تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
انطلقت صباح اليوم فى الشارقة فعاليات الدورة الثانية والعشرين من "ملتقى الشارقة الدولي للراوي" تحت شعار:"حكايـات البحـر"، وافتتح فعاليات هذه الدورة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمى، ولى عهد إمارة الشارقة، نائب حاكم الشارقة سمو الشيخ محمد بن سلطان، والدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، بحضور أكثر من مائة وستون باحث وباحثة من 46 دولة شاركت فى هذه الدورة.
أكد رئيس معهد الشارقة للتراث الدكتور عبد العزيز المسلّم، أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي سجل اسمه بامتياز في قائمة الفعاليات الثقافية والتراثية العالمية، وأصبح تقليداً سنوياً أن يحتفي بحراس الذاكرة من الرواة العرب والأجانب.
ويبرز أهم مروياتهم الشفاهية الخالدة، وويحمى ويصون كنوز الموروث الشعبي الإماراتي والخليجي والعربي والعالمي، وذلك بفضل دعم وتشجيع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
جاء ذلك فى كلمته في افتتاح المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس معهد الشارقة للتراث، بمشاركة عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع للمعهد، المنسق العام لملتقى الشارقة الدولي للراوي، وبحضور لفيف من المسؤولين والإعلاميين والمهتمين بالتراث الشفهي والرواية الشعبية، للإعلان عن أجندة فعاليات النسخة الثانية والعشرين من الملتقى، والذي سينظم على مدار 3 أيام اعتباراً من 21 إلى 23 من شهر سبتمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة.
وأوضح الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لملتقى الشارقة الدولي للراوي بأن الدورة الجديدة تحمل شعاراً مميزاً يغوص الباحثون من خلاله فى "حكايات البحر"، ويغوص معه زواره والمشاركين فيه إلى أعماق هذا العالَم الساحر الرحب، وتتلمس درره الكامنة، وترتاد عوالمه الغرائبية والعجائبية، والتي طالما شكلت جانباً مهماً وملهماً من عناصر المخيال الشعبي الغني.
ونسج منها رموز حكاياته ودلالاتها الخصبة، ليوثق رحلة طويلة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بحياة الناس وعلاقتهم بهذا البحر الزاخر بالأرزاق، والصاخب بالمعاني والآمال والأحلام، والمليء بالقصص التي جسدت واقع المجتمعات عبر التاريخ في حالات يسرهم وعسرهم على حد سواء.
من جانبها، أوضحت الدكتورة عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي التابع للمعهد، المنسق العام للملتقى، أن ضيف شرف الملتقى هذا العام سيكون الفنان الإماراتي إبراهيم جمعة الحاج إبراهيم، فيما ستكون الشخصية الاعتبارية في الملتقى هي الشاعر الكويتي محمد الفايز، منوهةً بأن الدول المحتفى بها في هذه الدورة ستكون دول الخليج العربي، لما تمتلكه من مخزون تراثي، وإرث تاريخي مشترك يضرب عميقاً في جذور التاريخ.
وأضافت عائشة الحصان الشامسي: «يُشكل ملتقى الشارقة الدولي للراوي كُل عام تجربة ثرية ومفيدة نتعرف من خلالها إلى رواةٍ جدد ومعارف شعبية عالمية تكشف لنا عن الخيط الناظم لتراث الإنسانية الذي يجمعنا تحت مظلة واحدة، كما تشرفنا خلال دوراته السابقة بتكريم أكثر من 100 راوٍ وراوية، من الإمارات والخليج والوطن العربي ومختلف دول العالم، والعشرات من المؤسسات الثقافية والإعلامية الداعمة لمسيرة الملتقى، ليُمثل ذلك معنى عميقاً، وغاية سامية يعتز بها المعهد ويحرص على استدامتها وإثرائها، وبما يليق بإمارة الشارقة التي أضحت وجهة رائدة ونموذجا يحتذى به ويحتفى عالمياً في مجال حماية الكنوز البشرية وحفظ التراث بمختلف صوره وتجلياته".
وأكد الدكتور عبد العزيز المسلم في كلمته بحفل الافتتاح أن الملتقى يستضيف هذا العام أكثر من 160 مشاركاً ومشاركة يشكلون نخبة من الخبراء والباحثين والحكواتيين والإعلاميين من 46 دولة، وهى دول الخليج العربي والعراق والأردن وفلسطين وسوريا ومصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والسودان وليبيا وجزر القمر، كما يشارك من إفريقيا كل من كينيا والسنغال، ومن الدول الآسيوية المشاركة الهند وباكستان والصين وكوريا وسنغافورة والفلبين وأستراليا، وأما من أوروبا فتشارك ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا والتشيك والنرويج وهولندا وإيرلندا وفنلندا والنمسا والدنمارك وإيطاليا والدومينيكان، ومن الأمريكيتين تشارك كندا وكوستاريكا وكولومبيا والمكسيك والبرازيل.
ويحتفي المعرض المصاحب للملتقى هذا العام بالملاح والعالم الفلكي الإماراتي “أحمد بن ماجد” “1421-1500 ميلادية” وعلى هامش الملتقى تتنوع الفعاليات بباقة من الأنشطة الفكرية والثقافية والورش التدريبية والبرامج التفاعلية من الجمهور، من بينها 13 ورشة، منها 3 ورش استباقية، و10 ورش ستعقد خلال الملتقى، حيث تناقش الجلسات الفكرية والندوات التخصصية قائمة من الموضوعات الغنية والمتنوعة، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء والدارسين، بالإضافة إلى مقهى الراوي، ومكتبة الملتقى، وركن التواقيع والإطلاقات، إلى جانب ذخيرة قيمة من الإصدارات الجديدة تبلغ 40 عنواناً من الكتب والكتيبات المرتبطة بحكايات البحر. ويحتفي المعرض المصاحب للملتقى هذا العام بالملاح والفلكي أحمد بن ماجد مستعرضا في وتمتد فعاليات الملتقى لمدة ثلاثة أيام في الفترة من 21 ـ 23 سبتمبر 2022 بمركز إكسبو الشارقة، ويطرح ملتقى الراوي في هذه الدورة عدة محاور عبر برنامجه العلمي، تتجلى أهمها في: حكايات البحر في التراث الإماراتي.
تتناول الحكايات العناصر والرموز والتجليات، يشتمل هذا المحور على موضوعات عـدة، تكشف أهمية البحر وعلاقة الإنـسـان الإمـاراتـي بـه، وأوجـه تلك العلاقة وحـضـورها وتجلياتها ومظاهرها في صور مختلف، وذلك من خلال الغوص في أعماق البحر، وارتياد عوالمه العجيبة، استخراج ما يكتنزه من جواهر ودرر ثمينة، شكلت في مجلها مادة ثرية للسرد الحكائي والإبـداع الأدبي والفني في الإمـارات على مدى عقود متتالية، فكانت حكايات البحر و أهـل البحر، وحياة البحر، ومهن البحر صناعة القوارب وأدوات الصيد والغوص وأدواته وتاريخه، وحكايات البحارة وصائدي اللؤلؤ وفنون البحر وكل ما يرتبط بالبحر من أمثال وأقوال وحكم، وعناصر ورموز تراثية، كلها محصلة مهمة للاحتفاء بهذا التراث الزاخر والغني والمتنوع، أدب البحر في التراث العربي: هو ذلـك الـذي يستهدف التعبير، عن عالم البحر، والـذي يكون البحر موضوعه الرئيس المؤثر في الأحـداث والشخصيات، وفي الرؤية الكلية للعمل الأدبـي، وهو أدب مهم يشكل جـزءا من تـراث البشرية وحضارتها، حيث يضم أدب البحر الأسـطـورة والملحمة، والشعر والحكاية الشعبية، وأدب الرحلات البحرية، والقصة والرواية، وكان للعرب إسهامات جليلة في عالم البحر وأدب البحر، تتميز بالثراء والتنوع، ولقد كان البحر مجالا ً خصبا للتفسيرات الأدبية الأسطورية كملحمة الأويسة لهوميروس، والإليـاذة فلرجيل، ومـا حلفت بـه الملحمة الأولـى مـن تصوير الـصـراع بين بطلها أوديسيوس، وإله البحر نبتيون، والمناظر الأسطورية للبحر، وما قدمته الثانية من ملحمة بحرية عن العاصفة التي تعرض لها أسطول إينياس، فـي البحر حتى سـقـوط بالينيورس فـي البحر، فـداء لأسطول الطروادي، إلى حكايات السندباد البحرية، وقصص ألف ليلة وليلة البحرية الشعبية، وما تضمنته من حكايات عرائس البحر، وجنيات البحر، ومن تصوير أسطوري لعالم البحر.
بالإضافة إلى تجليات حكايات البحر في التراث العالمي، وفـي الـتـراث العالمي فـي الـعـديـد مـن الـصـور والأشكال، حيث ً نسج الخيال الشعبي الغربي صـورا عن كائنات البحر وعوالمه ومجاهله فـي الحكايات الشعبية والخرافية، ونسجت فصولها ونصوصها من الملاحم العالمية التي حـوت بين دفتيها الكثير من تلك الحكايات على اختلاف أنماطها وأنواعها، كما استلهم الأدب الغربي الكثير من الصور، ووظف حكايات البحر واستحضرها في العديد من الأعـمـال الملحمية والإبـداعـيـة المهمة.
وشاركت مصر في ملتقى الشارقة للراوي بعدد كبير من الأبحاث الهامة التي تناقش العديد من الموضوعات التي تتعلق بعنوان الملتقى، وعدد من العروض الفنية التي قدمها الرواة المصريين من معهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون بإشراف د. مصطفى جاد عميد المعهد، ومن الأبحاث الهامة التي قدمها الباحثون المصريون تحت عدة عناوين مختلفة: “توثيق عناصر الماء في التراث الشعبي العربي/ د. مصطفى جاد، المفارقات السردية في حكايات البحر، بين ألف ليلة وليلة والسندباد البحري/ محمد بغدادي، وسرديات البحر في التراث العربي/ إيهاب الملاح، وأغاني البحر في الثقافة المصرية/ د. محمد شبانة، وتمثيلات البحر في الخيال الشعبي دراسة في الحكايات الشعبية المصرية/ ود. أحمد بهي الدين العساسى، سكان البحر/ د. نهلة إمام.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية