الرضاعة الصناعية
وفي هذا السياق، يقول الدكتور مصطفى البحيري استشاري التغذية والسمنة، إن أسباب سمنة الأطفال متعددة، ولكن من ضمن الأخطاء التي تقع بها الأم منذ ولادة طفلها الرضاعة الصناعية؛ فهي تسبب السمنة للطفل بدون أي فائدة صحية، والأفضل الرضاعة الطبيعية والتي توفر العناصر الغذائية للطفل وتعزز مناعته.

من الأخطاء أيضا إدخال طعام للطفل قبل بلوغه 6 أشهر، بعدها تبدأ الأم في إدخال الطعام تدريجيًا، لأن طريقة إدراج هذه الأطعمة ستحدد في المستقبل عادات الطفل في تناول الطعام.

غياب المثل الأعلى
الأب والأم هم المثل الأعلى لأبنائهم، وللأسف بسبب نمط الحياة السريع أصبح كثير من الآباء والأمهات يتناولون الطعام الجاهز السريع، وبالتالي يتناول الأطفال نفس نمط الطعام، وهذا خطأ كبير، ويؤكد د. البحيري أنه يجب أن يتناولوا الطعام الصحي، والخضروات والفاكهة حتى يعتاد الأطفال على تناول الطعام الصحي وبالتالي لا يصابوا بالسمنة.

وجبة الإفطار
وجبة الإفطار وجبة هامة جدًا للطفل، فبها يبدأ يومه ويستمد منها نشاطه، ولكن هناك من يهملها فكثير من الآباء يكتفون بإطعام أطفالهم بعض العصير أو البسكويت أو الشوكولاتة والحلوى، وهذا يؤثر بشكل كبير على أدائهم الدراسي، لكن يجب أن يتناول الأطفال فطورًا كاملًا يتناسب مع احتياجاتهم من الطاقة، ويحتوي على الألياف والدهون والبروتينات.

عادات غذائية
ومن جانبه، أكد الدكتور شريف زلط، استشاري السمنة العلاجية، إن السمنة منتشرة بكثرة بين الأطفال بسبب العديد من الأخطاء التي يقع بها الآباء، فإذا استبعدنا السمنة المرضية، والتي تشمل وجود خلل في الغدد الصماء، يجب أن نركز على العادات التي نشأ عليها الطفل في تناول طعامه.

من الخطأ أن نجعل الطفل يتناول طعام صحي، وفي المقابل يتناول باقي أفراد الأسرة طعام غير صحي، فإذا أردنا علاج الطفل من السمنة يجب أن يتعاون كل أفراد الأسرة في ذلك وليس الطفل فقط، لأننا إذا حرمنا الطفل من تناول طعام محدد، ورأى غيره يتناوله أمامه يسبب هذا الأمر رغبة متضاعفة لدى الطفل في تناول هذا الطعام الممنوع.

وأوضح د. شريف أن التكنولوجيا على الرغم من مميزاتها إلا أنها سببت السمنة للأطفال بسبب جلوسه لساعات طويله أمام شاشة الموبيل من أجل اللعب، دون ممارسة الرياضة أو ممارسة أي حركة، وهذا الأمر يجب تقنينه ويجب أن يشارك الطفل في أي رياضة منذ صغره حتى يستطيع أن يحرق الدهون التي قد يكتسبها.

جراحات السمنة والأطفال
كما أن جراحات السمنة أصبحت حلًا جذريًا للقضاء على سمنة الأطفال، ولكن هناك بعض الشروط التي إذا توافرت في الطفل من الممكن إجراؤها، هذاما أكده الدكتور شريف؛ أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أوصت بإجراء جراحات السمنة للأطفال بشروط محددة منها:

- أن يبلغ من العمر 13 عاما فأكثر.
- أن يكون مؤشر كتلة الجسم لديه 35 أو أكثر في حالة التأثر من السمنة صحيا، ـوأن يكون مؤشر كتلة الجسم 40 فأكثر سواء كانت السمنة مرتبطة بمضاعفات صحية أم لا.
- كما يجب أن يكون الطفل يعاني من السمنة نفسيًا وصحيًا.
- وأن تكون العادات الصحية لا تجد نفعًا معهم ولا تنقص من أوزانهم.
 وهنا يتم وصف جراحة السمنة المناسبة للطفل، والتي تكون في الأغلب "تكميم المعدة" حتى تساعد الطفل على اتباع نمط حياة صحي دون معاناة.

موروثات خاطئة
وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، أخصائي نفسي، إن هناك بعض الأخطاء التي تقع بها الأم والتي قد تسبب السمنة لدى الطفل، منها التركيز على تناول الطفل للطعام بشكل مستمر، مع الإلحاح عليه باستمرار، وأحيانا تغضب الأم في حالة عدم تناول طفلها الطعام مما تجعل الطفل مجبرًا على تناول الطعام تجنباً لغضبها.

أيضا عدم الانتظام في تناول وجبات في أوقات محددة، بل تناول الطعام في أي وقت، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يطلب الطفل من الأم تناول الطعام في ساعات متأخرة من الليل، وهي كأم تلبي طلبه والذي قد يحتوي على نسبة عالية من الدهون.

كما أن ربط الثواب والعقاب بالطعام أمر في غاية الخطورة، فكلما أكل أكثر يتم مكافأته، أو كلما ذاكر دروسه نكافئه بالحلوى وهكذا، كل هذه الأشياء والموروثات الخاطئة تسبب السمنة المفرطة للأطفال.

مشاكل نفسية
سمنة الأطفال تسبب مشاكل نفسية خطيرة لهم، لعل أبرزها التنمر وإحساس الطفل بأنه ليس مثل أقرانه، والعديد من المشاكل التي تؤثر بالسلب على حياتهم وتحصيلهم الدراسي، لذا يجب على الأم أن تنتبه من عدم تكرار الموروثات والعادات الخاطئة مع طفلها.