الرسول ﷺ لم يخص البرد الشديد بوصايا محددة، لكنه أوصى بما يحقق الطمأنينة والحماية ويزيد من الأجر في كل الظروف. فاتباع السنة في الوضوء، الأذكار، الدعاء، وأخذ الاحتياطات، يعين المسلم على الاستقرار النفسي والجسدي في البرد الشديد.

وقدم الرسول ﷺ العديد من التوجيهات والوصايا المتعلقة بالنوم والعبادة، والتي يمكن تطبيقها في جميع الأوقات، بما في ذلك في البرد الشديد. ومن هذه الوصايا:

1- الوضوء قبل النوم:
عن النبي ﷺ قال:
"إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن..." (رواه البخاري ومسلم).
الوضوء قبل النوم يُكسب المسلم الطهارة ويجعل نومه عبادة، حتى في البرد الشديد. وفي حال كان الوضوء صعبًا بسبب شدة البرد، يمكن تسخين الماء أو التيمم إذا تعذر استخدام الماء.

2- أذكار قبل النوم:
حثّ النبي ﷺ على المداومة على أذكار النوم، ومنها:

آية الكرسي: قال النبي ﷺ:
"من قرأ آية الكرسي عند نومه، لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح." (رواه البخاري).
الإخلاص والمعوذتين: عن عائشة رضي الله عنها:
"كان النبي ﷺ إذا أوى إلى فراشه نفث في يديه وقرأ: قل هو الله أحد، والمعوذتين، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده." (رواه البخاري ومسلم).
3- الدعاء قبل النوم:
كان النبي ﷺ يقول عند النوم:
"باسمك اللهم أموت وأحيا." (رواه البخاري).
وفي البرد الشديد، يمكن الدعاء بالثبات والحفظ من البرد، مع الإلحاح في طلب العون من الله.

4- النوم على الشق الأيمن:
قال النبي ﷺ:
"اضطجع على شقك الأيمن." (رواه البخاري ومسلم).
النوم على الشق الأيمن فيه اتباع للسنة، ويساعد في الراحة الجسدية والتنفس الجيد.

5- الحفاظ على الدفء والاحتياط من البرد:
النبي ﷺ لم يأمر بتحمل البرد الشديد بغير ضرورة، بل شجع على الأخذ بالأسباب، مثل ارتداء الملابس المناسبة واستخدام الأغطية. ومن الأدعية التي تناسب ظروف البرد:
"اللهم قنا شر هذا البرد، واجعل لنا فيه بركة ورحمة."

6- الصلاة أو الذكر عند الشعور بالبرد ليلاً:
إذا استيقظ المسلم من البرد أو اضطر إلى القيام، يمكنه ذكر الله أو الصلاة تطوعًا لزيادة الأجر، خاصة أن المشقة في العبادة وقت البرد تُضاعف الثواب.