تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يُعدّ الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا بين الأطفال في مصر والعالم، وهو ما أكدته الأبحاث العالمية، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه يحتل المرتبة الثانية كأهم أسباب الوفاة والإعاقة عالميًا بعد أمراض القلب.
ماهية الاكتئاب عند الأطفال
توضح الدكتورة سارة فوزي سلام، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن الاكتئاب عند الأطفال اضطراب مزاجي (نفسي وحركي) له جوانب مشابهة لاكتئاب الكبار، لكن نسبته لا تتجاوز 2%، ويكون الأولاد أكثر عرضة من البنات.
وتضيف أن الطفل قد يعاني من أمراض عضوية أو نفسية أو تحصيلية، ويتأخر علاجه بسبب التشخيص الخاطئ؛ إذ تظن بعض الأمهات أنه مرض عضوي نتيجة الأعراض الجسدية التي يشتكي منها.
وتتمثل أبرز الأعراض في؛ الإرهاق، الكسل، الصداع، ألم الأطراف، الحزن المستمر، التوتر، السمنة المفرطة، اضطرابات الطعام، ضعف الأداء الدراسي، والعزلة عن الأصدقاء، إلى جانب العنف أو تكسير الأشياء كوسيلة غير مباشرة للتعبير عن الضيق.
أسباب وعوامل الإصابة
تشير د. سارة إلى أن أسباب الاكتئاب متعددة، منها العوامل الوراثية والبيئية، فقد يصاب الطفل بحزن شديد لأسباب تبدو بسيطة مثل وجود أخ جديد أو تغيير المدرسة، كما أن التعرض للتنمر أو فقدان أحد الوالدين أو انفصالهما قد يؤدي إلى الاكتئاب.
كما أن الكوارث والحروب والمشاكل الأسرية من أبرز المهددات، إلى جانب عجز الطفل عن التعبير عما بداخله، مما يدفعه إلى إيذاء نفسه أو الآخرين.
بالإضافة إلى أن العوامل الوراثية والبيولوجية تلعب دورًا مهمًا، مثل وجود تاريخ مرضي في العائلة أو خلل في كيمياء المخ أو الغدد، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة والمناعية، كما تساهم التوقعات المبالغ فيها من الأهل أو الضغوط الدراسية في زيادة قابلية الطفل للاكتئاب، إلى جانب الآثار الجانبية لبعض الأدوية أو اضطرابات القلق.
وتوصي بضرورة الدعم الأسري المستمر، وسؤال الطفل عما يضايقه، ومراقبته من بعيد دون تدخل قاسٍ، مع تخصيص وقت للعب وقضاء أنشطة مشتركة تعزز الصحة النفسية.
العلاج الدوائي والنفسي
توضح د. سارة أنه في بعض الحالات، خصوصًا عندما تظهر ميول انتحارية لدى الطفل، يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي إلى جانب العلاج النفسي، مضيفة أن من أهم أنواع العلاج، العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالكلام، مؤكدة أنه لا يجوز تناول أي علاج دون استشارة طبيب نفسي متخصص في طب نفس الأطفال.
الفرق بين الحزن والاكتئاب
وتوضح الدكتورة أميرة شاهين، أخصائي الإرشاد النفسي والأسري، إن هناك فرقًا واضحًا بين النكد أو الحزن العابر والاكتئاب الحقيقي، فالحزن شعور طبيعي ناتج عن موقف محبط ويزول بانتهاء السبب، أما الاكتئاب فهو خلل مستمر في المشاعر والمزاج يمتد لفترات طويلة، ويؤثر في السلوك والصحة العامة للطفل.
أعراض الاكتئاب لدى الأطفال
توضح د. أميرة أن الأعراض تنقسم إلى نفسية وجسدية، وتشمل؛ نوبات بكاء وغضب غير مبرر، تدني الثقة بالنفس ولوم الذات، اضطرابات النوم والشهية، رفض الذهاب إلى المدرسة، ضعف التركيز وفقدان الشغف، تقلبات مزاجية وهروب من المنزل، بالإضافة إلى شكاوى جسدية متكررة من دون سبب عضوي واضح.
طرق الوقاية والدعم الأسري
تنصح د. أميرة الآباء بتوفير بيئة آمنة ودافئة تقوم على الحب والاهتمام العاطفي قبل المادي، وتشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره ومخاوفه بحرية دون سخرية أو استهانة.
كما توصي بوضع روتين يومي مستقر يشمل الأكل والمذاكرة والنوم والرياضة، إلى جانب ممارسة هواية ممتعة، مؤكدة ضرورة الاستعانة بالمتخصصين عند استمرار الأعراض.
نسب انتشار الاكتئاب
تضيف د. شاهين أن نسبة الإصابة تختلف باختلاف الأعمار؛ فهي تبلغ 1% قبل سن المدرسة، و2% بين أطفال المدارس، وتصل إلى 5% بين المراهقين، مع زيادة ملحوظة بين الفتيات نتيجة التغيرات الهرمونية والضغوط النفسية.
قسوة الأهل والمقارنة بين الأطفال
تحذر الدكتورة منار عبد الفتاح، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، من أن العنف الأسري والمقارنة السلبية بين الطفل وأقرانه من أكثر مسببات الاكتئاب.
فالشعور بعدم القبول أو الذنب أو التنمر داخل العائلة يدمر ثقة الطفل بنفسه، خاصة حين يرى على وسائل التواصل الاجتماعي نماذج لعلاقات أسرية مثالية فيقارن نفسه بها.
وتوضح أن انفصال الوالدين يفاقم شعوره بالوحدة والحنين للطرف الغائب، مؤكدة ضرورة تقدير الطفل ودعمه نفسيًا من خلال كلمات تشجيع ومشاركة فعّالة في أنشطته اليومية.
كما تشير إلى أن مرحلة البلوغ المبكر تحتاج إلى تعامل حذر، لأن الطفل يمر باضطراب نفسي بين كونه "طفلًا أم بالغًا"، ما يستدعي وعي الأهل وتفهّمهم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية