تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : آخرها في بورسعيد.. تغير المناخ يقتل الدلافين
source icon

سبوت

.

آخرها في بورسعيد.. تغير المناخ يقتل الدلافين

كتب:رحاب أسامة 

دولفين مُلقى على الشاطئ الهادئ ببورفؤاد، وقبله مجموعة من السلاحف البحرية، كلها حوادث أثارت القلق والتساؤلات حول تأثير تغيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة والتلوث على الكائنات البحرية التي تعيش بسواحلنا.

دولفين نافق 
ويقول الدكتور محمود أبو المعاطي مدرس الأحياء المائية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالغردقة، البداية كانت عندما ورد لإدارة محمية أشتوم الجميل بمحافظة بورسعيد بلاغاً بالعثور على دولفين نافق، لينتقل باحثو مركز إنقاذ السلاحف والكائنات البحرية التابع للمحمية، لإجراء خطوات معالجة الموقف فوراً، وهي تحديد النوع وتصوير الحالة، تسجيل البيانات العلمية (مثل الطول، الوزن، الحالة التحللية)، بعد ذلك تم دفن الجثة بالتنسيق مع الجهات المختصة حفاظاً على البيئة ونظافة الشاطئ.

حوادث سابقة بنفس الموقع
ويقول د. محمود إن تلك ليست الحادثة الأولى، ففي أغسطس 2017، وجد دولفين نافقًا وسلاحف على الشواطئ، وتم انتشالهم بالتنسيق مع محمية أشتوم الجميل، كما تم العثور في مايو 2020 على دولفين بطول 2.5 متر وتم تشريحه لأخذ عينات لتحديد السبب ثم دفنه، وفى أكتوبر 2019 تم الإبلاغ عن دولفين نافق صغير وانتُشل في وقت لاحق، وفى سبتمبر 2008 ظهر دولفين ضخم نافق على الشاطئ وأثار حالة من الذعر وتم رفعه وتنظيف المكان. 

وأوضح د. محمود، أن الحالات متكرّرة لوفاة الدلافين وتحدث عدة مرات عبر السنوات، وبأغلب الحوادث يكون سبب الوفاة طبيعياً، مثل (اصطدام الدولفين بشيء، أو لانتهاء عمره، أو لحدوث تلوث).

تغيرات المناخ 
 وتابع د. محمود، أكدت الدراسات أن 80% من حالات النفوق الجماعي للدلافين والحيتان في العقود الأخيرة، كان لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بتغير المناخ ، كما أن موجات الحرارة في المحيط الهادئ سببت نفوقًا واسعًا للدلافين والأسود البحرية، فمثلاً ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة يؤدي إلى:

 - التأثير على نظام الدورة الدموية للدلافين.
- اضطرابات في توافر الغذاء مثل الأسماك والسردين.
- بعض الأنواع من الدلافين تهاجر إلى مناطق غير معتادة عليها، لذا تتعرض لمخاطر جديدة كشبكات الصيد أو الشواطئ الضحلة.
- يعزز انتشار البكتيريا والفيروسات المسببة لأمراض مميتة، مثل: فيروس يشبه الحصبة ويؤثر على الجهاز العصبي للدلافين)، الطفيليات.
-نقص الأكسجين بسبب الاحتباس الحراري وهذا يجهد الكائنات البحرية – خصوصًا الثدييات ومنها الدلافين – ويجعلها أكثر عرضة للنفوق أو التوجه نحو الشواطئ.
- الأمطار الغزيرة الناتجة عن تغير المناخ تزيد من الجريان السطحي الملوث إلى البحار (نفايات، مبيدات، معادن ثقيلة)، وهذه الملوثات تتراكم في أنسجة الدلافين وتؤدي إلى أمراض تناسلية، مناعية، وأحيانًا الوفاة.
- التغيرات العنيفة في الطقس، مثل العواصف البحرية المفاجئة (المتزايدة بسبب تغير المناخ) قد تفصل مجموعات الدلافين الصغيرة عن القطيع.

ويوجد بالبحر المتوسط من 9-10 أنواع من الدلافين منها خنازير البحر، أما البحر الأحمر فهو الأكثر تنوعاً ويحتوي على حوالي 13 نوعًا مسجلًا من الدلافين.

تواجد طبيعي
ويقول الدكتور وحيد إمام رئيس الاتحاد النوعي للبيئة، إن الدلافين تتواجد بشكل طبيعي في مياه البحر المتوسط المصرية، بما في ذلك منطقة بورسعيد، ومن أشهر الأنواع الموجودة هي الدولفين الشائع، والذي يتميز بخطوط ذهبية على جانبيه، كذلك الدولفين قاروري الأنف، والمعروف محليًا بـ "الدمرداش"، ويُشاهد غالبًا قرب السواحل والموانئ، وهناك الدلفين الرمادي وهو أقل شيوعًا، لكنه موجود في المياه العميقة.

ويوضح د.وحيد، أن الدلافين تتواجد قرب بورسعيد تحديدًا لأنها موقع استراتيجي، حيث تقع عند مدخل قناة السويس التي تصل البحرين الأحمر والمتوسط، مما يخلق بيئة غنية بالأسماك والكائنات البحرية التي تتغذى عليها الدلافين، كما تجلب التيارات القادمة من المتوسط والممرات المائية كميات كبيرة من الغذاء، كما أن البنية التحتية البحرية ببورسعيد والتي تضم  الأرصفة والأحواض الاصطناعية قد تجذب الدلافين كمناطق للراحة أو الصيد.

مؤشر خطر
وتواجد الدلافين الدائم قرب الموانئ قد يكون مؤشرًا خطرًا، لعدة أسباب، وهي:

- دليل على وجود نقص في الغذاء.
- يتسبب في تراكم سموم في أنسجة الدلافين والمخلوقات البحرية (خاصة من مصانع بورسعيد).
- حركة السفن قد تؤدى لحوادث التصادم، ووقوعها فريسة في الشباك والصيد الجائر.
- تعاني الدلافين من انتشار المخلفات البلاستيكية مما يؤدى لابتلاعها أو تشابكها بتلك الأكياس. 

ويؤكد د. وحيد، أن وزارة البيئة في محمية "أشتوم الجميل (قرب بورسعيد) تُركز على حماية النظام البيئي للبحر المتوسط، حيث تم وضع مشروع الحفاظ على الثدييات البحرية، ويقوم المشروع على جمع بيانات عن الدلافين وتنفيذ حملات توعوية بالقانون رقم " ٤ "لسنة ١٩٩٤ والذي يمنع صيد أو إيذاء الكائنات البحرية المهددة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية