تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مع اقتراب شهر رمضان الكريم، يشعر كثيرون برغبة ملحة في شراء الزينة والأنوار الرمضانية وتعليقها في المنازل والشوارع، لإضفاء أجواء احتفالية بهيجة، لكن هذه الرغبة قد تتحول لدى البعض إلى سلوك مبالغ فيه، حيث يشتري البعض كميات كبيرة من الزينة رغم امتلاكهم ما يكفي منها، أو يفضلون إنفاق الأموال عليها بدلًا من تلبية احتياجات أساسية، فما الذي يدفع البعض إلى هذا الإفراط؟ وهل يمكن أن يكون لهذا السلوك تفسيرات نفسية؟
شراء مبالغ فيه
أوضحت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري نفسي، أن الرغبة في شراء الزينة الرمضانية قد تبدو في البداية طبيعية، خاصةً إذا كانت تهدف إلى إضفاء البهجة والسرور، لكنها أشارت إلى أن المبالغة في الشراء قد تكون مؤشرًا على وجود مشكلات نفسية كامنة.
وأضافت أن الإنسان يحتاج إلى تحديد ما إذا كانت رغبته في شراء الزينة طبيعية أم متوسطة أم مبالغًا فيها، فبعض الأشخاص يصلون إلى حد الإرهاق المادي بسبب شراء الزينة، مما يؤثر على من يعيشون معهم. وأكدت أن هذا السلوك قد يكون تعبيرًا عن نقص داخلي أو حرمان عاطفي، مثل الحرمان من الحنان في الطفولة، أو فقدان أحد الوالدين، أو حتى ارتباط هذه الأجواء بذكريات سعيدة في الماضي.
تفسيرات نفسية
أشارت د. إيمان إلى أن هناك تفسيرات نفسية عديدة لسلوك الإفراط في شراء الزينة الرمضانية، منها:
التعويض عن النقص: قد يلجأ الشخص إلى شراء كميات كبيرة من الزينة كتعويض عن نقص في جوانب أخرى من حياته، مثل العلاقات الاجتماعية أو العاطفة.
الهروب من الواقع: قد يستخدم الشخص الشراء كوسيلة للهروب من مشكلات الحياة اليومية وضغوطها، حيث يوفر له ذلك متعة مؤقتة وراحة نفسية.
الشعور بالنقص أو عدم الأمان: قد يحاول الشخص تعويض شعوره بالنقص أو عدم الأمان من خلال شراء زينة باهظة الثمن أو بكميات كبيرة، كطريقة لإثبات ذاته.
مرض الشراء
أوضحت د. إيمان أن الإفراط في شراء الزينة الرمضانية قد يرتبط بأمراض نفسية معينة، مثل:
الوسواس القهري: حيث يعاني الشخص من أفكار وسواسية حول شراء الزينة، مثل الخوف من عدم شراء ما يكفي أو شراء زينة غير مناسبة.
اضطراب التسوق: وهو اضطراب نفسي يتميز بالرغبة الشديدة في التسوق والشراء، وعدم القدرة على التحكم في هذه الرغبة.
نصائح لتجنب الإفراط
نصحت د. إيمان بتقنين عملية شراء الزينة، واقترحت أن يتم توزيع الزينة الزائدة على الأقارب لإدخال البهجة إلى قلوبهم، كما دعت إلى استغلال الأموال التي تُنفق على الزينة في مساعدة المحتاجين، مثل تحضير حقائب رمضان أو تقديم الدعم للمحتاجين، مؤكدة أن السعادة التي تظهر على وجوه الآخرين ستكون أكثر إشباعًا من مجرد شراء الزينة.
الزينة وطاقة المكان
من جانب آخر، تحدثت الدكتورة لبنى أحمد، استشاري العلاج بالطاقة الحيوية، عن أهمية الزينة الرمضانية في إضفاء طاقة إيجابية على المكان، وأشارت إلى أن الأيام المباركة في رمضان تحمل طاقة روحانية وراحة نفسية، وأن الزينة والأنوار والفوانيس تعزز هذه الطاقة الإيجابية.
وأضافت أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يمكن الاكتفاء بشراء زينة بسيطة أو حتى صنعها يدويًا باستخدام مواد بسيطة مثل الورق الملون أو قماش الخيامية، وأكدت أن مشاركة الأطفال في صنع الزينة يمكن أن يعزز مشاعر البهجة والسعادة، حيث تحمل الزينة المصنوعة يدويًا طاقة إيجابية تنبع من مشاعر الفرح التي يشعر بها الصانع.
توصيات لشهر رمضان
اختتمت د. لبنى حديثها بتوصيات لاستقبال شهر رمضان بأجواء إيجابية، منها:
- تشغيل القرآن الكريم طوال الشهر لتعزيز الطاقة الروحانية.
- استخدام البخور لتنقية جو المنزل.
- تناول التمور كجزء من العادات الرمضانية الصحية.
- عدم التوقف عن شراء أو صنع الزينة، حتى وإن كانت بسيطة، لأنها تسهم في إضفاء السعادة بأقل التكاليف.
في النهاية، يبقى شهر رمضان فرصة لتعزيز الروحانيات وإضفاء البهجة على الحياة، لكن من المهم أن نحرص على التوازن بين الاحتفال والإنفاق، حتى لا يتحول الشغف بالزينة إلى عبء مادي أو نفسي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية