تحل اليوم علينا ذكرى الثلاثين من يونيو، وهي الذكرى التاسعة للثورة المصرية التي أنهت حكم جماعة الإخوان في مصر وبداية عصر جديد، ولم تكن الحشود فقط في العاصمة ولكن خرج الملايين من الشعب ليندد بالحكم الظالم للإخوان في أغلب محافظات مصر وكانت لمحافظة لقليوبية تواجد كبير على أرض مدنها ومراكزها وأكثرها تأثيرًا في مدينة بنها.

يروي المهندس أحمد إبراهيم من كوادر حركة تمرد في القليوبية كواليس مشاركته يوم اندلاع ثورة 30 يونيو2013، قائلًا: كان حلم كبير لكل اللي كان بيشارك في تحقيقه كان التحضيرات له من قبلها بمظاهرات لتحفيز الناس للنزول، ولم يكن الأمر سهلًا خصوصًا أن الناس كانت وصلت لحالة ملل من التظاهرات لكنها لم تكن أيضًا متقبله الوضع تمامًا.

وأضاف "أحمد": في الحقيقة كان الأصعب إننا كنا نحاول نقنع فئة جديدة من الشعب بدأت تشارك لأول مرة وهي الفئة التي أطلق عليها لقب حزب الكنبة، بدأ اليوم بشكل عادي جدًا وكل اللي جواكي حاله من التوتر والقلق لانتظار ثمار شغلك على الأرض اسأله جوانا ومع اللي صنعوا معانا الحدث زي هو فعلا الناس هتشارك؟! طيب هيجوا على أنها مظاهره ويمشوا على طول ولا هيقعدوا ويتحملوا ويتفهموا أنها ثورة؟! طيب الأمن لو جاله تعليمات بالتعامل هينفذ فعلا ويقف قصادنا ويمنعنا بالعنف ولا التعامل هيكون الزاي؟! طيب هل الإخوان هيسكتوا وللا زي ما وصل لينا تهديدات فعلا ينفذوها؟.

وتساءل أحمد: طيب الناس لو نزلت خلاص واستحملوا أول يوم هيكملوا للثاني والثالث ويفضلوا وهل هنقدر على تنظيم الناس. وتابع "أحمد" مر اليوم وبدأت الناس تنزل إدارة المواطنين دول كانت صعبه لانهم مش زي شباب 25 يناير كانوا كوكتيل تقدري تقولي مش في دماغهم أي مواجهات ساخنة ممكن تتم بالتالي خايفه مع أول موقف الناس تسيبك وتجري.

وقال  كان اللي شاغلني على المستوى الشخصي أزاي نحافظ على مجهودنا ونحافظ على عزيمه الناس كنت بتابع أمور كتير وقتها بين منصة وتنظيم الأرض والناس اللي هتقف على المداخل واللي جوه الناس نفسهم عشان لو لاحظوا أي أعمال شغب أو خلافه "تبوظ" اليوم كان امر مرهق كان في اجتماعات كمان بين القوى السياسية لو هنتكلم على مستوى المحافظات عندنا القليوبية كان الكلام ننزل ببيان وأيه صيغته وفحواه واختلافات في الرأي وقصة كبيرة كان هدفها ننجز ونخلص من الإخوان مقترحات بين إعلان إقالة محافظ القليوبية من شعب القليوبية وتعيين لجنه مؤقته للتعامل مع الموقف تتألف من بين نخبه السياسيين والشخصيات العامة بالقليوبية المهم أن اليوم رغم صعوبته والحلم بتحقيقه إلا أن الناس البسيطة دي كملت فرحتها بالمشاركة.

وأضاف "أحمد" كان اشهر الهتافات تطالب بإسقاط حكم المرشد والإخوان الشعب يريد إسقاط النظام يسقط يسقط حكم المرشد وكان من اشهر الهتافات التحفيزية دب برجلك طلع نار.. أحنا الثوار الأحرار شارك جميع الأحزاب والتيارات المدنية على رأسهم التيار الشعبي وحزب الكرامة وحزب الوفد والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي والتجمع وحركه 6 إبريل وغيرهم.

كما شارك الجميع سواء أحزاب معارضه في عهد مبارك أو مرسي وحتى أعضاء من الحزب الوطني السابق وجمهوره. وتحكي فاتن عطا، تجربتها ومشاركتها في الثورة قائلة: شاركت في حملة تمرد وبدأت أوزع الاستمارات على كل أصدقائي وجيراني، وكنت أشارك في حشد الناس للنزول للمظاهرات وأعرفهم إننا لازم نتحرك ضد حكم الإخوان.

وتابعت "فاتن" في بداية اليوم كان الإقبال متوسط بسبب أن كان يوم عمل ولا يزال أغلب الناس في أعمالهم ولكن في أخر النهار بدأ توافد الناس يتحول إلى جحافل بشرية وأصبح ميدان المحافظة مليء بالأفراد من مختلف الأعمار والتوجهات.

وعند سؤال "أحمد نصير" أحد مؤسسين والمشاركين في حملة تمرد، كيف كان يوم الثلاثين من يونيو، قال إن الحشد للثلاثين من يونيو بدأ من قبلها بعدة أيام وكانت نقطة التجمع هي ميدان المحافظة، ففي بداية اليوم بدأت المسيرات في التحرك من القري المحيطة بمدينه بنها إلى ميدان المحافظة.

وتابع "أحمد" أنه لم تكن لدينا أي نية للرجوع إلى بيوتنا إلا عندما يرحل الإخوان عن الحكم لذلك قمنا بتجهيز الخيام ونصبها وكل ما نحتاجه للإعاشة من طعام وشراب لأنه كان بالنسبة لنا ليس مجرد مظاهرة ولكنها اعتصام حتى تنفذ مطالبنا.

وأضاف "أحمد" أننا أيضا لم نكتف بالاعتصام قمنا بتنظيم عمل مسيرات داخل المدينة لتحفيز الناس على المشاركة وعدم الخوف، وكانت المنصة في الاعتصام مليئة بالعلم المصري والأناشيد الوطنية لنبعث رسالة للإخوان أن كل المتظاهرين مصريين ووطنين ولا يريدون شيء غير الصالح لمصر.