تشهد محافظة بورسعيد الخميس المقبل حدثًا ثقافيًا بارزًا، حيث تنطلق فعاليات الدورة الأولى من مهرجان بورسعيد السينمائي بالمسرح الكبير في المركز الثقافي، في حدث يُعد خطوة جديدة نحو إعادة المدينة الباسلة إلى خريطة الفعاليات الفنية الكبرى في مصر.

دورة مهداة لابن المدينة محمود ياسين
 وقرر القائمون على المهرجان أن تحمل الدورة الأولى إهداءً خاصًا لاسم الفنان الكبير الراحل محمود ياسين، ابن بورسعيد الذي ترك بصمة فنية وإنسانية لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية والعربية. وأكد الناقد السينمائي أحمد عسر، رئيس المهرجان، أن هذا التكريم جاء وفاءً لدور محمود ياسين الذي كان سفيرًا للفن والثقافة، وجزءًا من ذاكرة بورسعيد الوطنية والإنسانية.

ومن المقرر أن تقدم الإعلامية چاسمين طه حفل الافتتاح، الذي يحضره نخبة من صناع السينما في مصر والعالم العربي، فيما تم اختيار دولة تونس ضيف شرف الدورة الأولى لما تمتلكه من تاريخ سينمائي متميز.
 
حضور دولي ومشاركة واسعة
 ويستمر المهرجان حتى 22 سبتمبر الجاري، ويعرض عبر مسابقاته وأقسامه المختلفة نحو 79 فيلمًا من 35 دولة، تشمل مصر وفلسطين وتونس والمغرب والسعودية والسودان والبحرين، إلى جانب دول أوروبية وآسيوية وأمريكية مثل فرنسا، الصين، إيطاليا، الهند، روسيا، ألمانيا، إسبانيا، وكازاخستان، وغيرها.
 
وتضم مسابقات المهرجان ثلاث فئات رئيسية: الأفلام الطويلة بمشاركة 9 أفلام، والأفلام القصيرة والتسجيلية بـ 44 فيلمًا، وأفلام الطلبة بعدد 23 فيلمًا، فضلًا عن قسم البانوراما التونسية. كما يشمل البرنامج ندوات ثقافية وجلسات نقاشية مع صناع السينما، إلى جانب الورش التدريبية.
 
استضافة الجالية اليونانية
 في لفتة إنسانية وثقافية مميزة، أعلن رئيس المهرجان أن دورة بورسعيد السينمائية ستستضيف عددًا من أفراد الجالية اليونانية التي عاشت في بورسعيد وارتبطت بتاريخها الاجتماعي والاقتصادي. وسيتم عرض فيلم وثائقي يرصد حياتهم وتجربتهم في المدينة، في محاولة لإحياء جزء من ذاكرة بورسعيد المتنوعة.
 
وأشار أحمد عسر إلى أن المهرجان يولي اهتمامًا بالتنوع الثقافي والانفتاح على الآخر، مؤكدًا أن استضافة الجالية اليونانية تأتي تجسيدًا لدور السينما في مد جسور التفاهم بين الشعوب.
 
شمولية وتكامل
 ومن بين الفعاليات اللافتة هذا العام، يشارك المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة التابع لرئاسة مجلس الوزراء، من خلال توفير ترجمة بلغة الإشارة، بما يعكس توجه المهرجان نحو إتاحة الفعاليات لكل فئات المجتمع، وإعلاء قيم الشمولية والتكامل.
 
دعم رسمي وتنظيم محكم
 ويقام المهرجان تحت رعاية الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، وإشراف ورعاية اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد، وبرئاسة شرفية للمنتج هشام سليمان، ويؤكد هذا الدعم الرسمي حرص الدولة على تعزيز دور الفنون في التنمية الثقافية، وإبراز مكانة بورسعيد كمدينة قادرة على استضافة فعاليات كبرى.
 
عودة بورسعيد إلى دائرة الضوء
 ومع هذا الزخم من الأنشطة، والأفلام التي تمثل ثقافات وتجارب متعددة، يطمح القائمون على المهرجان أن تعود بورسعيد إلى دائرة الضوء كمركز إشعاع ثقافي وسينمائي، وأن يصبح المهرجان تقليدًا سنويًا يثري الحياة الفنية في مصر.