ظل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأـسبق ابن الـ99 ربيعًا، زمنًا طويلاً ينصح الغرب بأن لا يقترب من أوكرانيا، نظرًا لانها الحديقة الخلفية للاتحاد الروسي، ويسكنها العنصر السلافي الذي يتشكل منه شمال شرق أوروبا كله، حتى خرج يوم الثلاثاء منقلبًا على كل قناعاته السابقة.

ولا نعرف، لماذا جاءت دعوة هنري كيسنجر بأن يعمل على ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الناتو؟.. هل هي تخاريف شيخوخة أم أنها دعوة إلى يوم الجحيم. 

كيسنجر ينقلب على أفكاره السابقة 

وكانت نصائح كيسنجر للناتو بعدم الاقتراب من أوكرانيا بمثابة دليل للساسة الروس على صحة مواقفهم فيما يتخذونه من إجراءات ضد القادة الأوكران الساعين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حتى وصل الامر إلى تلاسن بين فولوديمير زيلينسكي، وكيسنجر اللذين تجمعها عقيدة دينية واحدة، في ظل إشادته الدائمة بقدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على العمق في التفكير الاستراتيجي، ومن المثير أن موقف الأخير لكيسنجر، جاء بعدما بدأ الساسة في الغرب التململ من التكاليف الباهظة الروسية الأوكرانية، جراء دعمهم الجيش الاوكراني ضد روسيا.

 قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر يوم الثلاثاء إن عضوية أوكرانيا في الناتو أصبحت "مناسبة" منذ أن بدأت روسيا حملتها العسكرية، وبعد أن لم تعد فكرة حياد أوكرانيا منطقية، ونظرًا لأن تقدم النزاع الروسي الأوكراني قد وصل إلى مستوى معين، فإن فكرة كون أوكرانيا محايدة في ظل الظروف الحالية لم تعد منطقية ويجب أن يضمن الناتو وقف العملية العسكرية بأي شكل من الأشكال.

وتساءل كيسنجر عن شكل الناتو وكيف يمكن أن تتطور الأحداث، ليرد قائلا: لكنني أعتقد أن عضوية أوكرانيا في الناتو هي الخطوة الصحيحة.

قال كيسنجر إنه قبل بدء الحملة العسكرية الروسية، عارض فكرة انضمام أوكرانيا إلى الناتو لأنها قد تؤدي إلى صراع، لكنه الآن لا يرى أي سبب يمنع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". 

كانت دول الناتو قد تعهدت لأوكرانيا وجورجيا في عام 2008 أنهما ستتمكنان يومًا ما من الانضمام إلى الحلف، لكنها قالت إن أيًا من البلدين غير جاهز للتصديق الفوري. 

وفي غضون ذلك، أكدت روسيا مرارًا وتكرارًا أن موسكو لن تقبل عضوية أوكرانيا في الناتو ولن تسمح بظهور أنظمة أسلحة هجومية على حدودها الشرقية.