تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في عالمنا اليوم وفي ظل انتشار وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وسرعة تواتر الأحداث، أصبح الخوف من أن يفوتك شيء ما، مشكله تواجه البشر من جميع الفئات العمرية.
وفي ذلك التقرير سنقوم بتوضيح ما يعرف باضطراب الفومو: fear of missing
ما يعني مطلع FOMO؟
يشير مصطلع الفومو FOMO إلى القلق وعدم الارتياح اللذين يشعر بهما المرء عندما يشعر أن الآخرين يستمتعون بتجارب أو فرص لا يعد هو جزءًا منها.
ويغذي تلك الحالة التعرض المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن أن تؤدي وسائل التواصل لتكثيف مشاعر النقص والاستبعاد.
وفي سياق متصل صاغ مصطلح فومو "باتريكج ج.ماكجينيس"، وهو أحد المُستثمرين الرأسماليين، وعرف الفومو بأنة حالة من الخوف من عدم المعرفة أو عدم البقاء على اتصال مع بعض المناسبات الاجتماعية والخبرات والتفاعلات.
والفومو يمكن أن ينتج عن مجموعة متنوعة من الأنشطة الاجتماعية مثل "المحادثات، البرامج التليفزيونية، أو حفلات الزفاف وغيرها".
ووفقاً لدراسة استقصائية أجريت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن غالبية البالغين من جيل الألفية "العمر بين 18 و 34 عاماً" ذكروا أنهم يخافون من أن يفوتهم شيءٌ ما، قال أكثر من نصف المجيبين أنهم بالكاد يستثمرون طاقة كافية أو وقت كاف في الخوض في مواضيع أو اهتمامات جديدة.
وعلاوة على ذلك يعد الفومو بمثابة الدافع لزيادة استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية، والتي يمكن أن يصرف الناس من التعلم في الفصول الدراسية. وأيضاً، يمكن تطوير العادات الرقمية غير الصحية، مثل التحقق باستمرار من رسائل البريد الإلكتروني وتحديثات وسائل الاعلام الاجتماعية، وبالتالي يؤدي إلى عدم كفاية المشاركة في التفاعلات الاجتماعية الحالية.
ما هي الآثار السلبية للفومو؟
تزايد معدلات القلق:
واحدة من العواقب الأساسية لـFOMO هي زيادة القلق، يمكن أن يؤدي الى مقارنة الذات بالآخرين باستمرار، والشعور بالضغط لمواكبة تجاربهم إلى خلق إحساس بالقلق والخوف الزائد.
كما يمكن أن يؤدي المصاب باضطراب الفومو الى إثارة مشاعر الإقصاء الاحتماعي عند رؤية الأصدقاء أو المعارف الذين ينخرطون في أنشطة أنت لست جزءًا منها.
تدني تقدير الذات:
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر FOMO بشكل كبير على احترام وتقدير الذات لدى الأفراد. نظرًا لأن الأفراد يشاهدون علي أجهزتهم ما يبدو لهم كالحياة المثالية من خلال منشورات وسائل التواصل الاجتماعي المنسقة بعناية،مما يجعلهم قد يبدأون حينها في التشكيك في قيمة حياتهم و إمكاناتهم.
ويمكن أن تؤدي المقارنات مثل مقارنة الذات والإنجازات مع إنجازات الآخرين ومظهرهم وتفاعلاتهم الاجتماعية إلى تضرر تقدير الذات والثقة بالنفس، ما يؤدي إلى الشعور بالدونية.
انخفاض الرضا عن الحياة:
أيضا، يمكن أن يسهم FOMO في تقليل معدل الرضا عن الحياة لدى المرء، فيمكن أن يؤدي السعي المستمر لنيل القبول والموافقة الخارجية إلى منع الأفراد من تقدير تجاربهم الخاصة والاستمتاع بها بشكل كامل.
فإن السعي الحثيث وراء فرص جديدة ومثيرة لتجنب فقدان شيء أفضل يمكن أن يمنع الأفراد من العثور على الرضا وقبول ظروفهم الحالية، وقد يشعر الأفراد بالحاجة المستمرة للمقارنة والمنافسة، والركض لنيل الأفضل مما يؤدي إلى الشعور دائما بعدم الرضا.
عوامل الإصابة بالفومو:
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة لدرجة الإدمان، والخوف من تفويت الأحداث أو التجمعات الاجتماعية، والانسياق لضغط الرغبة الملحة من أجل البقاء على اتصال دائم بالانترنت، والشعور بالقلق عند انقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت.
من خلال التعرف على هذه المحفزات، يمكن للأفراد اكتساب نظرة ثاقبة لتحديد المثيرات الأولية التي تعتبر الحدود الفاصلة بين الحد الطبيعي للاستخدام وبداية الإصابة بذلك الاضطراب، و من ثم يمكن للأفراد اتخاذ خطوات لاستعادة السيطرة.
استراتيجيات وطرق المواجهة :
1- الاستخدام الواعي لوسائل التواصل الاجتماعي:
تشجيع الأفراد على الانتباه إلى استهلاكهم لوسائل التواصل الاجتماعي وتطوير عادات صحية، مثل والحد من الاستخدام، واختيار الحسابات التي يتم متبعتها كمتابعة الحسابات التي تهدف الي الإلهام والترفيه بدلا من المقارنة.
2- تنمية الشعور بالامتنان والرضا:
التأكيد على أهمية ممارسة الامتنان والتركيز على النفس من خلال الاعتراف بما لدي الفرد من قدرات يمكن تحويلها الى مهارات.
3- تحديد أولويات القيم الشخصية:
تشجيع الأفراد على التفكير في قيمهم الأساسية ومواءمة أفعالهم واختياراتهم وفقًا لذلك، من خلال التركيز على ما يهمهم حقًا حيث يتمكن الأفراد من اتخاذ قرارات أكثر حكمة ومنفعة عندما تتوافق مع أهدافهم وتطلعاتهم الشخصية مما يقلل من الخوف من فقدان الخبرات.
4- بناء علاقات ذات مغزى:
إبراز أهمية بناء علاقات دعم حقيقية وتعزيز العلاقات في الحياة الواقعية، فقد يكون تشجيع الأفراد على الانخراط في الأنشطة وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين يجلبون السعادة والوفاء، أمراً ضرورياً لرعاية الصحة النفسية، بدلاً من السعي لاكتساب الصداقات فقط من خلال تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي.
5- ممارسة الرعاية الذاتية والتأمل الذاتي:
تعزيز أنشطة الرعاية الذاتية مثل التأمل، وكتابة اليوميات، وممارسة الهوايات التي تعزز التفكير الذاتي والوعي الذاتي.
فتساعد هذه الممارسات الأفراد على تطوير شعور أقوى بالذات وتنمي السلام الداخلي، مما يقلل من التأثيرات الخارجية.
فمن الجدير بالذكر أن الحياة لا تتعلق بالتواجد في كل حدث أو تجربة؛ ولكن يتعلق الأمر بالاعتزاز باللحظات التي تهمك الفرد حقا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية