تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
- سرور: لكل شخص مقياسه الخاص بالسعادة.. وعدم وجود سقف للطموح يقود إلى التعاسة
- فرويز: العودة لـ"الزيرو لاين" ضرورى لتقييم الحياة.. وهذه الشخصيات محرومة من السعادة !
- العوضي: كثرة الإخفاقات والثمن الباهظ للنجاح قد يسرق الشعور بالسعادة
- هندى يقدم "منيو ولايف ستايل" للسعادة
هي شىء ثمين يبحث عنه البشر ويتطلعون إليه، لتخفف عنهم ضغوطات الحياة وآلامها، ومع شروق شمس كل يوم جديد، يبحثون عن طرق جديدة للحصول عليها واغتنامها، لتتغير حياتهم إلي الأفضل، ولكن قليلين فقط هم من يدركونها بمفهومها الحقيقي، إنها "السعادة".
"بوابة روز اليوسف" تحدثت مع عدد من الخبراء النفسيين حول صناعة السعادة وسبل تعزيزها داخل النفس البشرية، وفى هذا الصدد، أوضحت رحاب العوضي أستاذ دكتور علم النفس السلوكي، ان السعادة يختلف مفهومها من شخص لآخر، حسب الظروف المجتمعية والإنسانية لكل فرد، كما أن كل فرد لديه قدرة علي الاستمتاع والسعادة بالمتاح لديه بخلاف غيره، لكن السعادة بمفهومها الواسع ترتبط ارتباط اصيل بالاستقرار الانساني.
الرضا والقناعة
أكدت العوضي أن التربية والتنشئة الأسرية على القناعة والرضا بالمتاح، وعدم النظر للآخر، وتقبل الواقع، وقدرة الشخص علي تخطي أي شعور سلبي داخله، والقراءات الفلسفية المتنوعة التي تنصب علي أن العمر مجرد مواقف مختلفة وأنه قد يتبدل الحال الي حال، تعزز الشعور بالسعادة لدى الفرد، منوهة إلى الخطأ يقع فيه الآباء والامهات، والذي يحرم الشخص من سعادته، وهو الاعتياد على مقارنة أطفالهم بالغير، فيكبر هؤلاء الأطفال ويصيروا شبابا وسيدات لديهم حقد علي الآخر وعدم استمتاع بأسباب سعادتهم والالتفات للغير، والبحث عن سعادتهم في عيون الآخرين.
وأشارت العوضي الى أن هناك بعض النجاحات أو الأهداف التي يسعى اليها الفرد ليجلب السعادة لنفسه، ويفاجئ أنه بعد الوصول اليها لا يشعر بالسعادة تجاهها، وسبب ذلك هو كثرة الاخفاقات التي حدثت قبل الوصول لهذا النجاح أو الهدف، ودفع مقابل صعب لهذا النجاح، بل وأنه قد يشعر الإنسان بأنه كان واجبا عليه بذل مجهود اقل للوصول لهذا الأمر، لأنه لايستحق كل هذا العناء فينعكس شعور بعدم السعادة، ولذلك يجب على الفرد تخطى هذه الشعور والحديث عن تحقيق الهدف فقط، دون التفكير بالفترة الصعبة التي سبقت تحقيقه، وتكرار الحديث عن الإنجازات.
السعادة والماديات
على صعيد آخر، قالت الدكتورة إيمان سرور استشارى الطب النفسي، أن هناك اعتقادات ومفاهيم خاطئة بشأن السعادة، وهى ربط الإحساس بالسعادة بالوصول لشىء مادى معين مثل النجاح اوالزواج من شخص نحبه، أو الفسحة، أو اللبس الجيد، أو السفر، او السكن بمكان راق، أو العمل بمكان جيد بدخل كبير وخلافه، ولكن فى حقيقة الأمر ليست هذه هى السعادة، لان الأشياء المادية دائما متغيرة وغير متواجدة أو متاحة طوال الوقت.
وتابعت، ولكن السعادة تأتى من التناغم والاتزان النفسي، والتفكير فيما يسعدنى أنا فقط، وعدم قياس سعادتى بمقياس الآخرين، وهذا هو المدخل الحقيقي للسعادة، كما أن السعادة مرتبطة ارتباط اصيل بالرضا، فالرضا هو المفتاح الأساسي للسعادة، ويمكن أن نصل الى تلك المرحلة من خلال التفكير الايجابي فى كافة الأمور التي نمر بها فى الحياة حتى ولو كانت مفجعة بالنسبة لنا فى بدايتها.
وحذرت سرور من عدم وجود سقف للطموح، لأن ذلك يسبب احيانا حالة من التعاسة، لانه يستنزف عمر الفرد فى السعي وراء شىء لا ينتهي، وبالتالي ينتهي به العمر ده أن يشعر بإنجازاته ويأخذ وقته الكافي للاستمتاع بها، لذلك يمكن ان يكون الفرد في حالة نجاح مستمر ولكن يشعر بتعاسة.
اختيارات حياتية
قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، إن السعادة قرار والتعاسة أيضا قرار، وأنا من يختار أيهما، واختيارتنا الحياتية هي التي تحدد شكل حياتنا، لذلك يجب تجنب الخجل أو التردد فى الاختيارات التي تجلب السعادة، كما يجب تجنيب النفس كل ما يؤلمها أو يضغطها أو يحملها فوق طاقتها إرضاء للآخرين، لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك.
وأوضح فرويز، أنه عندما ينتاب الفرد شعورا بعدم السعادة فى حياته، فعليه أن يعود إلى نقطة "الزيرو لاين"، ويبدأ فى تقييم حياته، يبحث عن أسباب ذلك، مع تفكيره المستمر فى السعادة، فالسعادة تفكر فيك بقدر ما تفكر أنت فيها.
وتابع، فمصدر السعادة دائما فى يديك، فكل ما هو متاح وفى متناول يدي هو مصدر للسعادة، فالسعادة بين أيدينا ولا تفصلنا عنها أوقات أو مسافات بعيدة، والدليل على ذلك أنه احيانا يتعلق الفرد بشىء ما بعيد المنال، ويعلق سعادته على الوصول هذا الشىء البعيد، ويعتبر ذلك انه الحياة وما فيها، وهذا الشىء عندما يحصل عليه وبمجرد التعايش معه، يجد أن نشوة السعادة ماتت بداخله، وتظهر أشياء لم تكن فى حسبانه، قعلي سبيل المثال قد يسعى الفرد للحصول على ترقية كبيرة، وبعد اداء مجهود كبير وشاق لنيل ذلك، يجد أن الأعباء الوظيفية الجديدة مرهقة للغاية ويتمنى ان يعود الي درجته الوظيفية القديمة لأنها كانت اكثر مرونة، وهكذا.
ونصح فرويز بضرورة البعد عن الشخصيات العُصابية "وهى الشخصيات التي ليس لديها القدرة على تحمل الضغوط ولديها شعور بالقلق والتوتر والخوف الزائد ولديهم الإحساس الدائم بعدم الرضا وعدم قدرتهم علي تكوين علاقات اجتماعية ناجحة" أو الطماعة أو التي تجلد ذاتها باستمرار أو تستمتع بإلقاء شكوتها على مسامع الاخرين للتعاطف معها، لأن تلك الشخصيات محرومة من الشعور بالسعادة، بسبب نمط تفكيرها.
لايف ستايل
من جانبه قال الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية، أن تحقيق السعادة أمر بسيط وسهل للغاية، فيمكن بجانب الاهتمام بطريقة التفكير، هناك ايضا بعضا من الاطعمة والممارسات اليومية التي تجلب لنا السعادة وتزيد من هذا الشعور الحميد لدينا، ومن الممارسات التي يجب ان تكون ضمن برنامجنا اليومي، هي: التعرض لضوء النهار لأنه يزيد من هرمون السعادة ويقضى على مشاعر الاكتئاب، والحرص على الابتسامة فى وجه الآخرين، والتنفيس الانفعالي وعدم التعرض للكبت، والتعبير عن المشاعر أولا بأول، والشعور بالتفاؤل حتى فى المواقف العصيبة او المواقف العضال، لآن هذا الفعل يفجر ملكات التغلب عليها.
وأضاف هندى، ايضا من المفضل لزيادة هرمون السعادة مجالسة الاطفال، والصفح الجميل والبعد عن الأفكار الهدامة والانتقامية والاستمتاع بالحياة وحب الحياة فهذه الأفعال بها ارتقاء وسمو للروح وتبعث علي السلام الداخلي، والبعد عن سارقي الطاقة ومصدرى مشاعر الاكتئاب والحزن، والذهاب للاماكن المفتوحة مثل التنزه علي النيل او البحر أو في الحدائق، بجانب ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، وسماع الموسيقي الممتعة ومشاهدة الافلام المفضلة، وارتداء ألوان الملابس مبهجة ومحفزة للسعادة، مثل اللون الاصفر الذي يبعث علي السرور
منيو للسعادة
وتابع هندى، كما أنه يجب ان يكون "منيو السعادة" موجود فى نمط غذائنا بشكل اساسي، لرفع هرمون السعادة لدينا، ومن الاطعمة المحفزة لهرمون السعادة: البيض والسمك والتونة والسلمون ومنتجات الالبان والدواجن، والمكسرات، ومنتجات فول الصويا، والطماطم، والفلفل الأحمر والبنجر السبانخ والكرنب والخضروات الورقية بوجه عام، والتوت والفراولة والموز والعسل والشيكولاتة الداكنة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية