وسط التحولات السياسية المتسارعة في سوريا، لمع اسم محمد البشير كإحدى الشخصيات المحورية في المشهد السياسي السوري، وجاء هذا بعد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة تدير شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات الرئاسية.

فماذا نعرف عن المهندس ذا الأصول الذي كُلف بتشكل حكومة بقوة السلاح في وقت حساس للغاية، وما هي التحديات التي تنتظره؟

 نشأته في إدلب

ولد محمد البشير عام 1983 في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، ونشأ في أسرة سورية بسيطة.

وبعد إتمام تعليمه المدرسي، التحق بكلية الهندسة الكهربائية والإلكترونية في جامعة حلب، حيث حصل على شهادته الجامعية في عام 2007.


ثم بدأ حياته المهنية في القطاع الصناعي الحكومي، فعمل في الشركة السورية للغاز وشغل منصب رئيس قسم الأجهزة الدقيقة في أحد معامل الغاز.

 تحولات شخصية مع بداية النزاع

مع اندلاع الأحداث والحرب الأهلية في سوريا عام 2011 تغيّر كل شيء فبعد أن كان ينعم بحياة مستقرة وعمل حكومي، قرر البشير ترك عمله الحكومي واتجه لمناوئة السلطة الشرعية في البلاد وشغل ما يسمى بحكومة الإنقاذ التي شكلتها الجماعات المسلحة في المناطق الخارجة على سلطة الدولة.


في السنوات التي تلت اندلاع النزاع، تميز البشير بدوره القيادي في حكومة الإنقاذ التي أنشأتها المعارضة المسلحة في إدلب والتي شُكّلت بدفع "هيئة تحرير الشام" في 2 نوفمبر 2017، من 11 حقيبة وزارية برئاسة محمد الشيخ حينها. 

تدرج البشير في المناصب التي كانت أغلبها تحمل الطابع الديني، فقد شغل منصب مدير التعليم الشرعي في وزارة الأوقاف، حيث عمل لمدة عامين ونصف على تطوير المناهج الشرعية وتنظيم التعليم الديني.

وشغل أيضا منصب وزير التنمية والشؤون الإنسانية، في إدلب وريف حلب الغربي.

 تكليفه برئاسة حكومة الإنقاذ الوطني

لما استولت الجماعات المسلحة على السلطة في البلاد، كلفه أبو محمد الجولاني اليوم الاثنين، برئاسة الحكومة السورية لإدارة الفترة الانتقالية في سوريا.

 تحديات ضخمة في انتظار البشير

تأتي مهمة البشير في وقت تواجه فيه سوريا تحديات كبرى على المستويين السياسي والاقتصادي. فعليه أن يعيد بناء مؤسسات الدولة التي تأثرت بشدة خلال سنوات الصراع، ويحاول إعادة توحيد البلاد والعمل على صياغة دستور جديد يحظى بقبول واسع.

كما أن عليه إدارة الأزمة الاقتصادية ومعالجة آثار العقوبات الدولية وتحقيق الاستقرار الأمني وضمان بيئة آمنة للانتخابات الرئاسية المقبلة.