تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : اختلاف الطباع وضغط المسئوليات.. أسباب تقود إلى اكتئاب "سنة أولى زواج"
source icon

سبوت

.

اختلاف الطباع وضغط المسئوليات.. أسباب تقود إلى اكتئاب "سنة أولى زواج"

كتب:شيماء مكاوي

حالة من الحزن بدت على ملامح زميلنا "محمد" الذي عاد بعد إجازة الزواج، فتعجبنا كثيرًا، فمن المفروض أن يعود وهو مبتهج وسعيد، فسألناه عن تلك الحالة التي هو عليها، فوجدناه يعدد مشاكله في بعض الكلمات "عناد.. تعنت.. علو الصوت وقت الجدال.. تنتقدني باستمرار". سرد "محمد" قائلا "أنا أحبها، ولكني تعبت من المشاكل، وفقدت الثقة في نفسي من كثر انتقادها لي، وأنا أيضًا أركز على سلبياتها لانتقادها، أشعر بأنني قد تزوجت من فتاة أخرى لا أعرفها".
فقدمنا له النصيحة بضرورة اللجوء إلى متخصصين للتوصل إلى الطريق السليم في التعامل فيما بينهما، وعلى الفور تواصلنا مع الدكتورة إيمان السيد، أخصائي إرشاد نفسي، التي وصفت السنة الأولى من الزواج بأنها "من أصعب السنوات التي يمر بها كلا من الزوجين وتعتبر حجر الأساس لمستقبل الأسرة".
وتوضح "السيد" أن السنة الأولى من الزواج مثلما هي بداية الحياة الزوجية هي أيضًا بداية التصادم الحقيقي والواقعي بين الزوجين في كل من الطباع والعادات والمعتقدات الراسخة لدى كلًا منهم تجاه الأخر، وشكل العلاقة فيما بينهما.
وتقول دكتورة إيمان السيد إن كلا من الزوج والزوجة يكون لديهما رؤية مستقبلية لشكل الحياة فيما بينهما وإن هناك شكل محدد ينتظر أن يشاهده إحدى الطرفين في الاخر، وهو السبب الرئيسي للصدام، لذلك فالسنة الأولى يتوقف عليها نجاح باقي السنوات الزوجية، فإذا مرت بسلام، كانت بداية لحياة أسرية هادئة فيما بعد.
وترجع دكتورة إيمان السيد الأسباب إلى قبل الزفاف حيث تختلف الحياة بعد الزواج، فقبل الزواج تكون مرحلة التحضيرات والسعي لإنجاز كاف التجهيزات، وبحلول الزفاف وبداية أول يوم في الحياة الزوجية يكون لدى الطرفين فراغ، والذي يؤدي إلى الاكتئاب والملل.
الانتقال من الحياة المستقلة إلى الحياة المشتركة التي تتطلب التكيف مع الاخر، حيث أن المرأة معرضة أكثر للاكتئاب بعد الزواج، حسبما أكدت أخصائي الإرشاد النفسي، لأنها تتحول حياتها إلى التبعية بدلا من المستقلة، فليست كل السيدات يستطعن التكيف مع هذا الأمر، مما يجعلها تميل إلى الانعزال والاكتئاب.
وتابعت: أيضا عدم القدرة على الموازنة بين البيت والعمل فتشعر المرأة بأن المسئولية أصبحت تفوق طاقتها، وأخيرًا تتحمل المسئولية منفردة بعيدًا عن مساعدة الأهل خاصة في عدم وجود مساعدة من جانب الزوج، كما أن الزوج يتغير سلوكه وطباعه بعد الزواج حيث تقل عاطفته.
 وترى الزوجة في زوجها جانب أخر لم تكن تعرفه، بسبب أنها يكون لديها سقف من الطموحات والاحلام تجاه الزوج والزواج، فيحدث لديها حالة من اليأس والإحباط والتي تؤدي إلى الاكتئاب.
أعراض اكتئاب السنة الأولى من الزواج تتضمن الإحساس باليأس والاحساس بانعدام القيمة، وإحساس بالعجز واللامبالاة وكراهية الذات وفقدان الدافع لإنجاز أي نشاط، وتقول "السيد" إن من أعراض الاكتئاب أيضًا الشعور بالخمول ومشاكل في النوم، والقلق وما يصاحبه من توتر وعصبية.
ويجب أن نلاحظ أنه إذا وجدت تلك الأعراض يجب على الفور الذهاب إلى المعالج النفسي حتى لا نصل لمرحلة أكبر من الاكتئاب، فقد يصل الأمر إلى أفكار إيذاء للنفس أو انتحار، وانعدام تام بالقيمة واحساس كامل بالعجز، وتحدث مشاكل جسديه تتمثل في اضطراب الجهاز النفسي، والصداع وفقدان الشهية، وخمول ووهن وضعف.
"يجب أن يكون الزوجين على دراية بطبيعة هذه المرحلة المهمة والصعبة والحساسة، ويفضل قبل الزواج أن يكونوا على تواصل مع متخصصين لأمدادهم بمعلومات تثقيفية حتى يتخطوا مرحلة السنة الأولى في الزواج" هكذا أكدت دكتورة إيمان السيد. مضيفة: "يجب أن يفهموا طبيعة اختلاف الطباع فيما بينهما، مع ضرورة وجود دعم أسري من الأصدقاء والمحيطين، والدعم من أسرة الزوج للزوجة حتى لا تشعر بالغربة، وفهم مشاعر الزوجة وعدم إصدار أحكام مسبقة عليها، وضرورة التفاهم والتحدث المستمر بين الزوج والزوجة، ومصارحة بعضهما البعض وعدم كبت المشاعر السلبية بداخلهما".
وفي السياق ذاته، تحدثنا مع الدكتورة منى شاكر، استشاري علاقات أسرية، والتي أكدت أن سنة أولى زواج هي سنة "المسئولية" أو "الخضة" فهي السنة الأولى في الاكتشاف والتعامل المباشر ما بين الزوجين، فالحياة في بيت واحد تكون مختلفة عن فترة الخطوبة، وهي سنة تضارب وسنة اكتشاف الشخصيات والاختبار الحقيقي على أرض الواقع.
فالفتاة تؤجل جميع أمنيتها لما بعد الزواج، فهي سنة تحقيق الأمنيات بالنسبة لها، من خروج وفسح وتسريحة الشعر وغيرها، وتقول "شاكر" إن هناك أهالي تقول للبنت "لما تتجوزي أبقي اخرجي.. لما تتجوزي أبقي قصي شعرك" وهكذا، أيضا بالنسبة للزوج "لما تبقى في بيتك أبقى مشي كلمتك"، فكلا منهم يريد أن يحقق الامنيات التي لم تتحقق قبل الزواج، وهنا يحدث الصدام فيما بينهما.
وفي أول سنة في الزواج تكون هناك مسئولية، سواء على الزواج أو الزوجة، وهناك منهم من يحاول فرض شخصيته وهناك من يحاول إظهارها، أيضا يحدث تقارب الزوج مع عائلة زوجته والعكس. فالزوج والزوجة في أول سنة زواج تحدث لهم خضة وهناك من يشعر باليأس، وهناك من يشعر بالرغبة في الهروب من تلك المسئولية.
ونصحت دكتورة منى شاكر بتأجيل الإنجاب في أول سنة في الزواج، حتى نتحمل المسئوليات الأولى في الزواج قبل البدء في مسئوليات جديدة.
وتابعت: وقت الإنجاب الزوجة تعطي اهتمامها بالطفل ووقتها يشعر الزوج بأنه لم يأخذ الاهتمام الكافي له، لأن الأبوة عند الرجل ليست فطرة بل تكليف ولكن الأمومة فطرة، والرجل يحب الاهتمام ويضع في أحلامه أن زوجته ستحقق له كل ما يتمناه بعد الزواج ولكن بالإنجاب لا يتحقق ذلك.
وعندما يشعر الزوج بعدم الاهتمام فيبدأ في البحث عنه بعيدا عن الزوجة مما يحدث الخيانة في الزواج والتي تؤدي بالتبعية إلى الانفصال، لذا حالات الطلاق تكثر في أول سنة من الزواج.
ويجب على الأهل أن يقدموا النصائح وخبراتهم لأبنائهم، ويحدثونهم عن تلك المسئولية التي من المفترض أن يواجها كل منهم، بدلا من الاهتمام بالأثاث والشقة والأجهزة وغيرها من الأمور المادية، ويجب على الزوجة أن تولي اهتمامها بزوجها في السنة الأولى من الزواج وكذلك الزوج، ويتحملوا بعضهم لتمر الصعاب.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية