تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في واقعة جديدة تكشف محاولات بعض ضعاف النفوس العبث بمنظومة الدعم، أعلنت وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية عن ضبط شخصين استغلا طبيعة عملهما للاستيلاء على أموال الدعم بطرق احتيالية، من خلال استخراج بطاقات تموينية ذكية «بدل فاقد – تالف» دون علم أصحابها، بالاشتراك مع شخص ثالث، بهدف تحقيق أرباح غير مشروعة.
ووفق بيان الوزارة، فإن تحريات الإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة بقطاع الأمن الاقتصادي أكدت المعلومات حول الواقعة، وبعد تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين وبحوزتهم 91 بطاقة تموينية ذكية، وبمواجهتهم أقروا بارتكاب المخالفات والاستيلاء على سلع تموينية بلغت قيمتها نحو 392 ألف جنيه، قبل اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
ورغم التحول الرقمي الكبير الذي تشهده منظومة التموين وربط شبكات البيانات بين الجهات المعنية، إلا أن هذه الحوادث تكشف استمرار بعض الثغرات التي تستغل من قبل البعض، وفي هذا التقرير، نستعرض من خلال آراء خبراء التموين جهود الوزارة في ضبط المنظومة، وسبل حماية المواطنين لبطاقاتهم التموينية من السرقة أو التلاعب.
المهام الرئيسية لمكاتب التموين
كانت المكاتب التموينية تقوم سابقًا بمهام رئيسية، منها استخراج البطاقات ومحاسبة البقالين، بينما تتولى الشركة المنوطة بتوزيع السلع محاسبة التجار دون تدخل مباشر من المكاتب التموينية، لكن كان هناك خلل يتمثل في استلام بضائع جديدة دون سداد فواتير سابقة، ما دفع لإصدار تعليمات تمنع تاجر الجملة أو التجزئة من الحصول على بضائع جديدة قبل سداد المستحقات، كما طالبت الوزارة بتحويل جميع المكاتب التموينية إلى مراكز دعم متصلة بشبكة معلومات موحدة مع وزارة التموين ووزارة الإنتاج الحربي لضمان رقابة مباشرة على عمليات استخراج البطاقات الجديدة أو البدل والفصل الاجتماعي.
الخلل الإداري قبل بدء التطوير
يقول هشام كامل سعد الله، وكيل أول وزارة التموين الأسبق؛ قبل مشروع التطوير في عهد الدكتور علي مصيلحي، كانت هناك أوجه خلل متعددة داخل المكاتب التموينية التقليدية، منها ضعف الإشراف والرقابة الدورية، والاعتماد على النظام الورقي، وعدم وجود إدارة فعّالة للتفتيش على البطاقات داخل الوزارة، وكان من أبرز مظاهر الخلل:
- استخراج بطاقات وهمية دون مستندات رسمية أو مطابقة للتعليمات، مقابل رشاوي أو بيانات مزورة.
- عدم حذف أسماء الوفيات من البطاقات.
- ازدواجية الصرف، مثل استمرار صرف التموين للزوجة من بطاقة أسرتها وبطاقة زوجها في الوقت نفسه.
- استغلال بعض الموظفين أو الوسطاء لظروف المواطنين البسطاء للحصول على مقابل مالي مقابل تسليم البطاقة.
طرق استغلال الدعم
ويتابع عبد المنعم خليل، رئيس قطاع التجارة الداخلية الأسبق بوزارة التموين، موضحاً يوجد الآن بعض طرق يستغلها ضعاف النفوس لسرقة الدعم تشمل:
- تجميع البطاقات التموينية من المواطنين أثناء استلام السلع، خاصة إذا كان الرقم السري مكتوبًا على البطاقة أو معلومًا للبقال.
- استغلال البطاقات التي تم استخراجها ولم يتسلمها أصحابها لصرف السلع أو الخبز.
- إقناع المواطنين، خاصة كبار السن أو غير المتعلمين، بالكشف عن الرقم السري أو ترك البطاقة في المكاتب أو المخابز، ما يفتح الباب لسرقة الدعم.
التطوير والتحول الرقمي
ويشير هشام كامل؛ إلى أن التطوير شمل تحديث البنية التحتية للمكاتب وتحويل بعضها إلى مراكز دعم متطورة، وربطها بشبكات المعلومات لضمان رقابة الوزارة على جميع العمليات، لكن لا تزال هناك مكاتب غير مرتبطة بالشبكة بشكل كامل، مما يتيح فرصًا للتلاعب، كما أن ضعف رواتب بعض الموظفين قد يدفع ضعاف النفوس لاستغلال المواطنين.
إضافة المواليد ومراقبة البيانات
يوضح كامل؛ أن الظروف الاقتصادية الحالية تجعل من الصعب إضافة مواليد جدد، ما يستلزم تنقية البيانات وحذف غير المستحقين، مثل أصحاب الدخول المرتفعة أو الممتلكات الفاخرة، لإتاحة الفرصة للأسر الأحق بالدعم.
ضبط الثغرات
من الصعب اختراق النظام الإلكتروني الحالي، لكن الخلل غالبًا يأتي من المكاتب التقليدية، الحل يكمن في تحويل جميع المكاتب إلى نموذجية، وإعطاء كل مدير مكتب رقمًا سريًا خاصًا للدخول على البيانات، مع التفتيش المستمر من الجهات الثلاث المعنية؛ وزارة الإنتاج الحربي، إدارة البطاقات بوزارة التموين، وإدارة التفتيش الفني بالمديريات.
حماية البطاقة التموينية
وينصح عبد المنعم خليل، بعدم الإفصاح عن الرقم السري لأي شخص، وعدم كتابته على البطاقة، وعدم ترك البطاقة في أي مكان، والتعامل فقط مع الجهات الرسمية، وفي حالة فقد أو تلف البطاقة، يجب تحرير محضر على الفور لوقفها، ثم متابعة عملية إصدار البطاقة الجديدة حتى استلامها، كما يشدد ماجد نادي، نقيب بقالين التموين، على ضرورة مراجعة عدد أفراد الأسرة في إيصال الصرف، والإبلاغ عن أي خطأ فورًا.
وعلى جانب آخر ذكر ماجد نادي، نقيب "بدالين" بقالين التموين؛ أنه تم تحويل جميع المكاتب التموينية إلى مراكز مدعومة ونموذجية، تحتوي على جميع البيانات والمعلومات الخاصة بالمواطنين، وتعمل وفقاً لنظام محدد.
فمثلاً في حالة الاستخراج أو بدل التالف أو الفقد، يظهر على النظام الرقمي تعثر الوصول لبيانات البطاقة؛ ويتم وقفها واستخراج أخرى بكل سهولة، من خلال منصة مصر الرقمية "دعم مصر" خلال ١٥ يوم فقط.
أما في حالة عدم تمكن المواطن من استلام البطاقة في الوقت المحدد، فيمكنه التقدم بشكوى، لكن لا يستطيع الموظف ان يستفيد من البطاقة، لأن كل بطاقة تحمل رقماً سريًا يرسل عبر رسالة على الموبايل الخاص بالمواطن، لذا لا يستطيع أي مواطن لا يحمل هاتفاً أن يستخرج بطاقة تموينية، والرقم السري المعني باستلام الدعم لا يعلمه سوى حامل للبطاقة فقط.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية