تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
"قَطْر العيد يا مقَبِّل على الصعيد.. خُدْ قلبي معاك للماضي البعيد.." عِيْد الفرحة وأصول الصعيد في نفوس الجيل الجديد، هذا هو لسان حال ركَّاب قطارات الاتحاد النوعي لجمعيّات أبناء أسوان بالقاهرة والإسكندرية والتي تنطلق في طريقها إلى بلد المَوْلِد والنشأة، جوهرة ولؤلؤة الصعيد أسوان.
رحلة بدأت منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بقطار واحد، توسَّعت، فقام الاتحاد النوعي لجمعيات أبناء أسوان بتبني فكرة زيادة عدد الرحلات، بجهود الراحل "بدوي بشير" من أبناء قرية الرَغَامَة البلد، منذ عام 2012، حتى أصبحت اليوم 3 قطارات.
رحلة بدأت منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بقطار واحد، توسَّعت، فقام الاتحاد النوعي لجمعيات أبناء أسوان بتبني فكرة زيادة عدد الرحلات، بجهود الراحل "بدوي بشير" من أبناء قرية الرَغَامَة البلد، منذ عام 2012، حتى أصبحت اليوم 3 قطارات.
تنسيق مستمر
يذكر المحاسب حسن عابدين، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات أسوان، بأنه في عام 2011 تم تأسيس الاتحاد النوعي، وقام مسئولوه بمخاطبة هيئة السكك الحديدية، بشأن تخصيص قطار يتجه إلى أسوان، وصدرت أول موافقة بعدد واحد قطار باسم الاتحاد في القاهرة، وقطار باسم الجعافرة بالإسكندرية وهذا العام أصبح عدد 2 قطار من القاهرة وواحد من الإسكندرية، تخفيفًا للأعباء المالية والأدبية عن أبناء أسوان، كل قطار يضم 11 عربة، يتم استلامه من المخزن ومراجعة التجهيز من نظافة ومياه وكهرباء وزجاج، ويتولى مشرفو الاتحاد إدارة التسكين والإشراف على كل متطلبات الرحلة ذهاباً وإياباً، بالتعاون التام مع مشرفي العموم، وتقديراً وتكريماً لأبنائنا من رجال القوات المسلحة والشرطة من أبناء أسوان تتم استضافتهم مجانًا في عربة بلادهم.
تعاون المُخْلِصِين
ويشير علي عثمان جويلى، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد، رئيس لجنة القطار، إلى أن فكرة القطار نشأت عام ٢٠١٢ بعد إنشاء الاتحاد النوعي لجمعيات أسوان وإشهاره في ٢٠١١ حيث كانت الجمعيات تحصل علي تذاكر في عربات متفرقة تابعة لقطار النادي النوبي العام، الذي يعمل منذ أيام التهجير في عام١٩٦٠ بمناسبة إنشاء السد العالي، واجتهد رجال الاتحاد على توفير ملف كامل يشمل مستندات كافة الجمعيات الأسوانية العربية، وبيان نسبة الجعافرة من أبناء أسوان، ومن ثم تم تكوين لجنة بالاتحاد لتنفيذ مشروع القطار برئاسة المرحوم بدوي بشير، الذي كانت له علاقات قوية بمسئولي السكة الحديد.
أضاف جويلي بعون الله وتوفيقه، ومنذ ٢٠١٣ والاتحاد يعمل على تطوير المشروع من أجل تقديم خدمة أفضل لأبناء أسوان، بدءًا من القطار المُمَيَّز ثم القطار الروسي ذاتي التهوية الحديث.
ثلاث رحلات
يوضح فرح شريف، مسئول الإعلام بجمعية أبناء الرغامة البلد، مطار إمبابة، أنه مع الزيادة المضطَّرِدَة، والثقة من جانب مسئولي هيئة السِكك الحديدية في الاتحاد ومشرفي الرحلة، والطلب المتزايد، تمَّ هذا العام تخصيص 3 رحلات: انطلق قطار من محطة الإسكندرية، و2 من محطة رمسيس بالقاهرة، بينهما فارق ساعة واحدة.
يضيف شريف ومحطات الرحلة، هي: رمسيس، بشتيل، الجيزة، استراحة بسيطة في أسيوط، ثم أول محطة في أسوان: الشَرَاونة، السباعية، ادفو، الطوناب، الرَمَادي، سِلْوَا الكاجوج، الرغامة غرب، كوم أمبو، دراو، الأعقاب، أسوان، والعكس في العودة التي تكون بعد أسبوع بذات التذكرة المُخَفَّضَة.
استكمال المسيْرة
يقول محمود بدوي بشير- أحد مُشْرِفِى القِطار: كان الوالد يُجَهِّز ويستعد للرحلة قبْلها بأربعة أشهر، وخصصَّ يوم السبت أسبوعيًا للذهاب إلى مقرِّ السكة الحديد للمتابعة والاطمئنان على تحضيرات الرحلة، ورغم تعبه في السنوات الأخيرة وإشفاقنا عليه وطلبنا منه الراحة وعدم الإثقال على نفسه، كان يردِّد: (علشان لما أموت الناس تفتكرني وتعديلي)، وأنا أحاول استكمال مسيرته.
قطار العائلة
ويؤكد أحمد حسين عبد الكريم؛ نحرص على قضاء أيام العيد في أسوان الحبيبة حيث الأهل والأحباب و"الَّلَمَّة" وسط العائلة الكبيرة، علاوة على الصُحْبَة الحلوَة ورِفْقَة السفر، فالقطار فيه أهالينا من كل القُرى الأسوانية، ما يزيد التعارُف ليس بين أبناء القرية الواحدة وإنما مع أبناء القُرَى الأخرى، والأهم هو نقْل مَحبَّتنا وانتمائنا لبلدنا إلى أبنائنا حتى لا يشعروا بالغُربة خاصة وأنهم وُلِدُوا في القاهرة.
دعْمُ الدولة
ويؤكد أحمد الصول، أن هذه الرحلة التي توفِّرها الدولة المصرية ممثَّلة في هيئة السكك الحديدية، تعتبر دعمًا من الدولة لترسيخ الانتماء للوطن والترابط الأسرى والعائلي، وإحياء القيم والعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع المصري المعروف بحبِّه لأرضه وأهله، ما يزيد أواصر وصِلات الرحم في زمن العلاقات الافتراضية الهَشَّة والمُدَمِّرة نتيجة وسائل التواصل الحديثة.
علاج الغُرْبَة
يلتقط خيط الحديث إبراهيم أحمد سعيد العقيلي، قائلاً: نحرص على قضاء العيد وسط أهلنا في أسوان لتحقيق صِلَة الأرحام وترسيخ المودَّة والترابط بين أفراد العائلة لأن مُعْظَمْنَا تَغَرَّب في القاهرة أو الاسكندرية لكنّنا نُشدِّد على ضرورة ارتباط أبنائنا بالوطن الأُمّ والعائلة الكبيرة.
وهو فرحة للجميع، كباراً وصغاراً، وخاصة طوال فترة السفر ففي قطار جميع ركابه من الأهل والأحباب، فهذا شعور جميل جدًا لا يستطيع أحدٌ وَصْفَه وإنما معايشته هو الأجمل.
فضلاً عن حرصنا على تربية الأجيال الجديدة على ما تَرَبَّينا عليه من عادات وتقاليد، للأسف الشديد اختفت وسط زحام القاهرة، فلدينا احترام الكبير وتوقيره، والرحمة بالصغير ورعايته والعطْف عليه، وتواصُل الأهل والجيران وصِلَة الأرحام من الأساسيات في الحياة الأسوانية.
حاجة تانية
وتصف إيمان عبد الفتاح، العيد في أسوان، بقولها: "حاجة تانية خالص"، وسط الأهل والأحباب نعيش ونستذكر الذكريات الجميلة، ونطمئن على كبارنا وعائلاتنا، بعكس العيد في القاهرة أو أي مدينة، فالإنسان يكون في عُزْلَة، حياته مقْصُورة على أُسْرَتِه الصغيرة فقط وليست هناك روابط عائلية مُوسَّعة مثل القُرى والريف وخاصة نحن في الصعيد وبالأخصّ في أسوان، فأبواب منازلنا لا تُغْلَق أبدًا، والبيوت تستقبل الضيوف والمُهنِّئين بغضّ النظر عن الأعياد، بل في كلّ الأوقات.
تضيف إيمان والأولاد يُفضِّلون البلاد للانطلاق والتجمُّع مع أقربائهم، فلا خوف عليهم من زحام المواصلات، والفضاء فسيح يسع الجميع، والكبار يراعون الصغار ويخافون عليهم، وفى رحلة القطار نتبادل الأحاديث والتعارف، فالمسافِر قد يكون بمفرده لكن عند محطّة الوصول يكون قد كوَّن أُسْرَة ومعارف تدوم فيما بعد.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية