تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سلّط مسلسل "لا ترد ولا تستبدل" الضوء على واحدة من أخطر العادات الصحية المنتشرة في المجتمع، وهي الإفراط في استخدام المسكنات دون وعي أو استشارة طبية، ورغم أن هذه العادة قد تبدو بسيطة، فإنها تحمل عواقب صحية جسيمة، في مقدمتها تدمير الكلى بشكل تدريجي وصامت.
ومن هذا المدخل الدرامي، يستمع موقع سبوت إلى آراء عدد من الأطباء المتخصصين، للوقوف على الأسباب الحقيقية للقصور والفشل الكلوي، وسبل الوقاية منه قبل الوصول إلى مراحل خطيرة يصعب علاجها.
ومن هذا المدخل الدرامي، يستمع موقع سبوت إلى آراء عدد من الأطباء المتخصصين، للوقوف على الأسباب الحقيقية للقصور والفشل الكلوي، وسبل الوقاية منه قبل الوصول إلى مراحل خطيرة يصعب علاجها.
مرض صامت
يؤكد الدكتور محمود تمراز، استشاري أمراض الكلى والباطنة وعضو الجمعية الدولية والأوروبية لأمراض الكلى، أن القصور الكلوي من الأمراض التي قد تتطور على مدى سنوات طويلة دون أعراض واضحة، ما يجعل كثيرًا من المرضى يكتشفون إصابتهم في مراحل متأخرة، وأشار إلى أن الوقاية الحقيقية تبدأ بمعرفة الأسباب، لأن تجنب السبب أو السيطرة عليه قد يحمي الكلى من التلف، أو يؤخر حدوثه لسنوات طويلة.
السكري على رأس القائمة
وأوضح د. تمراز أن مرض السكري يُعد السبب الأول للقصور والفشل الكلوي، إذ يمثل نحو 50% من الحالات، وغالبًا ما يظهر التأثير بعد سنوات طويلة من الإصابة، خاصة لدى المرضى غير الملتزمين بضبط مستويات السكر في الدم.
ويؤدي الارتفاع المزمن في السكر إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى، ما ينعكس تدريجيًا على كفاءتها وقدرتها على تنقية الدم، وشدد على أهمية ضبط مستوى السكر والمتابعة الدورية، مع الالتزام بإجراء التحاليل المنتظمة، وعلى رأسها تحليل الزلال في البول، الذي يُعد من أهم الفحوصات للكشف المبكر عن القصور الكلوي، ويُجرى كل ستة أشهر أو سنة حسب حالة المريض، إلى جانب تحاليل البولينا والكرياتينين.
وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت ظهور أدوية حديثة لعلاج السكري لا تقتصر على خفض مستوى السكر فقط، بل تقدم حماية مباشرة للكلى وتساعد على منع أو تأخير حدوث القصور الكلوي، كما ظهرت أدوية جديدة لعلاج الزلال في البول وحققت نتائج مبشّرة.
عدو آخر
ويأتي ارتفاع ضغط الدم المزمن في المرتبة الثانية بين أسباب القصور والفشل الكلوي، حيث يؤكد د. تمراز أن الضغط غير المنضبط يؤدي إلى إجهاد الأوعية الدموية داخل الكلى وتلفها بمرور الوقت.
وينصح المرضى بضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المختص لاختيار العلاج الأنسب، مع تقليل ملح الطعام، والحرص على شرب كميات كافية من المياه، والحصول على قسط مناسب من النوم، وتجنب الضغوط العصبية قدر الإمكان، لما لها من تأثير مباشر وغير مباشر على ضغط الدم وصحة الكلى.
المسكنات والحصوات
وحذر من الاستخدام المفرط للمسكنات، خاصة دون استشارة طبية، باعتباره من الأسباب المهمة لتلف الكلى، إذ قد تؤدي هذه الأدوية إلى تقليل تدفق الدم إلى الكلى والتهاب أنسجتها، ومع الاستمرار قد تُسبب قصورًا أو فشلًا كلويًا.
وأشار إلى أن من الأسباب الأخرى حصوات الكلى، والأمراض المناعية والوراثية، وأورام الكلى، مؤكدًا ضرورة تجنب المسكنات قدر الإمكان وعدم استخدامها إلا تحت إشراف طبي وبجرعات ومدة يحددها الطبيب بدقة، إلى جانب تقليل تناول اللحوم الحمراء والاكتفاء بها مرة أو مرتين أسبوعيًا لتخفيف العبء الواقع على الكلى.
اسمع لجسمك
وأوضح استشاري أمراض الكلى أن أعراض القصور الكلوي تتشابه مع أعراض أمراض أخرى كثيرة، وتختلف من مريض لآخر حسب درجة القصور، وتشمل الشعور بالإجهاد والضعف العام، وتورم القدمين، وتكرار الشد العضلي، والغثيان، وأكد أن ظهور هذه الأعراض يستوجب عدم تجاهلها، والتوجه فورًا إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتشخيص الحالة بدقة.
الوقاية قبل العلاج
وأشار إلى أن علاج القصور الكلوي في جوهره هو الوقاية، من خلال ضبط مستويات السكر وضغط الدم، والالتزام بالتحاليل والمتابعة الدورية، وتجنب المسكنات، والاهتمام بشرب المياه، وتقليل ملح الطعام، أما في حال تطور المرض إلى الفشل الكلوي، فتقتصر الخيارات العلاجية على الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.
لا يقتصر على الكبار
ولا تقتصر أمراض الكلى على البالغين فقط، بل تمتد إلى الأطفال أيضًا، حيث يحذر الدكتور محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة وكلى الأطفال بالقوات المسلحة، من عادات يومية خاطئة يمارسها بعض الأهالي بحسن نية، دون إدراك خطورتها أو تأثيرها التراكمي على كلى الطفل.
وأكد أن الخطورة تكمن في أن تلف كلى الأطفال قد يحدث بشكل تدريجي وصامت دون أعراض واضحة في البداية، ما يؤدي إلى اكتشاف المشكلة في مراحل متأخرة قد تصل إلى الفشل الكلوي المزمن.
أخطر عدو
وأشار إلى أن من أخطر هذه العادات الإفراط في إعطاء الأطفال المسكنات دون استشارة طبية، خاصة بعض المسكنات المركبة، التي يلجأ إليها الأهل لعلاج الحمى أو الآلام البسيطة أو نزلات البرد.
وأوضح أن الاستخدام الخاطئ أو الجرعات غير المحسوبة أو الاستمرار لفترات طويلة قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الكلى والتهاب أنسجتها، وقد يتسبب في فشل كلوي حاد، خاصة إذا كان الطفل يعاني من الجفاف أو الإسهال أو ارتفاع الحرارة.
الجفاف البداية
ولفت إلى أن إهمال شرب المياه من أكثر المشكلات شيوعًا بين الأطفال، خصوصًا في الأجواء الحارة أو أثناء الإصابة بالحمى أو النزلات المعوية، مؤكدًا أن قلة السوائل تؤدي إلى جفاف مزمن، يُعد سببًا رئيسيًا لتكوين حصوات الكلى وزيادة فرص الإصابة بالتهابات البول المتكررة.
إهمال التهابات البول
وشدد على أن التهابات البول لدى الأطفال كثيرًا ما يتم تجاهلها رغم ظهور أعراض واضحة، مثل الحرقان أثناء التبول، أو تكراره، أو ارتفاع الحرارة دون سبب ظاهر، محذرًا من أن إهمال العلاج الكامل قد يؤدي إلى ارتجاع البول إلى الكلى وحدوث تليف بأنسجتها، ومع الوقت قد يتطور الأمر إلى فشل كلوي مزمن.
الخلطات الشعبية خطر
ونبه إلى خطورة إعطاء الأطفال الأعشاب أو الخلطات الشعبية بدعوى أنها طبيعية وآمنة، موضحًا أن بعضها قد يحتوي على مواد سامة للكلى أو معادن ثقيلة أو جرعات غير معروفة، في حين أن كلى الأطفال لا تتحمل هذه السموم بنفس كفاءة كلى البالغين.
كما حذر من الإفراط في تناول الأطعمة المالحة والوجبات السريعة أو اتباع أنظمة غذائية غير مناسبة لعمر الطفل، لما تسببه من إجهاد للكلى وارتفاع ضغط الدم في سن مبكرة.
أصحاب الأمراض المزمنة
وأشار إلى أن الأطفال المصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو التشوهات الخلقية بالجهاز البولي، يحتاجون إلى متابعة طبية دقيقة ومنتظمة، لأن إهمال المتابعة قد يؤدي إلى تدهور صامت في وظائف الكلى.
علامات لا تتجاهلها
وأكد د. كامل أن هناك علامات مبكرة يجب أن تلفت انتباه الأهل، مثل التورم حول العينين أو القدمين، التغير غير الطبيعي في كمية البول أو لونه، وجود دم في البول، التهابات بول متكررة، ضعف الشهية، تأخر النمو، ارتفاع ضغط الدم، أو الشعور بالإرهاق المستمر دون سبب واضح، مشددًا على أن ظهور أي من هذه الأعراض يستدعي التوجه للطبيب فورًا وإجراء الفحوصات اللازمة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية