تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : احذر الهوس بالأبراج.. عندما تتحكم الكواكب في الزواج والعمل
source icon

سبوت

.

احذر الهوس بالأبراج.. عندما تتحكم الكواكب في الزواج والعمل 

كتب: سماح موسى

عندما تقدم شاب لخطبة "ريم"، سألته أول ما سألته عن برجه الفلكي، وما إن علمت أنه لا يتوافق مع برجها، حتى تركت الجلسة مسرعة إلى غرفتها رافضة الارتباط به تمامًا.

مرت السنوات ورفضت ريم كل من تقدم لخطبتها للسبب نفسه، حتى تجاوزت الثلاثين من عمرها، وأصبحت أسيرة لفكرة الأبراج والتوافق الفلكي.
لم تتوقف الحكاية عند هذا الحد، بل وصلت إلى حد أن قطعت صداقتها مع أقرب صديقاتها لأن "عالمة أبراج" حذرتها من مكيدة تُدبّر لها، وفي زفاف ابنة أختها نصحتها بفسخ الخطبة لأن "برج العريس لا يناسبها"، تصرفات جعلت أسرتها وأصدقاءها يتساءلون؛ هل ما تعانيه ريم مجرد "هوس الأبراج".. أم حالة مرض نفسي تستوجب العلاج؟

علاقة قديمة بين الإنسان والنجوم
يقول فضيلة الشيخ الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إن علاقة الإنسان بالنجوم قديمة جدًا، حتى إن بعض الأمم القديمة عبدتها، وهو ما ذكره القرآن الكريم في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع قومه عبدة الكواكب.

ويضيف الشيخ عبد الجليل أن التعلق بالأبراج في عصرنا ليس عبادة صريحة، لكنه اعتقاد خاطئ في تأثيرها بالنفع أو الضر، وهو أمر قد يجر إلى الشرك بالله، لأن المسلم يؤمن أن النافع والضار هو الله وحده.

ويتابع قائلًا: يبدأ الأمر كتسلية بسيطة، ثم يتسلل إلى القلب كقناعة، حتى يصبح اعتقادًا، ولهذا لا تجوز قراءة الأبراج أو متابعة المنجمين.

ويؤكد أن على الإعلام دورًا مهمًا في منع الترويج للتنجيم وقراءة الطالع، فالعقيدة الصحيحة تقوم على التوكل على الله، لا على أوهام الأبراج.

اضطرابات نفسية وسلوكية
من الناحية العلمية، يوضح الدكتور محمد صبرة، أستاذ الصحة النفسية بالجامعة الأمريكية، أن هوس الأبراج أصبح ظاهرة نفسية متنامية في المجتمعات العربية، حتى بات يتدخل في القرارات المصيرية كالزواج واختيار العمل والسفر.

ويقول إن بعض الأشخاص يبنون تصوراتهم عن الآخرين بناءً على "البرج"، فيرفضون شخصًا أو يثقون في آخر دون أي منطق أو دليل واقعي، وهو ما يعكس اضطرابًا نفسيًا ناتجًا عن خلل بين الذات الواقعية والذات المثالية، واعتماد على أوهام لا أساس لها.

ويحذر د. صبرة من أن هذه القناعات قد تتحول إلى معتقدات مرضية، فصفات الأبراج ليست إلا تعميمات وهمية لصفات بشرية، صدّقها الناس وأصبحت نمطًا لحياتهم.

هوس الأبراج
يضيف د. صبرة أن الشخص المصاب بهوس الأبراج غالبًا ما يكون فاقدًا لمعنى الحياة، يشعر أن قراراته لا جدوى منها، فيسعى إلى استمداد الأمان من الخارج، لا من داخله، وهو إنسان بلا رؤية واضحة، يبحث عمن يوجهه، ويفقد قدرته على مواجهة التحديات بنفسه.

ويؤكد أن علاجه يتطلب جلسات علاج معرفي وسلوكي لتصحيح الأفكار المغلوطة وإعادة بناء الثقة بالنفس حتى يصبح فردًا فاعلًا في المجتمع.

من التنجيم إلى الموضة
ويتفق الدكتور محمد زهران، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة حلوان، مع الرأي السابق، موضحًا أن الأبراج تحولت من مجرد تسلية في الصحف إلى هوس اجتماعي يستغله البعض للربح أو الشهرة على السوشيال ميديا.

الذين يتعلقون بالأبراج غالبًا أشخاص يعانون من الفراغ العاطفي وضعف الثقة بالنفس، فيجدون فيها مبررًا لفشلهم أو شماعة يعلقون عليها إخفاقاتهم.

ويضيف أن الأبراج ليست علمًا، بل نوع من الدجل لا يمت لعلم الفلك الحقيقي بصلة، وأن التوسع في متابعتها قد يدمر علاقات إنسانية واجتماعية كثيرة، فكم من مشروع أو زواج أو صداقة انتهت بسبب تكهنات الأبراج... وكما قال المثل: كذب المنجمون ولو صدفوا.

كيف نتخلص من هوس الأبراج؟
يقدم د. زهران روشتة علاجية للتخلص من هذا الهوس:
- الابتعاد عن مصادر التنجيم كبرامج الأبراج وقنوات اليوتيوب وحسابات الفلك على السوشيال ميديا.
- استبدال العادة بهوايات مفيدة مثل ممارسة الرياضة أو القراءة أو العمل التطوعي.
- إصلاح العلاقات الاجتماعية التي تأثرت بسبب الانشغال بالأبراج.
- التركيز على الحاضر والعيش في اللحظة بدلًا من الخوف من المجهول.
- البحث عن أنشطة تبعث على التجديد والثقة بالنفس بدلًا من انتظار ما تقوله الأبراج.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية