8. وجود منقذين مؤهلين ومعدات إسعاف أولي في الموقع.

أمراض معوية منتشرة 
في صيف 2024، شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظاً في حالات الإسهال والنزلات المعوية بين الأطفال بعد السباحة، بحسب ما أكدته الدكتورة منى بيومي، استشاري الصحة العامة بوزارة الصحة، مشيرة إلى أن الأمراض المرتبطة بالمسابح لا تقتصر على الجهاز الهضمي، بل تمتد لتشمل الجلد والجهاز التنفسي أيضا.

وفي حادثة محلية مقلقة، أدى الاستخدام المفرط للكلور في مسبح مغلق بمحافظة الدقهلية إلى اختناق 11 طفلًا تم نقلهم إلى المستشفى، ما استدعى إغلاق المسبح وفتح تحقيق لضبط معايير التشغيل.

ورغم إقرار "الكود المصري لأمان المسطحات المائية" منذ عام 2021 من قِبل وزارة الشباب والرياضة، لا يزال تطبيقه ضعيفاً في العديد من الأندية الخاصة والمسابح التابعة لأفراد، ما يفتح الباب لمزيد من الحوادث مستقبلًا.

حادثة مؤلمة
في تجربة شخصية مؤثرة، تحكي البلوجر زيزي سيف النصر عن إصابة ابنتها ليلى بعد يوم في أحد المسابح، بدت الطفلة بخير بعد السباحة، لكنها سرعان ما بدأت تعاني من قيء شديد وإرهاق ونوم غير معتاد.

تقول: "ظنناها مجرد دوخة، لكنها بدأت تتقيأ بشكل متكرر، ثم دخلت في شبه غيبوبة، نقلناها للمستشفى، فتبين أنها مصابة بالتهاب حاد في المعدة ونزلة معوية أدت لجفاف خطير."

وتنصح زيزي راقبوا أطفالكم جيدا بعد السباحة، فالأعراض البسيطة قد تكون إنذاراً مبكرًا لخطر كبير.

تهيئة نفسية
تؤكد الدكتورة زينب المهدي، أستاذة الطب النفسي والعلاقات الأسرية أن السباحة تظل واحدة من أكثر الأنشطة المفيدة لنمو الطفل الجسدي والنفسي، إلا أن غياب الوعي ببعض التفاصيل الصحية قد يحولها إلى تجربة محفوفة بالمخاطر.

 وتوضح د. زينب، غالبًا ما يفتقر الأطفال الصغار للقدرة على التعبير الدقيق عن الألم أو الإرهاق، ما يجعل مسئولية الملاحظة والاستجابة السريعة تقع بالكامل على عاتق الأهل، قد يتعرض بعض الأطفال لحساسية مفرطة تجاه الكلور أو أبخرة المواد الكيميائية المستخدمة في تعقيم المياه، ما يؤدي في بعض الحالات إلى أعراض تنفسية حادة، أو حتى نوبات فزع خاصة لدى الأطفال ذوي الاستعداد النفسي الهش.

وتشدد على أهمية التهيئة النفسية قبل السباحة، فالوقاية لا تبدأ فقط من جودة المياه أو الرقابة الصحية، بل من داخل الأسرة نفسها، التحدث مع الطفل عن قواعد الأمان داخل المسبح، شرح مخاطر ابتلاع الماء، مراقبته بعد السباحة، والإنصات لأي شكوى أو علامة تعب؛ كلها إجراءات بسيطة لكنها قد تُحدث فارقا كبيرا في حماية صحته الجسدية والنفسية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية