تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
خفاجي: فيلم كليوباترا ليس من قبيل حرية الفن بل ديكتاتورية وزيف للتاريخ
علينا إعادة التأسيس العادل للحقائق التاريخية والعلمية في الأوقات العصيبة لمنع تزييف الحضارة المصرية القديمة، في أحدث دراسات الفقيه المصري المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة المصري المتخصص علمياً في تاريخ أنظمة الحكم في مصر القديمة وتراث الشعوب والمعروف بأبحاثه العلمية الوطنية بعنوان: "رسالة إلى العالم مصر القديمة شعباً وحكاماً ليسوا أفارقة وكليوباترا المفتري عليها في الفن والسياسة"، وهو الموضوع الذي يحتل الأهمية القصوى عالمياً ويشغل بال المجتمع الثقافي الدولى ويؤثر على ثوابت التاريخ المصري القديم، ونظرا لما ستعرضه شبكة نتفليكس “Netflix 9 مايو 2023 لفيلم باسم QUEEN CLEOPATRA الملكة كليوباترا، بظهورها سوداء بمظهر إفريقي ومغالطات تاريخية عن مصر القديمة وعن شخصية الملكة كليوباترا ذاتها، لذا وجب مخاطبة الرأي العام العالمى لمواجهة تزييف تراث الشعوب، وسوف نعرض للجزء الأول من هذه الدراسة المهمة للفقيه المصري الذي يعد واحداً من العلماء المتخصصين في فلسفة وتاريخ القانون المصري القديم فيما يلي:
أولاً: كليوباترا إغريقية مقدونية الأصل، مصرية النشأة والانتماء للتقاليد المصرية وأمنت بحماية الإلهة إيزيس ولم تكن أبداً إفريقية.
يقول الدكتور محمد خفاجي إن كليوباترا كانت آخر ملكة من ملوك البطالمة الذين حكموا مصر قرابة ثلاثمائة عام، وهي من سلالة يونانية منغلقة للغاية من حيث التكاثر، فوالدها بطليموس الثاني عشر أبيض، كما أن والدتها كليوباترا الثالثة هي أيضًا بيضاء، وهى شقيقة بطليموس الثالث عشر الذي لم يوصف في أي مكان في الكون بأنه أسود، فكيف يمكن أن تكون سوداء مع نقاء سلالتها المقدونية؟
ويضيف أن كليوباترا السابعة إغريقية مقدونية من ناحية الأصل مصرية النشأة والانتماء معتبرة نفسها مصرية ملزمة بالتقاليد المصرية وأمنت بحماية الإلهة إيزيس وكانت تصلى لها طالبة منها حمايتها من الوشاية والغيرة والدسائس الضالة ومكائد وحسد البلاط البلطمى لها، وكانت وهى في سن الرابعة عشرة مغرمة بالثقافة والفلسفة واللغات والشعر والرياضيات ونشأتها في مدينة كانت تعبد الإلهة أفروديت إلهة الحب وكانت تناديها من صغرها باسمها المصري "حتحور" وكانت عبادتها مزيجا مندمجا من العقائد الدينية المصرية القديمة والعقائد الإغريقية.
ويشير لقد أحبت كليوباترا بإيمان صادق مصر وأهلها حبا عميقا وبادلوها الحب ذاته، وقد ماتت كليوباترا ميتة ملكية ودلت طريقة موتها على أنها اَمنت كل الإيمان بالديانة المصرية القديمة وأن الكوبرا مثل "سيدة الحياة" التي كانت تتحلى بها كملكة إذ كانت شعار مصر السفلى ورسوله إله الشمس الذي كان ينتظر ليضم ابنته إليه لتعيش إلى جواره خالدة.
ويوضح إن من أطلقوا على أنفسهم زوراً أنهم خبراء وقالوا أن كليوباترا كانت سوداء!، عليهم أن يعودا إلى كتب التاريخ والمؤرخين وعلماء الأثار في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا والنمسا المنصفين، وفي الواقع إن دراسة التاريخ تقول أن كليوباترا لم تكن أبداً سوداء بل كانت امرأة يونانية الأصل مصرية النشأة والانتماء، واليونانيون ليسوا أفارقة.
فلماذا تريد منصة نتفليكس الأمريكية أن تكون كليوباترا سوداء بأي ثمن؟ وما سر هذا الهوس بالانتماء الإفريقي لملكة مصر البطلمية الرائعة كليوباترا المفترى عليها، لقد تعرضت كليوباترا لمؤمرات أثناء حياتها لمكائد ودسائس وتعرضت لتشويه لون بشرتها بعد موتها على الرغم من كونها مقدونية عاشت في مصر وتأثرت بديانتها ولم تكن أبدا إفريقية! ثانياً: فيلم كليوباترا ليس من قبيل حرية الفن بل ديكتاتورية الفن المزيفة للتاريخ المصري القديم المهدرة للحضارة المصرية القديمة المنكرة للتراث الإنسانى وعلى كل مصري أن ينهض إلى تطهير الملكة المصرية من زيف الفيلم، ويشير الدكتور محمد خفاجى إلى أن فيلم كليوباترا لا يمكن اعتباره من قبيل حرية الفن بل تعبير دقيق عن ديكتاتورية الفن بلا حدود ما يعد تزييفاً للتاريخ المصري القديم وإهداراً للحضارة المصرية القديمة والبطلمية وإنكاراً للتراث الإنسانى وامتهانا للقيم الإنسانية ، واستهانة بعظمة التاريخ المصري القديم ونيلا من تفرده الذي هو دليل شموخ الإنسان المصري ،ومجافيا لتراث الأمة المصرية الذي هو ملك للأجيال السابقة والمعاصرة واللاحقة، ويكون لزاما على كل مصري أصيل أن ينهض إلى تطهير الملكة المصرية كليوباترا من زيف هذا الفيلم المنافي للحقيقة التاريخية المجافي لكل الأمانة العلمية والتاريخية، فالحضارة المصرية هي الشاهد منذ فجر الحياة التي عرفها الإنسان على تاريخ الإنسانية جمعاء.
ويضيف يكفي كشفا للنوايا السيئة في تزوير التاريخ أن الفيلم من إنتاج الفنانة الأمريكية ذات الأصول الإفريقية جادا بينكيت سميث، زوجة الممثل الأمريكي ويل سميث، التي تعتبر إحدى الداعمين لحركة "الأفروسنتريك" بالمخالفة لاتفاقية اليونسكو بشأن صون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003 وهو المصدر الأساسي للتنوع الثقافي، والمحافظة عليه هي ضمانة لاستمرار الإبداع، وهو يشمل الممارسات وأشكال الأداء والتعبير والمعارف والمهارات التي تعتبرها الجماعات والمجموعات، وأحيانا الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي.
ويذكر بهذه المثابة فإن فيلم كليوباترا الذي تعتزم شبكة نتفليكس “Netflix ”طرحه باسم "QUEEN CLEOPATRA" الملكة كليوباترا، ومنتجة المسلسل “جادا سميث” زوجة الممثل الأمريكي العالمي “ويل سميث، والذي سيعرض في 10 مايو 2023 على المنصة الشهيرة بظهور الملكة كليوباترا بهذا المظهر الإفريقي، وملامح سيدة إفريقية سمراء البشرة، يعد مخالفاً للحقائق التاريخية للملكة المصرية التي هي من أصول يونانية بيضاء البشرة، إنها حملة ممنهجة للكارهين لعظمة التاريخ المصري القديم حيث كانت مصر سيدة العالم القديم، أخذاً بفكرة بغيضة تنال من الحضارة المصرية تتمثل في المركزية الإفريقية "الأفرو سنتريك" هذه الفكرة التي تدعي زوراً أن الحضارة الفرعونية تعد ملكاً للأفارقة وأن المصريين القدماء وفقا لنظرتهم الكاذبة مجرد غزاة من العرب احتلوا الأراضي المصرية القديمة بالمخالفة للتراث.
ثالثاً: علينا إعادة التأسيس العادل للحقائق التاريخية والعلمية في الأوقات العصيبة لتزييف الحضارة المصرية القديمة، ويقول الدكتور محمد خفاجي علينا إعادة التأسيس العادل للحقائق التاريخية والعلمية في الأوقات العصيبة لتزييف الحضارة المصرية القديمة، حيث يقوم أعضاء جماعات الضغط اليهود المرتبطين بالعديد من الجهلة والظلاميين بصياغة جدال سيئ ومؤلم عن لون بشرة كليوباترا السابعة ملكة مصر، بأنها ملامح إفريقية سوداء وجلد أسود، فكيف وصلنا إلى هذا المستوى من التدنى في نقص الثقافة عن مصر القديمة؟
ويضيف رغم إيماني بحرية الفن والإبداع بوجود الكثير من الخيال في العمل الفنى، فإن تصوير ملكة مصر البطلمية بأن بشرتها سوداء يخرج عن حدود الإبداع ويتجاوز حرية الفن إلى ديكتاتورية الفن، لأنه من المستحيل تاريخياً وهي صورة لامرأة ذات خصائص جسدية خاصة بنساء البحر الأبيض المتوسط أن تكون ملكة مصر سوداء! إن النظر إلى جذور صورة والدتها، ووالدها ونفسها، لا علاقة له بجسم امرأة مختلطة الأعراق، حتى يمكن تصور أنها ملكة سوداء، إن أفرقة جسدها مجرد افتراضات خيالية لم يقم عليه دليل أثري من قبل العلماء والمؤرخين، ولقد أثبت الباحثون النمساويون أن كليوباترا السابعة يونانية من سلالة Lagide في اليونانية القديمة “Λαγίδαι / Lagidai” أو Ptolemaic وهي سلالة هيلينستية من الجنرال المقدوني بطليموس، ابن لاغوس ومن هنا جاء اسم "Lagide" والإغريق هم من البيض والأوروبيين ومن ثم كليوباترا امرأة بيضاء من أصل يوناني. إن سينما هوليوود منقسمة على نفسها تجاه ملكة مصر البطلمية كليوباترا ، فتارة قدمت السينما الأمريكية عام 1963 فيلما حمل اسم “كليوباترا”، وقامت بدور البطولة فيه الفنانة الأمريكية إليزابيث تايلور، وهى بيضاء البشرة فائقة الجمال، وبعدها بسبع سنوات وتحديدا في عام 1970 حصلت ممثلة سوداء على دور كليوباترا في فيلم آرثر بي ستوتسبيري المضحك عام 1970، كليوباترا سيئة السمعة ثم جاءت منصة نتفليكس Netflix متهمة من جانب المؤرخين بممارسة "الغسيل الأبيض" للشخصيات التاريخية في مصر القديمة خاصة من جماعات الضغط التي لها أذرع يهودية التي يستخدمونها كدعم لإعادة كتابة التاريخ حسب رغباتهم ، ويطرح البعض هل يجوز أن يجسد ممثلًا أبيض حياة البطل مالكولم إكس! بالقطع لا، إن الأفلام التي تتعامل مع التاريخ أو العصور القديمة يجب أن تتمتع بالحقيقة والواقع لأن هذا يسمح للناس بفهم حقبة بشكل حقيقي من خلال الانغماس في واقع التاريخ دون تزييف الوعى.
ونعرض غدا للجزء الثاني من هذه الدراسة القيمة عن موضوع الملكة كليوباترا الذي يحتل الأهمية القصوى عالمياً ويشغل بال المجتمع الثقافي الدولي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية