تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تسير الحكومة بخطى سريعة لتعظيم الاستفادة من ثروات مصر المعدنية، والاستفادة من القيمة المضافة للموارد الطبيعية، وتعزيز قدرتها على المنافسة فى الأسواق العالمية، من خلال تحسين جودة المنتج وزيادة التصنيع المحلى، وتأتى على رأس هذه الثروات الطبيعية الفوسفات، إذ تعد مصر واحدة من الدول الرائدة فى إنتاج الفوسفات على مستوى العالم، وتحتل المرتبة التاسعة عالميًا فى إنتاج الفوسفات.
ما يؤكد الخطوات الجدية للحكومة، هو ما أعلنه كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، بتشكيل لجنة مختصة من وزارتى الصناعة والبترول، لصياغة استراتيجية لتوطين صناعة الفوسفات فى مصر تتوافق مع التشريعات البيئية العالمية، خاصة قوانين الاتحاد الأوروبى، مع التركيز على التحول من استخدام الوقود الأحفورى فى صناعة الفوسفات إلى الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع أرصدة الكربون المتاحة.
كما تضمنت الاستراتيجية، فتح باب الاستكشاف من خلال استمرار طرح الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، مزايدات للبحث عن خام الفوسفات، مع ضرورة توجيه الاستثمار فى استخراج الخام بغرض التصنيع، وذلك نظرًا للمحدودية فى الربحية والارتفاع فى التكاليف مقارنة بتصنيع حامض الفسفوريك والأسمدة الفوسفاتية التي تتمتع بربحية أعلى، مع التأكيد على أهمية تحديد الاحتياطى المتاح من خام الفوسفات، والعمل على تسويق القطاع بشكل أفضل، بما يعزز من استدامة الصناعة المحلية القائمة على خام الفوسفات.
ودعت الحكومة، القطاع الخاص للاستثمار فى ذلك القطاع الحيوى، وضرورة تشجيع الشركات فى القطاعين العام والخاص للاستثمار فى رفع تركيز خام الفوسفات منخفض التركيز وتصنيع الأسمدة الفوسفاتية وحامض الفوسفوريك، هذا بالإضافة إلى تعزيز تصدير خام الفوسفات المستخرج من هضبة أبوطرطور، رغم احتوائه على شوائب تؤثر على جودته.
ومن أبرز الأمور التي وضعتها الحكومة فى استراتيجيتها، دراسة زيادة صادرات الفوسفات إلى أسواق جديدة مثل الهند والبرازيل، التي تستطيع استيعاب كميات أكبر من الخام منخفض الجودة، والعمل على تسريع إعداد السياسات الخاصة بالخامات المعدنية لتفعيل الاستغلال الأمثل لهذه الثروات، بالتعاون بين القطاع العام والخاص لزيادة العائدات من صناعة الفوسفات.
وتسير وزارة البترول، فى نفس الخطى والجدية لاستثمار الثروات التعدينية إذ تكثف جهودها على كل الاتجاهات لتطوير قطاع التعدين، وإحداث نقلة نوعية فى هذا القطاع الحيوى من خلال العمل التكاملى على تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار، وهذا ما حدث بالفعل من خلال ما نهجته الوزارة من تطوير أساليب التعاقدات مع المستثمرين، ونماذج استغلال المعادن فى مجال نماذج استغلال معدن الذهب مع كبرى الشركات العالمية، بالإضافة إلى العمل بشكل كبير بشأن مشروع قانون تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية الجارى مناقشته برلمانيًا.
وكان المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية، استقبل اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، مؤخرًا لبحث سبل التعاون والتكامل لتحقيق الاستغلال الأمثل للثروات والخامات التعدينية والفوسفات بالمحافظة، وتعظيم القيمة المضافة منها فى إطار استراتيجية الوزارة الرامية لتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية. وأشار الوزير، إلى الجهود التكاملية الجارية لزيادة القيمة المضافة من خام الفوسفات فى إطار المجموعة الوزارية التنمية الصناعية، والعمل حاليًا على آلية مهمة بشأن الاستغلال الأمثل لخام الفوسفات فى عمليات تصنيعية، وعدم تصديرها خامًا بأى شكل إنما كمنتج صناعي عالى القيمة، علاوة على العمل على آلية لزيادة الاحتياطيات المؤكدة من الفوسفات الخام، خاصة أن مصر تحتل مرتبة متقدمة عالميًا كتاسع دولة على مستوى العالم فى الاحتياطى من الفوسفات.
من جانبه، أكد المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن مصر غنية بالثروات المعدنية ولدينا احتياطيات هائلة من الفوسفات فى محافظات مصر ومنها «أبوطرطور بالوادى الجديد والبحر الأحمر، وإدفو والسباعية ووادى الشغب بمحافظة أسوان، ووادى النيل، والقصير، وسفاجا»، والعديد من المواقع الكثيرة الأخرى. وأوضح نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن من أهم الصناعات التي يتم استخدامها من الفوسفات صناعة الأسمدة الفوسفاتية، إذ تتم صناعة الأسمدة بواسطة خلط الفوسفات مع مواد أخرى مثل النيتروجين والبوتاسيوم لإنتاج أسمدة مركبة، كما يتم استخدام الفوسفات فى صناعات أخرى مثل صناعة الأدوية والمنظفات والمبيدات الحشرية، وكذلك فى صناعة الزجاج والسيراميك وصناعة الحديد والصلب. وأشار «يوسف»، إلى أن خام الفوسفات بهضبة أبوطرطور يقدر بمليار طن تقريبًا، والهضبة مقسمة لـ7 قطاعات على حسب مساحة قطاع صخرى ومن اتجاه الشرق للغرب هى قطاعات «عين عمور ـ الليفية ـ المغربى الليفية ـ المغربى ـ الزيات ـ قلوع الصبايا ـ وادى البطيخ». وأشاد نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، بالخطوات الجادة التي أعلنت عنها الحكومة، إذ قامت بوضع استراتيجية لما طالب به الخبراء من قبل فى هذا المجال، وهى ضرورة الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية عن طريق تصنيعها بدلًا من تصديرها خام بأموال زهيدة، مما سيوفر للدولة مليارات ويحقق فكرة توطين الصناعة المحلية، لافتًا إلى أن دولة الهند من أولى الدول التي لديها خبرة فى استغلال وتصنيع الفوسفات، وسيتم الإعلان عن إنشاء مصنع للفوسفات مع الجانب الهندى فى ظل التيسيرات التي ستقدمها الحكومة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية