وصفة شعبية 
الدكتور على عوف رئيس شعبة الدواء بالغرف التجارية يقول: "أصل الصيدلة دواء تركيب"، ورغم أن قانون مزاولة المهنة يسمح بأن يقوم الصيدلى بعمل التركيبات الدوائية فى الصيدلية، خاصة أن لهذة التركيبات مراجع علمية مخصصة، ولكن ما تسمى بحقنة "هتلر" أو الحقنة "الشيطانية"، والتي يقوم بطلبها أغلب المرضى المصابين بنزلات برد، ما هي إلا وصفة شعبية تستخدم لعلاج نزلات البرد، فهي ليست دواء مركب، وإنما يقوم بعض الصيادلة بإعدادها للمرضى دون استشارة الطبيب، لذلك هى ممنوعة، ومجرم تناولها فى الصيدليات. 

ورغم أنها تستخدم لتخفيف أعراض البرد بسرعة، إلا إن لها مخاطر جسيمة فالآثار الجانبية الناتجة منها خطيرة لأنها تعتبر سم قاتل. 

ويشير د. عوف إلى أن وزارة الصحة وهيئة الدواء المصرية؛ حذروا من تناول تلك التركيبة لأنها تؤدى الى الوفاة، وهذا ما نص عليه قانون مزاولة المهنة لسنة 1957 ألا تعطى أي أدوية إلا بوصفة طبية، وحددت للصيدليات أدوية معينة يمكن وصفها بموجب الخبرة فقط، وممنوع نهائياً أن تقوم الصيدليات بإعطاء المرضى أي عقاقير للبرد تحتوي على مضادات حيوية، وكورتيزون، لخطورتهم على صحة المريض إلا بأمر الطبيب.

آثار جانبية خطيرة
ومن جانبه يقول الدكتور محمد عبد الآخر، المدرس بقسم الباطنة، بكلية الطب بجامعة الأزهر الشريف؛ أنه في الآونة الأخيرة ظهرت " موضة " استخدام حقنة "هتلر" أو "الحقنة الشيطانية" وهي تركيبة غير مصرح بها تتكون من مسكن، ومضاد حيوي وكورتيزون وهذه الحقنة قد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، خاصة عند استخدامها دون استشارة الطبيب، ويتطلب تناول مثل هذه الحقنة دراسة دقيقة لحالة المريض لأن الكورتيزون، والمضادات الحيوية، يمكن أن يكون لهما تأثيرات خطيرة على القلب والجهاز الهضمي.

الكورتيزون القاتل
ويضيف وليس ذلك فقط؛ فالكورتيزون يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم كما أنه يمكن أن يزيد من مستويات السكر في الدم، مما يشكل خطراً كبيراً على مرضى السكري.

ويؤدي الكورتيزون أيضاً إلى إضعاف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى، كما يمكن أن يسبب اضطرابات في نبضات القلب قد تؤدي إلى تمزق عضلة القلب بعد الذبحة القلبية.

مضاد حيوي
ويضيف أما المضاد الحيوي فبعض المرضى قد يعانون من تفاعلات تحسسية خطيرة عند تناول المضادات الحيوية منها "الغثيان والإسهال"، فهذه الحقنة غير معتمدة علميًا وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات لذا من الضروري تجنب استخدامها دون استشارة طبية، لذلك من الضروري استشارة الطبيب لتجنب المضاعفات الصحية الخطيرة التي قد تنتج عن استخدامها بشكل غير صحيح.

مسئولية الصيدلي
أما الدكتور ياسين رجائي المسئول الإعلامي لهيئة الدواء المصرية، يوضح أن الهيئة تلعب دورًا حيويًا فى مراقبة الصيدليات، وضمان سلامة الأدوية، حيث يتم التدخل فور الإبلاغ عن أي صيدلية، أو دكتور صيدلى يقوم بعمل تركيبة دوائية وإعطائها للمرضى دون روشتة طبيب، أو إشراف طبي، وذلك بالتفتيش والمتابعة لرصد أي ممارسات غير قانونية، وغير آمنة لما قد تحمله من مخاطر حادة على صحة المرضى.

وأكد أن هذه الحقن ليس بها أي تركيبات دوائية، وبدون اشراف الطبيب فالمسئولية تقع على الصيدلي، وتقوم هيئة الدواء بالاعلان عن تحذيرات لمخاطر تلك الأدوية باستمرار، وتتخذ الهيئة إجراءات قانونية تصل إلى سحب تراخيص الصيدليات المخالفة، وفرض غرامات عليها لضمان ردع الصيدليات من ممارسة صرف الأدوية دون إشراف طبي لحماية حياة المرضى.