تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : أطفال أطلقوا مشروعات صغيرة.. ابني رائد أعمال في الإبتدائية
source icon

سبوت

.

أطفال أطلقوا مشروعات صغيرة.. ابني رائد أعمال في الإبتدائية

كتب:هبة عبد السلام

"ماما ممكن تسلفيني 200 جنيه ".. التفت جهة الصوت وكانت ابنتي مروة ذات العشر سنوات.. قبل أن أسألها مندهشة وماذا سوف تفعلين بتلك النقود ؟!،  فأجابت بتلقائية سوف أفتح مشروعاً.. ابتسمت ومازالت حالة الدهشة تتملكني، وسألتها ولماذا ؟.. فقالت كل أصدقائي يفعلون ذلك.
 
جذبتني عبارتها الأخيرة فقلت لها وماذا يفعلون تحديدا ؟ فقالت: صديقتي فريده تقوم بصناعة الإكسسوارات من الخيوط والخرز،  وتبيعها لنا نحن أصدقائها، ورنا تصنع ما يعرف بـ "الحظاظات" التي يرتديها الشباب في أيديهم من خيوط الصوف، أما جويرية فتصنع ميداليات بمساعدة والدتها،  فسألتها من جديد لها وماذا ستفعلين أنتِ؟ قالت بثقة، أحب الرسم فسأقوم، برسم شخصيات كرتون الإنيمي المفضل لي ولأصدقائي "قاتل الشياطين" ولذلك أريد أن أشتري "إسكتش" وألوان مناسبة لمشروعي الجديد.

وعدت ابنتي أن أفكر بالأمر، وقد شغلني كيف توصل أطفال في هذا العمر إلى فكرة استثمار مواهبهم في كسب أموال، ودخول عالم ريادة الأعمال برغم أعمارهم الصغيرة  وبينما أنا غارقة في أفكاري أثناء انتظاري تاكسي في الشارع، وقف أمامي طفل لا يتجاوز عمره الثامنة يرتدي ملابس المدرسة ويحمل على كتفيه حقيبته الدراسية، وعلى يديه علبة بسكويت، في بداية الأمر عرض علىَ بضاعته الصغيرة، ربتت على كتفيه، وأخرجت له من حقيبتي نقودا أردت منحها له لأني لا أتناول البسكويت، لكنه رفض بشدة وقال لي أنا أبيع ولا أتسول.

أخرج الصغير من جيبه بضع عشرات من الجنيهات وقال لي أن تلك النقود حصيلة ما باعه اليوم، سألته وهل تعرف حساب مكسبك، فأجابني مندهشا: "طبعا"، بعد خصم ثمن بضاعتي، أرباحي منها 50 جنيها اليوم..غادرته وركبت التاكسي وأنا أتفحص هذا التاجر الصغير و بداخلي خليط من المشاعر ما بين إعجاب ودهشة وشفقة على الصغير الذي لم يعش عمره.

أثناء ركوبي التاكسي، وبينما أتصفح اتصفح هاتفي، صادفني على "فيس بوك" منشورا لفتاتين توأمتين احترفتا الرسم بالألوان الأكريليك منذ أن كانتا في الحادية عشرة،  وتتراوح أسعار لوحاتهما من 50 وحتى 450 جنيها  بحسب حجم اللوحة ومدى صعوبتها.

في هذا الوقت قاطع تصفحي، جرس هاتفي، وكانت صديقة ابنتي الكبرى،  التي حاولت الاتصال بها ولكن وجدت هاتفها مغلقا، فحدثتني لأخبر ابنتي أن الميداليات الريزن التي طلبتها جاهزة،  فسألتها من صنع هذه الميداليات فقالت إنها هي التي تقوم بصنعها وبيعها، فسألتها وما علاقة ابنتي بالأمر، فقالت لي إنها طلبتها لتقدمها هدية ربما لصديقة أخرى، أو لأختها

سألت صديقة ابنتي ذات الرابعة عشرة عاما، عما إذا كانت تصنع منتجات أخرى بخلاف الميداليات، فأجابتني أنها تقوم بصناعة علب الهدايا والأكسسوارات،  وتستخدم أرباحها في شراء مستلزماتها الشخصية، حتى لا تثقل على والديها، على الرغم من أن أسرتها مستقرة ماديا إلى حد كبير.

تعجبت كثيرا من فكر الفتاة الصغيرة، وغيرها، الذين اتجهوا لعمل مشروعات صغيرة، وهل يصح ممارستهم مثل تلك الأعمال التي تتطلب التركيز في الحسابات والأرقام، ما قد يؤثر على طفولتهم؟!

"صح جدا جدا جدا"، هكذا أجابتني الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع ومقرر مناوب لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومي للمرأة وخبير الاستشارات الأسرية، مرجعة إجابتها لعدة أسباب، في مقدمتها أن إبداعاتهم ستكون مقدرة ولها قيمة مادية.

وزادت: "وأيضا إن كانت سنهم صغيرة سيتعلمون العمليات الحسابية بشكل أسرع أما إذا كانوا أكبر أي في مرحله الإعدادية مثلا سيتمكنون من عمل إجراء العمليات الحسابية المعقدة بصورة أسرع وأبسط، إضافة إلى أنهم سيتعلمون الإدارة والإبداع والابتكار في سن صغيره وأيضا الشمول المالي وكيفيه تقسيمهم لأموالهم وأرباحهم، جزء للادخار وآخر للإنفاق،  وسيكون لديهم رشادة في الصرف والإدارة المالية.

 وهنا قاطعتها وقلت لها ولكن أليس من الممكن أن يشتت هذا الأمر انتباههم عن الدراسة ؟ فقالت لي هنا يأتي دور الأسرة وتحديدا الأم في أن توجه الطفل للطريق الصحيح وتغرس فيه قيمه التعلم،  وأنه كلمة السر وراء الابداع والابتكار وسمو الأفكار وأن العلم هو مفتاح كل الآفاق الجديدة،  وسر تطوير مشاريعنا وجعلها قابلة للتطبيق على أرض الواقع بقوة في المستقبل.

خلاصة القول اذا كان لابنك او ابنتك هواية يحبها فعليه ان ينميها خاصة في السن الصغيرة وعلينا ان ندعمهم لدخول سوق العمل منذ الصغر لأننا بذلك نضعهم على بداية الطريق الصحيح .

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية