تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تحت شعار «مصر بتتكلم موسيقى»، تحتفل مصر اليوم 15 سبتمبر بـ يوم الموسيقى، الذي أقرّته وزارة الثقافة ليكون تقليدًا سنويًا متزامنًا مع ذكرى رحيل فنان الشعب سيد درويش، وتقام بهذه المناسبة أكثر من 100 فعالية في 80 موقعًا ثقافيًا بالقاهرة والمحافظات، في تأكيد على دور الموسيقى المصرية في تشكيل الوجدان الفني عبر العصور.
لكن يبقى السؤال المطروح؛ إلى أي مدى تأثرت الموسيقى المصرية بالأنماط العربية والغربية، وكيف استطاعت أن تُبدع هويتها الخاصة؟
مقامات عثمانية وعربية في موسيقانا
خلال العصور المختلفة، امتزجت الألحان المصرية بالموسيقى التركية والشامية والعراقية والكردية، ودخلت مقامات مثل مقام الكُرد – أصله من كردستان – إلى الموسيقى المصرية، ومع ذلك، لم يقتصر الأمر على التأثر فقط، بل أبدع الملحنون المصريون في تطوير هذه المقامات وإخراج فروع جديدة أثرت في الموسيقى العربية ككل.
الهوية الموسيقية تتراجع
يرى الموسيقار الكبير الدكتور حسن شرارة أن مصر تأثرت على مر تاريخها بالاحتلالات الأجنبية والتيارات الفكرية والفنية المختلفة، ما جعلها مهدًا للموسيقى العربية، لكنه يحذر من أن الهوية الموسيقية المصرية تعاني اليوم من تراجع خطير، بسبب انتشار أنماط مثل "الراب" وأغاني "التيك توك" التي تحمل كلمات رديئة وتفتقد للقيمة الفنية.
ويضيف د. شرارة: "صرنا أمام حالة من التدهور، حيث يغيب التراث الأصيل من ذاكرة الشباب، بينما تحضر الأغاني السريعة التي لا تمثل هويتنا، حتى حفلات الزفاف أصبحت تعكس أزمة في الذوق العام."
مع ذلك، يثمّن د. شرارة جهود مؤلفين كبار مثل عطية شرارة، جمال عبد الرحيم، عزيز الشوان، أحمد الصعيدي، وراجح داود، الذين مزجوا بين الروح المصرية والهارمونيّات العالمية، وتركوا أعمالًا متطورة ما زالت شاهدة على ثراء موسيقانا.
الموسيقى جزء منا
من جانبه، يوضح الدكتور أسامة طلعت، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية ورئيس هيئة دار الكتب والوثائق القومية، أن احتفاء مصر بيوم الموسيقى يؤكد على الهوية الفنية والثقافية، ويشير إلى أن لدينا تسجيلات موسيقية نادرة منذ القرن التاسع عشر، وأن الأجيال المتعاقبة تربّت على حب الموسيقى والفنون، مؤكدًا أن الحضارة الإسلامية والعربية عبر التاريخ أثرت وتفاعلت مع موسيقى العالم.
من فارس إلى مصر
توضح المايسترو إيمان الجنيدي أن مقام الكُرد أصله فارسي–تركي، ودخل إلى مصر وبلاد الشام مع العثمانيين، ثم ازدهر مع سيد درويش وتطوّر على يد ملحنين كبار مثل محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، فريد الأطرش.
ويتميز المقام بقدرته على أسر المستمع منذ اللحظة الأولى، بما يحمله من شجن ودفء، إلى جانب مرونته التي تسمح بالانتقال بين أجواء حزينة ومبهجة، وقد بُنيت عليه أعمال خالدة مثل: "على بلد المحبوب وديني" – أم كلثوم، "عدّى النهار" – عبد الحليم حافظ، "أنا لحبيبي "و "نسم علينا الهوى" – فيروز، "أحن إليك" – وردة الجزائرية، "يا مالكاً قلبي" – فريد الأطرش، "على الله تعود" – وديع الصافي، "بكتب اسمك يا حبيبي" – ماجدة الرومي.
وتؤكد الجنيدي أن المصريين لم يكتفوا بالتأثر بهذا المقام بل طوّروه وأبدعوا فروعًا جديدة، صارت لاحقًا أساسًا لأغانٍ عربية شهيرة.
الموسيقى المصرية كانت – وما زالت – بوتقة تفاعل حضاري بين الشرق والغرب، بين التراث والتجديد، وبينما تراجعت مكانتها في السنوات الأخيرة بفعل سطوة السوشيال ميديا والأغاني السريعة، يبقى الأمل قائمًا في استعادة مجدها عبر دعم التجارب الأصيلة وإحياء تراثها العريق.
لكن يبقى السؤال المطروح؛ إلى أي مدى تأثرت الموسيقى المصرية بالأنماط العربية والغربية، وكيف استطاعت أن تُبدع هويتها الخاصة؟
مقامات عثمانية وعربية في موسيقانا
خلال العصور المختلفة، امتزجت الألحان المصرية بالموسيقى التركية والشامية والعراقية والكردية، ودخلت مقامات مثل مقام الكُرد – أصله من كردستان – إلى الموسيقى المصرية، ومع ذلك، لم يقتصر الأمر على التأثر فقط، بل أبدع الملحنون المصريون في تطوير هذه المقامات وإخراج فروع جديدة أثرت في الموسيقى العربية ككل.
الهوية الموسيقية تتراجع
يرى الموسيقار الكبير الدكتور حسن شرارة أن مصر تأثرت على مر تاريخها بالاحتلالات الأجنبية والتيارات الفكرية والفنية المختلفة، ما جعلها مهدًا للموسيقى العربية، لكنه يحذر من أن الهوية الموسيقية المصرية تعاني اليوم من تراجع خطير، بسبب انتشار أنماط مثل "الراب" وأغاني "التيك توك" التي تحمل كلمات رديئة وتفتقد للقيمة الفنية.
ويضيف د. شرارة: "صرنا أمام حالة من التدهور، حيث يغيب التراث الأصيل من ذاكرة الشباب، بينما تحضر الأغاني السريعة التي لا تمثل هويتنا، حتى حفلات الزفاف أصبحت تعكس أزمة في الذوق العام."
مع ذلك، يثمّن د. شرارة جهود مؤلفين كبار مثل عطية شرارة، جمال عبد الرحيم، عزيز الشوان، أحمد الصعيدي، وراجح داود، الذين مزجوا بين الروح المصرية والهارمونيّات العالمية، وتركوا أعمالًا متطورة ما زالت شاهدة على ثراء موسيقانا.
الموسيقى جزء منا
من جانبه، يوضح الدكتور أسامة طلعت، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية ورئيس هيئة دار الكتب والوثائق القومية، أن احتفاء مصر بيوم الموسيقى يؤكد على الهوية الفنية والثقافية، ويشير إلى أن لدينا تسجيلات موسيقية نادرة منذ القرن التاسع عشر، وأن الأجيال المتعاقبة تربّت على حب الموسيقى والفنون، مؤكدًا أن الحضارة الإسلامية والعربية عبر التاريخ أثرت وتفاعلت مع موسيقى العالم.
من فارس إلى مصر
توضح المايسترو إيمان الجنيدي أن مقام الكُرد أصله فارسي–تركي، ودخل إلى مصر وبلاد الشام مع العثمانيين، ثم ازدهر مع سيد درويش وتطوّر على يد ملحنين كبار مثل محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، فريد الأطرش.
ويتميز المقام بقدرته على أسر المستمع منذ اللحظة الأولى، بما يحمله من شجن ودفء، إلى جانب مرونته التي تسمح بالانتقال بين أجواء حزينة ومبهجة، وقد بُنيت عليه أعمال خالدة مثل: "على بلد المحبوب وديني" – أم كلثوم، "عدّى النهار" – عبد الحليم حافظ، "أنا لحبيبي "و "نسم علينا الهوى" – فيروز، "أحن إليك" – وردة الجزائرية، "يا مالكاً قلبي" – فريد الأطرش، "على الله تعود" – وديع الصافي، "بكتب اسمك يا حبيبي" – ماجدة الرومي.
وتؤكد الجنيدي أن المصريين لم يكتفوا بالتأثر بهذا المقام بل طوّروه وأبدعوا فروعًا جديدة، صارت لاحقًا أساسًا لأغانٍ عربية شهيرة.
الموسيقى المصرية كانت – وما زالت – بوتقة تفاعل حضاري بين الشرق والغرب، بين التراث والتجديد، وبينما تراجعت مكانتها في السنوات الأخيرة بفعل سطوة السوشيال ميديا والأغاني السريعة، يبقى الأمل قائمًا في استعادة مجدها عبر دعم التجارب الأصيلة وإحياء تراثها العريق.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية