مع تسارع معدلات الشيخوخة وتراجع الروابط الأسرية التقليدية في كوريا الجنوبية، باتت الوحدة تهديدا صامتا يواجه كبار السن ويؤثر بشكل مباشر على صحتهم النفسية والجسدية.

في خضم هذه الأزمة، ظهرت "هيودول" كحل مبتكر يجمع بين الذكاء الاصطناعي والجانب الإنساني؛ دمية ذكية قادرة على التحدث، التذكير بالمواعيد، والاستجابة للطوارئ، لتمنح المسنين إحساسا بالرفقة والاهتمام. وبينما تلقى هذه المبادرة تفاعلا واسعا داخل كوريا وخارجها، يظل التحدي الأكبر في تحقيق التوازن بين الاستفادة من التقنية وحماية خصوصية مستخدميها.

ما هي دمية هيودول؟
في العاصمة سيول، حيث يعيش آلاف المسنين بمفردهم، ظهرت "هيودول" كرفيق غير تقليدي لكنه مؤثر. الدمية المحشوة ليست مجرد لعبة، بل روبوت اجتماعي متطور يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإجراء محادثات يومية، وتذكير المستخدمين بمواعيد الأدوية، فضلا عن التحدث بعدة لغات مثل الإنجليزية والصينية واليابانية.

أزمة الشيخوخة والوحدة
تواجه كوريا الجنوبية واحدة من أسرع الأزمات الديموغرافية عالميا، مع انخفاض معدلات الولادة وارتفاع متوسط العمر. هذا التحول ترافق مع تراجع نمط الأسرة الممتدة، مما أدى إلى تفاقم العزلة لدى المسنين. وتشير الدراسات إلى أن كثيرا من كبار السن في كوريا لا يخشون الموت بقدر ما يخشون الوحدة التي تسبقه، خاصة مع تزايد معدلات الانتحار في صفوفهم.

فوائد هيودول للمسنين
تقليل الوحدة: محادثات يومية تساعد في كسر العزلة.

تحسين الصحة النفسية: التفاعل مع الدمية يخفف القلق والاكتئاب.

التنظيم اليومي: تذكير بالأدوية والمواعيد.

الاستجابة للطوارئ: مستشعرات تكشف السقوط وتطلق تنبيها فوريا.

تعزيز التواصل: مشاركة بيانات صوتية مع الأخصائيين لمتابعة الحالة.

سهولة الاستخدام: تصميم مألوف يناسب حتى من يعانون من ضعف الإدراك.

تحديات مستقبلية
رغم انتشار أكثر من 12 ألف وحدة من "هيودول" بتكلفة تقارب 1150 دولارا للواحدة، وتحضيرها للتوسع في الولايات المتحدة بحلول 2026، إلا أن هناك مخاوف جدية بشأن خصوصية البيانات التي تجمعها. لذلك يشدد الخبراء على ضرورة وضع ضوابط واضحة تضمن الاستخدام الآمن للتكنولوجيا.