يعاني بعض الأطفال من ضعف في الشخصية، مما يظهر في تصرفاتهم اليومية كالتردد، الخجل الزائد، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات أو الدفاع عن النفس. 
ويوضح د. محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، أن هناك عدة أسباب تربوية ونفسية تقف وراء هذه المشكلة، معظمها ناتج عن تصرفات الأهل أنفسهم دون وعي منهم.

أولاً: الحماية الزائدة
الكثير من الأمهات يقعن في فخ "الخوف المفرط"، فيقمن بكل المهام اليومية بدلاً من الطفل، مثل ربط الحذاء، ترتيب حقيبة المدرسة، أو حتى حملها عنه. هذا الأسلوب يمنع الطفل من الاعتماد على نفسه ويزرع فيه الاتكالية، ما يؤدي إلى شخصية ضعيفة غير قادرة على تحمل المسؤولية.
 

ثانياً: العنف
سواء كان العنف لفظياً أو جسدياً، فإنه يؤثر سلباً على نفسية الطفل، خاصة عندما يُمارس عليه عند التعبير عن رأيه. هذا يُشعره بأن وجوده غير مهم، وأن رأيه لا يُحتَرم، ما يزرع فيه الإحساس بالنقص ويضعف ثقته بنفسه.

ثالثاً: التهديد المستمر
استخدام التهديد كأسلوب تربية دائم يجعل الطفل جباناً يخشى التجربة أو الخطأ، ويزرع فيه الخضوع الدائم دون مناقشة، ما يؤدي لضعف في الشخصية وعدم القدرة على المواجهة أو الدفاع عن الذات.

رابعاً: الهلع والذعر
ردود الأفعال المبالغ فيها من الأمهات عند حدوث مواقف بسيطة – كالصراخ على الطفل عند وقوعه أو عند كسره لشيء – تزرع فيه شعوراً دائم بالخوف، هذا التصرف يمنعه من اكتساب الشجاعة والجرأة.

خامساً: المقارنة بالآخرين
من أكثر ما يضر نفسية الطفل هو مقارنته المستمرة بأطفال آخرين. هذه المقارنة تقلل من شعوره بقيمته الذاتية، وتجعله يشعر بأنه غير كفء أو غير محبوب، ما يفقده ثقته بنفسه ويجعله هشاً أمام أي تحدٍّ.