تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بلورت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المُوقّعة في ليلة الأربعاء بمدينة شرم الشيخ المصرية بين إسرائيل وحماس، مسارات جديدة للمكاسب والخسائر لكلا الطرفين؛ ففي الوقت الذي حققت فيه إسرائيل مكسبها الأهم وهو تسلُّم الرهائن الأحياء والأموات، إلا أنها أُجبرت على إطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين، على الجانب الآخر استطاعت حركة حماس تحقيق بعض المكاسب، على رأسها إجبار إسرائيل على تقديم تنازلات في قضايا جوهرية، أهمها الانسحاب من القطاع، وإن كانت ستبقى مسيطرة على 53% من قطاع غزة لحين الانسحاب الكامل.
الأسرى.. المكسب الأهم
اعتبر الباحث الفلسطيني سعيد محمد أبو رحمة أن إسرائيل حققت المكسب الأهم وهو إطلاق سراح رهائنها، وأن عملية الإفراج قد تبدأ يوم السبت أو الأحد، على أن تُستكمل بحلول يوم الاثنين على أبعد تقدير، كما سيتم استكمال ترتيبات إعادة الجثث، حيث سيتم إعادة 28 قتيلاً إسرائيلياً، بينما لا يزال تسعة آخرون مجهولي المصير، يُضاف إلى ذلك أنها منعت إطلاق سراح القادة الفلسطينيين الأربعة البارزين: مروان البرغوثي، أحمد سعدات، حسن سلامة، عباس السيد، واستُبعدت عناصر النخبة الذين شاركوا في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023م من الصفقة.
وتابع أن أحد المكاسب الاستراتيجية لإسرائيل يكمن في الضغط العربي - الإسلامي على حماس، والذي قد يوفر ضمانات دولية لتنفيذ الاتفاق، بل ويمهّد الطريق على المدى البعيد لإزاحة الحركة من السلطة ونزع سلاحها في المرحلة الثانية، كما استطاعت تل أبيب فرض معادلة الردع من خلال القوة، وتمكنت من إضعاف بعض قدرات المقاومة، خاصة عبر استهداف الأنفاق ومواقع التصنيع، وإنهاء حكم حماس لغزة، والحفاظ على الدعم الأمريكي عبر استمرار التنسيق السياسي والعسكري مع واشنطن.
الانسحاب من القطاع
وأشار إلى أن حركة حماس استطاعت تحقيق بعض المكاسب، على رأسها إجبار إسرائيل على تقديم تنازلات في قضايا جوهرية، منها من الناحية الأمنية انسحاب تل أبيب من القطاع، وإن كانت ستبقى مسيطرة على 53% من قطاع غزة لحين الانسحاب الكامل، بعد اكتمال إطلاق سراح الرهائن، وهذا انسحاب جزئي من خط المواجهة الأول الذي أصرت عليه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
وقف إطلاق النار
وتابع، أن ما سيتم إطلاق سراحه حوالي 1950 فلسطينياً، من بينهم 250 سجيناً مؤبداً و1700 معتقل منذ 7 أكتوبر، بينهم نساء وقاصرون، كما تم الاتفاق على نسبة جثة إسرائيلية واحدة لكل 15 جثة فلسطينية يتم إعادتها، ولكن بعد عامين من الحرب القاسية التي دمّرت قطاع غزة وخلفت عشرات الآلاف من الضحايا، جاء إعلان وقف إطلاق النار ليضع حداً مؤقتاً للنزيف، وإن استطاعت حركة حماس النجاة من محاولات الإنهاء، فقد فشل الاحتلال في تحقيق هدفه المُعلن بالقضاء على الحركة، بالإضافة إلى ترسيخ الحضور السياسي لها من خلال انخراط أطراف دولية كتركيا وقطر وأمريكا في التفاوض مع الحركة، مما عزّز من مكانتها وإن كانت تحت الضغط.
وشدد على أن تحقيق صفقة تبادل أسرى يُعد أحد أبرز إنجازاتها، نظراً لما يمثله هذا الملف من أهمية للشعب الفلسطيني، والضغط باتجاه انسحاب إسرائيلي ورفع جزئي للحصار، لكن في المقابل، تحمّلت الحركة خسائر فادحة دفع ثمنها الشارع الغزي، من بينها الدمار الهائل في القطاع، وانهيار البنية التحتية، واستشهاد الآلاف، وازدياد معدلات الفقر والبطالة، كما أن حالة الغضب الشعبي نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية قد تؤثر على رصيد الحركة مستقبلاً.
فشل التهجير
واختتم حديثه بقوله: هذه المكاسب تقابلها خسائر واضحة، من بينها الفشل في الحسم، حيث لم تحقق إسرائيل هدفها الخفي وهو تهجير أهالي غزة، وذلك بفضل تصدي مصر لهذا المشروع، وتراجع صورتها دولياً بسبب مشاهد الدمار، كما أن المجازر في غزة خلقت موجة غضب عالمي واتهامات بارتكاب جرائم حرب، والتوتر الداخلي من خلال ازدياد الانقسام السياسي داخل إسرائيل وتصاعد الانتقادات لحكومة نتنياهو.
لحظة فارقة
الدكتورة كاترين فرج الله، المحللة السياسية والمتخصصة في العلاقات الدولية والاتصال السياسي، اعتبرت التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار لحظة فارقة في الحرب على قطاع غزة بعد تعثر مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس استمرت لعامين. وكان لمحورية الدور المصري وجهد مصر العامل الرئيس في إيقاف هذه الحرب، وبالرغم من أنه لم يُنهِ جذور الصراع بين الطرفين، ودفع أهالي قطاع غزة بسبب الحرب فاتورة باهظة، إلا أنه يُعد لحظة فارقة، حيث أنهى أزمة الرهائن بتحريرهم ووقف إطلاق النار، وهو ما يُعد إنجازاً يؤسس لبداية خطوة هامة للوصول إلى المراحل التالية لمقترح الرئيس ترامب.
وأشارت إلى أن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين يُعد المكسب الإسرائيلي الأهم بعد أن شكّلت عائلات الرهائن عنصر ضغط كبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن تبقى المعضلة الأكبر في تطبيق بقية المراحل، خاصة في ظل الشكوك حول عدم التزام إسرائيل، فبمجرد أن تأخذ الرهائن قد تضع العراقيل أو ترفض وتتعنت في بقية المراحل، أو تقوم بهجمات مثلما يحدث في جنوب لبنان.
تعنت واضح
وتابعت: على الجهة المقابلة فإن حماس قبلت اتفاقاً رفضته من قبل، ولا تزال مسائل تسليم سلاحها وإبعادها عن المشهد السياسي وعدم إدارتها حكم قطاع غزة محل تفاوض، وإصرار الحركة على تنفيذ إسرائيل لوقف إطلاق النار بالكامل، وهي المسائل التي قد تدفعها إلى التعنت في المرحلة التالية بطلب مزيد من الضمانات، وهو ما يضع باقي المراحل على المحك، وربما يجهض كل المكاسب التي تمت بالجهد المصري مع كافة الوسطاء.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الرعاية المصرية للمفاوضات منذ بدايتها، بالشراكة مع الأطراف العربية والإقليمية والدولية، هي ما ساعد في خروج الاتفاق إلى النور، وسوف تساهم في المستقبل في إتمام كافة المراحل بتقليل الخسائر وتحقيق مزيد من المكاسب لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
الأسرى.. المكسب الأهم
اعتبر الباحث الفلسطيني سعيد محمد أبو رحمة أن إسرائيل حققت المكسب الأهم وهو إطلاق سراح رهائنها، وأن عملية الإفراج قد تبدأ يوم السبت أو الأحد، على أن تُستكمل بحلول يوم الاثنين على أبعد تقدير، كما سيتم استكمال ترتيبات إعادة الجثث، حيث سيتم إعادة 28 قتيلاً إسرائيلياً، بينما لا يزال تسعة آخرون مجهولي المصير، يُضاف إلى ذلك أنها منعت إطلاق سراح القادة الفلسطينيين الأربعة البارزين: مروان البرغوثي، أحمد سعدات، حسن سلامة، عباس السيد، واستُبعدت عناصر النخبة الذين شاركوا في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023م من الصفقة.
وتابع أن أحد المكاسب الاستراتيجية لإسرائيل يكمن في الضغط العربي - الإسلامي على حماس، والذي قد يوفر ضمانات دولية لتنفيذ الاتفاق، بل ويمهّد الطريق على المدى البعيد لإزاحة الحركة من السلطة ونزع سلاحها في المرحلة الثانية، كما استطاعت تل أبيب فرض معادلة الردع من خلال القوة، وتمكنت من إضعاف بعض قدرات المقاومة، خاصة عبر استهداف الأنفاق ومواقع التصنيع، وإنهاء حكم حماس لغزة، والحفاظ على الدعم الأمريكي عبر استمرار التنسيق السياسي والعسكري مع واشنطن.
الانسحاب من القطاع
وأشار إلى أن حركة حماس استطاعت تحقيق بعض المكاسب، على رأسها إجبار إسرائيل على تقديم تنازلات في قضايا جوهرية، منها من الناحية الأمنية انسحاب تل أبيب من القطاع، وإن كانت ستبقى مسيطرة على 53% من قطاع غزة لحين الانسحاب الكامل، بعد اكتمال إطلاق سراح الرهائن، وهذا انسحاب جزئي من خط المواجهة الأول الذي أصرت عليه إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
وقف إطلاق النار
وتابع، أن ما سيتم إطلاق سراحه حوالي 1950 فلسطينياً، من بينهم 250 سجيناً مؤبداً و1700 معتقل منذ 7 أكتوبر، بينهم نساء وقاصرون، كما تم الاتفاق على نسبة جثة إسرائيلية واحدة لكل 15 جثة فلسطينية يتم إعادتها، ولكن بعد عامين من الحرب القاسية التي دمّرت قطاع غزة وخلفت عشرات الآلاف من الضحايا، جاء إعلان وقف إطلاق النار ليضع حداً مؤقتاً للنزيف، وإن استطاعت حركة حماس النجاة من محاولات الإنهاء، فقد فشل الاحتلال في تحقيق هدفه المُعلن بالقضاء على الحركة، بالإضافة إلى ترسيخ الحضور السياسي لها من خلال انخراط أطراف دولية كتركيا وقطر وأمريكا في التفاوض مع الحركة، مما عزّز من مكانتها وإن كانت تحت الضغط.
وشدد على أن تحقيق صفقة تبادل أسرى يُعد أحد أبرز إنجازاتها، نظراً لما يمثله هذا الملف من أهمية للشعب الفلسطيني، والضغط باتجاه انسحاب إسرائيلي ورفع جزئي للحصار، لكن في المقابل، تحمّلت الحركة خسائر فادحة دفع ثمنها الشارع الغزي، من بينها الدمار الهائل في القطاع، وانهيار البنية التحتية، واستشهاد الآلاف، وازدياد معدلات الفقر والبطالة، كما أن حالة الغضب الشعبي نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية قد تؤثر على رصيد الحركة مستقبلاً.
فشل التهجير
واختتم حديثه بقوله: هذه المكاسب تقابلها خسائر واضحة، من بينها الفشل في الحسم، حيث لم تحقق إسرائيل هدفها الخفي وهو تهجير أهالي غزة، وذلك بفضل تصدي مصر لهذا المشروع، وتراجع صورتها دولياً بسبب مشاهد الدمار، كما أن المجازر في غزة خلقت موجة غضب عالمي واتهامات بارتكاب جرائم حرب، والتوتر الداخلي من خلال ازدياد الانقسام السياسي داخل إسرائيل وتصاعد الانتقادات لحكومة نتنياهو.
لحظة فارقة
الدكتورة كاترين فرج الله، المحللة السياسية والمتخصصة في العلاقات الدولية والاتصال السياسي، اعتبرت التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار لحظة فارقة في الحرب على قطاع غزة بعد تعثر مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس استمرت لعامين. وكان لمحورية الدور المصري وجهد مصر العامل الرئيس في إيقاف هذه الحرب، وبالرغم من أنه لم يُنهِ جذور الصراع بين الطرفين، ودفع أهالي قطاع غزة بسبب الحرب فاتورة باهظة، إلا أنه يُعد لحظة فارقة، حيث أنهى أزمة الرهائن بتحريرهم ووقف إطلاق النار، وهو ما يُعد إنجازاً يؤسس لبداية خطوة هامة للوصول إلى المراحل التالية لمقترح الرئيس ترامب.
وأشارت إلى أن الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين يُعد المكسب الإسرائيلي الأهم بعد أن شكّلت عائلات الرهائن عنصر ضغط كبير على رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن تبقى المعضلة الأكبر في تطبيق بقية المراحل، خاصة في ظل الشكوك حول عدم التزام إسرائيل، فبمجرد أن تأخذ الرهائن قد تضع العراقيل أو ترفض وتتعنت في بقية المراحل، أو تقوم بهجمات مثلما يحدث في جنوب لبنان.
تعنت واضح
وتابعت: على الجهة المقابلة فإن حماس قبلت اتفاقاً رفضته من قبل، ولا تزال مسائل تسليم سلاحها وإبعادها عن المشهد السياسي وعدم إدارتها حكم قطاع غزة محل تفاوض، وإصرار الحركة على تنفيذ إسرائيل لوقف إطلاق النار بالكامل، وهي المسائل التي قد تدفعها إلى التعنت في المرحلة التالية بطلب مزيد من الضمانات، وهو ما يضع باقي المراحل على المحك، وربما يجهض كل المكاسب التي تمت بالجهد المصري مع كافة الوسطاء.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الرعاية المصرية للمفاوضات منذ بدايتها، بالشراكة مع الأطراف العربية والإقليمية والدولية، هي ما ساعد في خروج الاتفاق إلى النور، وسوف تساهم في المستقبل في إتمام كافة المراحل بتقليل الخسائر وتحقيق مزيد من المكاسب لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية