كشف مقال بموقع "بوليتيكو" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "الرجل السيئ" في محادثات مغلقة، على خلفية قلق الحزب الديمقراطي من أن دعم واشنطن لاستمرار الحرب في غزة سيكلف الرئيس خسارة مالية كبيرة.

ويقال أيضاً إن خوف بايدن هو أن يجر نتنياهو الأمريكيين إلى حرب واسعة في الشرق الأوسط، وأن "تتبدد الضغوط عليه من أجل وقف إطلاق النار.

ونشر موقع "بوليتيكو" الأمربكي عمودا يتناول دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن قبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس -قال فيه إن بايدن أجرى محادثات مغلقة وصف خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه "رجل سيء"، وذلك على خلفية تخوف الديمقراطيين الشباب من أن الدعم الأمريكي لـ "حرب نتنياهو"، قد يكلف بايدن ملايين الأصوات من الناخبين الليبراليين.

وأشار كاتب المقال، جوناثان مارتن، إلى أن بايدن "متشكك للغاية" تجاه نتنياهو، "مثل أي شخص في الإدارة الأمريكية والحزب الديمقراطي" وفقًا له -وأنه في محادثات خاصة وصفه بـ "الرجل السيئ"، بحسب الأشخاص الذين تحدثوا مع الرئيس السيسي.

وكتب مارتن أن قلق بايدن العميق هو أن نتنياهو يريد جر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، الأمر الذي سيضمن استمرار تدفق الأسلحة إلى المنطقة، بالإضافة إلى قوات أمريكية إضافية. 

ووفقا له، سيؤدي ذلك في النهاية إلى وفي ظل الضغوط الدولية على نتنياهو للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة فإنه "سوف يتلاشى"، فضلاً عن الصعوبات السياسية الداخلية التي يواجهها.

 وكتب مارتن أيضًا أنه "من الصعب تجاهل حقيقة أنه حتى أعضاء الكونجرس الديمقراطيين المؤيدين بشدة لإسرائيل يشعرون بالازدراء لنتنياهو".

ووفقا له، فإن أحد أكبر التحديات التي يواجهها الرئيس هو أن الناخبين الديمقراطيين الشباب، الذين يستهلكون معظم الأخبار على شبكات التواصل الاجتماعي، لا يسمعون عن "دفع بايدن لنتنياهو" خلف الكواليس. ونقل عن تومي فيتور، الذي عمل مساعدا للرئيس السابق باراك أوباما في البيت الأبيض، قوله إن "الناس لا يرون كيف "يعنف" بايدن نتنياهو عبر الهاتف.

كما نقل عن عضو ديمقراطي في الكونجرس الأمريكي قوله له إن معظم أعضاء الحزب يعتقدون أن الحرب في غزة يجب أن تنتهي، وأن على بايدن مواجهة نتنياهو بشأن هذه القضية. وقال عضو الكونجرس، الذي، بحسب الكاتب، نادرا ما ينتقد إسرائيل بشكل عام: "إنها كارثة من وجهة نظر سياسية". "القاعدة متوترة حقًا -ولا يقتصر الأمر على اليساريين فقط، ولم أر قط مثل هذا العمق من المعاناة كما رأيت فيما يتعلق بقضية غزة، فـ"نتنياهو سيء بين العديد من الناخبين الديمقراطيين، ويجب على بايدن الابتعاد عنه -اليوم قبل الأمس.

اقتباس آخر جلبه مارتن هو من السيناتور الديمقراطي جون بيترمان، الذي أشار إلى إمكانية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد انتخابات نوفمبر.

 وقال بيترمان للكاتب: "يجب على الناخبين الشباب أن يفكروا في عواقب دعم مرشح من المحتمل أن يمنح نتنياهو حرية أكبر.

 وأضاف: "أولئك الذين يجلسون في منازلهم ويرمون أصواتهم في سلة المهملات سيعززون نتنياهو، وبالتأكيد ترامب.

 وفي سياق أخر، أجرى يوم الأحد، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، وانتقد فيها الرئيس بايدن.

 وقال بن غفير للصحيفة الأمريكية "بدلا من أن يقدم لنا الدعم الكامل، فهو مشغول بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة -التي تذهب إلى حماس. لو كان ترامب في السلطة، لكان سلوك الولايات المتحدة مختلفا تماما".

 وذكر غفير أيضًا أنه يعتقد أن إدارة بايدن "تضر بالمجهود الحربي الإسرائيلي"، وأنه يعتقد أن ترامب سيسمح بـ "يد أكثر حرية" للعدوان على قطاع غزة. وانتقد نتنياهو المقابلة التي أجراها وزير الأمن القومي في بداية جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي، دون أن يذكر بن غفير بالاسم.

 وقال نتنياهو: "إننا نقدر بشدة الدعم الذي تلقيناه من إدارة بايدن منذ اندلاع الحرب.

 وأضاف: "هذا لا يعني أنه ليست لدينا خلافات في الرأي، ولكن حتى اليوم تمكنا من التغلب عليها بقرارات حازمة ومدروسة، ولست بحاجة إلى مساعدة لمعرفة كيفية إدارة علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بينما "الوقوف بحزم فيما يتعلق بمصالحنا الوطنية، نحن نتخذ قراراتنا بأنفسنا، حتى في تلك الحالات التي لا يوجد فيها اتفاق مع أصدقائنا الأمريكيين".  

سوليفان يوبخ بن غفير

من جانبه، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ردا على مقابلة بن جابر إن "الموقف الأمريكي واضح: نحن لا نزال ملتزمين بدعم إسرائيل في حربها ضد حماس، بينما نطالبها ببذل كل ما في وسعها لمنع فقدان المدنيين". 

وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس" وبخ مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بن غفير، قائلا: "سأدع الحكومة الإسرائيلية والسياسيين الإسرائيليين يتحدثون عن أنفسهم، فمن المؤكد أنهم لا يجدون صعوبة في القيام بذلك.

“ترامب” في فترة الثانية ليس كما يتوقع الصهاينة 

من جهته، كان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يواجه بايدن في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، قد هاجم نتنياهو ضمنيًا أمس عندما قال لـ "فوكس نيوز" إن إسرائيل شاركت في التخطيط لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني قبل أربع سنوات -لكنه قرر عدم المشاركة.

وقد سبق أن أطلق "ترامب" هذا التصريح قبل حوالي أربعة أشهر، عندما قال: "لن أنسى أبدًا أن بيبي نتنياهو خذلنا، لقد كان شيئًا فظيعًا، لقد شعرنا بخيبة أمل كبيرة، لكننا قمنا بالمهمة بأنفسنا، وكان ذلك دقيقًا، عملًا رائعًا ورائع، ثم حاول "بيبي " يظهر أنه المسؤول عن العملية ولم يجعلني أشعر أنني بحالة جيدة، لكن حسنًا".