عداد الخطوات
يؤكد الدكتور كريم حسن، أخصائي الطب الرياضي، أن أصل الرقم يعود إلى حملة تسويقية يابانية في ستينيات القرن الماضي، حيث تم إطلاق عداد خطوات يُسمى manpo-kei، ويعني "عداد العشرة آلاف خطوة"، متابعًا الرقم لم يكن مبنيًا على أساس علمي وقتها، لكنه انتشر عالميًا بفضل بساطته وسهولة تذكره، ثم تبنته العديد من الشركات والمنصات الصحية.

لا حاجة لكل هذه الخطوات
تشير دراسة نُشرت في مجلة JAMA Internal Medicine عام 2019 إلى أن النساء الأكبر سنًا اللواتي مشين 4400 خطوة فقط في اليوم كانت معدلات وفاتهن أقل بشكل ملحوظ مقارنة بمن مشين أقل، وأن الفائدة الصحية استمرت في الزيادة حتى 7500 خطوة، لكنها لم تتزايد بعد هذا الرقم بشكل ملحوظ.

الدكتورة مايا فؤاد، أستاذة الصحة العامة بجامعة القاهرة، الدراسات الحديثة تؤكد أن فوائد المشي تبدأ من أعداد أقل بكثير مما كان يُعتقد، خاصة للأشخاص قليلي النشاط، ولا يعني ذلك أن 10,000 خطوة مضرة، لكنها ليست شرطًا صحيًا للجميع.

من المستفيد الحقيقي من المشي المنتظم؟
يؤكد د. كريم أن الفوائد تعتمد على نمط الحياة، الشخص غير النشيط بدنيًا قد يستفيد بشكل كبير من الوصول إلى 6,000 خطوة، بينما الرياضي أو كثير الحركة قد يحتاج إلى 10,000 أو أكثر ليحافظ على لياقته، مضيفا أن فوائد المشي تشمل تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وضبط ضغط الدم، وتحسين الحالة المزاجية، وتقوية العظام والمفاصل.

هل تختلف الخطوات حسب العمر والحالة الصحية؟
وهنا توضح د. مايا أن الفئات العمرية المختلفة لها احتياجات متنوعة، الأطفال قد يحتاجون إلى أكثر من 12,000 خطوة يوميًا للحفاظ على نشاطهم، أما كبار السن، فـ 5,000 إلى 7,000 خطوة يوميًا كافية للحفاظ على وظائفهم الحيوية، بينما مرضى الأمراض المزمنة، كمرضى القلب والسكري يجب أن يستشيروا الطبيب لتحديد الهدف المناسب لهم.

الجودة أهم من العدد
يشير د. كريم إلى أن شدة المشي قد تكون أهم من عدد الخطوات فقط، المشي السريع أو المشي في منحدرات قد يمنح فوائد صحية أكبر من المشي البطيء على سطح مستوٍ، لذلك لا تركز فقط على الرقم، بل أيضًا على نوع النشاط.

نصائح لتحقيق أقصى استفادة من المشي:
قدم د. كريم بعض النصائح لتحقيق أقصى استفادة من المشي، وهي:

1- ابدأ تدريجيًا: إذا كنت قليل الحركة، ابدأ بـ 3000 - 4000 خطوة يوميًا، وزِد العدد تدريجيًا.
2- استخدم عداد خطوات أو تطبيق هاتف لمتابعة تقدمك.
3- قسم المشي على فترات قصيرة خلال اليوم لتجنب الإجهاد.
4- اجعل المشي جزءًا من روتينك اليومي (مثل صعود السلالم، الذهاب للسوق مشيًا).
5- حافظ على وضعية مشي سليمة مع تنفس منتظم وخطوات متزنة.

متابعاً؛ لا توجد معجزة في رقم 10,000 خطوة، فالأهم هو الاستمرارية في الحركة، ودمج النشاط البدني في نمط الحياة اليومي بطريقة تناسب عمر الشخص، حالته الصحية، وقدرته البدنية، فحتى 4,000 إلى 7,000 خطوة يوميًا قد تكون كافية لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، في الختام تقول د. مايا، الرقم المثالي هو ما يمكنك الالتزام به يوميًا دون إجهاد، ومع الوقت سترى الفرق في صحتك ومزاجك.