عدد من مساجد مصر التاريخية لها أسماء تبدو غريبة للبعض، ورغم تنوع الطرز المعمارية الفريدة لهذه المساجد، والتي تعبّر عن ثراء الحقب التي بُنيت خلالها، إلا أنّ الإبهار يمتد من المعمار إلى أسماء المساجد الغريبة مُقارنة بمفردات الحاضر، لا سيما وأن كل اسم يُخبّئ خلفه حكاية، تُشير لسبب تسميته.



سادات قريش
بني مسجد سادات قريش في العام الثامن عشر للهجرة، بمدينة بلبيس محافظة الشرقية، ويُعد أحد أبرز معالم حي القيسارية الشعبي بالمدينة، وأحد أقدم المساجد في مصر، حيث يرى عدد من المؤرخين أنه بُني قبل مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، وما لا يعرفه البعض، أنّ قائد الجيوش عمرو بن العاص هو الآمر ببناء المسجد.

ترجع تسمية المسجد بـ"سادات قريش"، تكريمًا لذكرى شهداء المُسلمين، الذين سقطوا خلال المواجهات التي دارت بين جيش عمرو بن العاص والرومان أثناء مرورهم بمدينة بلبيس خلال فتح مصر، حيث استشهد قرابة الـ120 جندي مسلم كانوا جميعًا ينتسبون لقبيلة قريش التي ينتسب إليها سيدنا رسول الله، ودفن الشهداء أسفل المسجد، ومن هنا جاءت تسميته بـ"سادات قريش"، وبمرور الوقت، تحوّل الاسم في العامية الدارجة من "سادات قريش"، إلى مسجد "السادات"، كما يُطلق عليه أهل بلبيس في الوقت الحاضر.

الجامع الأقمر
يعتبر الجامع الأقمر أحد أشهر مساجد القاهرة الفاطمية، ويقع في شارع النحاسين، بناه الوزير المأمون البطائحي بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبي علي منصور سنة 519هـ، ويروي المؤرخ المقريزي أن المسجد بُنى في مكان أحد الأديرة التي كانت تُسمّى بئر العَظّمْة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط.

سُمّي المسجد الأقمر باسمه، نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر وقت بناءه، ولم يكن الاسم جديدًا في هذه الفترة التاريخية، فأغلب المساجد الفاطمية في تلك الفترة اتخذت أسماءً مُشابهة مثل المساجد الأنور والجامع الأزهر.


مسجد صرغتمش
مسجد صرغتمش الناصري، مسجد مملوكي، يُجاور مسجد أحمد بن طولون، في شارع الصليبة بحي السيدة زينب بالقاهرة.

بنى المسجد الأمير سيف الدين صرغتمش من مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون 757 هـ، وكانت معقلاً للعلماء والفقهاء من المذهب الحنفي في القرنين الثامن والتاسع، وفق ما يؤكده المؤرخون، الذين قالوا بحب وتقرّب سيف الدين صرغتمش من العلماء وإجلاله لهم.

كما يبدو للقارئ، اتخذ المسجد اسمه من القائم على بناءه، الأمير صرغتمش الناصري، وكعادة أهل مصر الذين يتركون بصمتهم على كل شيء، ويطبعونه بطابعهم الخاص، أطلق الكثير من أهالي حي السيدة زينب عليه اسم "مسجد الصليبة" نسبة للشارع الذي يقع به المسجد.



مسجد الاستادار
يقع مسجد الاستادار في شارع التمبكشية، أحد شوارع حي الجمالية، ويتبع منطقة آثار شمال القاهرة، وقسم الدرب الأحمر، بناه الأمير جمال الدين محمود الاستادار سنة 797ه، في عهد السلطان فرج بن برقوق.

تعددت مُسميات المسجد الأثري الشهير، فالاسم المُثبت به في عداد الأثار الاسلامية، "مسجد الاستادار"، فيما أَطلق عليه بعض سُكان حي الدرب الأحمر مسميات مثل "مسجد الكردي، والمدرسة المحمودية"، ويعرف لدى البعض بـ"مسجد التمبكشية"، نسبة إلى الشارع الكائن به.