تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : وهم العلاج بالأعشاب: كيف يستغل الدجالون لغة العلم لخداع المرضى؟
source icon

دار المعارف

.

وهم العلاج بالأعشاب: كيف يستغل الدجالون لغة العلم لخداع المرضى؟

 بينما يبحث المرضى عن الأمل والشفاء، يظهر من يستغل حاجتهم تحت مسميات براقة مثل "العودة إلى الطبيعة". المشكلة لم تعد في دجالين شعبيين يبيعون الوهم على الأرصفة، بل في وجوه لامعة تقدّم نفسها بأسلوب علمي أنيق يخاطب المثقفين والباحثين عن بدائل. هنا، يتحوّل الوهم إلى تجارة مربحة تُعرض عبر مواقع إلكترونية أنيقة وجلسات استشارات بآلاف الدولارات.

يقول الدكتور إبراهيم فوزي، استشاري الأمراض الروماتيزمية:

"اعتدنا على رؤية دجالين يروّجون الأعشاب كعلاج سحري، لكن الخطر الأكبر اليوم يأتي من شخصيات تتقن مخاطبة العقول المثقفة بلغة تبدو علمية، وتدعمها بفرق تصوير محترفة ومواقع إلكترونية جذابة. المشكلة هنا أن الوهم يُقدَّم في قالب عصري، فيبدو أكثر إقناعًا."

يحذّر الدكتور فوزي من إحدى هذه النماذج التي تزعم أنّها شُفيت من أمراض خطيرة مثل الروماتويد، والجلطة الدماغية، والتهاب الكبد الوبائي "سي" بواسطة التغذية فقط، ومن دون أي علاج دوائي. وتبني هذه الشخصية خطابها على التشكيك في الطب الحديث، مصرّحة علنا بأن الأمراض المناعية ليست مزمنة كما يصفها الأطباء، معتبرة أنّ الأدوية ليست سوى "خداع" و"هراء" يهدف إلى استنزاف المرضى ماديًا.

ويضيف الدكتور فوزي : "إنّ جميع الأبحاث العلمية، وقبلها قول النبي الكريم، تؤكد أنّ المعدة بيت الداء، وأن العادات الغذائية الخاطئة من أبرز العوامل التي تُحفّز جهاز المناعة وتؤدي إلى ظهور الأمراض المناعية لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. ومن هنا تأتي أهمية الالتزام بالعادات الغذائية الصحيحة كوسيلة للوقاية، غير أنّه بعد حدوث المرض واضطراب الجهاز المناعي، لا تكفي هذه العادات وحدها للعلاج، إذ يكون المرض قد وقع بالفعل وتم تنشيط الجهاز المناعي بصورة مرضية.

لا شك أن اتباع نظام غذائي صحي يساعد على تقليل حدة الأعراض، وتسريع التعافي، والحد من تكرار الهجمات، لكنه لا يُغني عن العلاج الطبي. وأنا شخصيًا أنصح دائمًا مرضاي بالالتزام بالعادات الصحية، وأحيانًا أعجز عن تطبيقها بنفسي، إلا أنّني لم أقل يومًا إن التغذية بديل عن العلاج. وإذا سألني المريض أوصيه بالاستعانة بأخصائي تغذية، وممارسة الرياضة، وأحيانًا اللجوء إلى وسائل علاجية تكميلية مثل الحجامة أو الإبر الصينية. لكن الكارثة الحقيقية تكمن في أن يروّج البعض لفكرة أنّ العادات الغذائية وحدها قادرة على أن تحل محل العلاج الطبي المثبت علميًا."

ويكشف الدكتور فوزي أن هذه الشخصية لا تكتفي بالنصائح العامة، بل تعرض استشارات عبر الإنترنت بأسعار خيالية:

استشارة سريعة عبر "زووم": 390 دولار.

جلسة وجهًا لوجه عبر "زووم": 590 دولار.

استشارة عاجلة في اليوم التالي: 800 دولار.

جلسة للزوجين معًا: 890 دولار.

أما "المستوى الأعلى" فهو لقاء شخصي معها مقابل 1000 دولار.

ويتابع ساخرًا : هؤلاء يبيعون الأمل في زجاجات وهم، بأسعار تفوق طاقة أي مريض."

الأخطر –بحسب فوزي– أن موقعها يتنصل قانونيًا من كل ما تقدمه، حيث يوضح في قسم "إخلاء المسؤولية" أن المعلومات ليست بديلًا عن الاستشارة الطبية المتخصصة، ولا تتحمل أي مسؤولية عن أضرار قد تلحق بالمرضى نتيجة اتباع نصائحها.

ويختم استشاري الأمراض الروماتيزمية رسالته قائلًا:
"الأمر في النهاية يعود للمريض. أنت إنسان بالغ مسؤول عن قراراتك. إن أردت الالتزام بالعلاج الموثق علميًا فأنت تحمي صحتك، وإن فضّلت تصديق أوهام الأعشاب والتغذية وحدها، فأنت من يتحمل النتائج. لكن لا تجعل من يبحث عن الربح على حساب حياتك يقنعك أن الوهم هو البديل عن العلم."

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية