في وقت أصبح فيه اللبن منتجًا أساسيًا على مائدة كل بيت، تتزايد التساؤلات حول مدى سلامته الصحية، خاصة مع تنوع أنواعه في الأسواق واختلاف طرق معالجته. فهل كل أنواع اللبن مفيدة كما نظن؟ أم أن بعضها قد يحمل أضرارًا غير متوقعة؟ في هذا التقرير، نعرض توضيحًا شاملًا من أخصائي التغذية العلاجية الدكتور عماد سلامة، الذي يشرح الفروق بين الأنواع الأربعة المنتشرة، ويوجه نصائح مهمة حول كيفية اختيار اللبن الآمن والصحي.

يطرح دكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، سؤالًا شائعًا لدى كثير من المستهلكين: "هل اللبن  مضر فعلًا؟"، ثم يوضح أن هناك 4 أنواع رئيسية من اللبن في السوق، لكل منها خصائص مختلفة تؤثر على الصحة.

1- اللبن المُعقَّم (الأكثر انتشارًا حاليًا)

هذا النوع يتم تعقيمه عن طريق تعريضه لدرجات حرارة مرتفعة جدًا للقضاء على جميع أنواع البكتيريا. لكن في المقابل، يفقد اللبن بذلك كثيرًا من فوائده الحيوية.

فخلال عملية التعقيم:

يتأكسد جزء كبير من الكوليسترول النافع، مما يُنتج "أوكسيستيرول"، وهو مركب قد يرفع الكوليسترول الضار في الدم.

تتغير طبيعة البروتينات، ما يجعلها أقل قابلية للهضم والامتصاص.

مع الاستخدام المتكرر، قد يسبب حساسية تجاه الألبان أو التهابات بالجسم.

 لا تعتمد عليه كخيار يومي، ويمكن استخدامه على فترات متباعدة فقط.

و يمكن حفظه مغلقًا لفترات طويلة خارج الثلاجة، ويظل صالحًا في الثلاجة لمدة تتراوح بين 14 يومًا إلى شهر بعد الفتح.

2- اللبن البودرة

يُعد هذا النوع نسخة جافة من اللبن المُعقّم، إذ يتم تعريضه لحرارة عالية جدًا لإزالة الماء منه. لكن بنفس الطريقة، تفقد مكوناته الأساسية – من بروتينات وسكريات ودهون – كثيرًا من خصائصها.

ويمكن استخدامه عند الضرورة فقط، مثل السفر أو الطوارئ، لكنه ليس خيارًا صحيًا للاستهلاك اليومي.

3- اللبن المبستر

تتم بسترة هذا النوع عند درجات حرارة متوسطة تقضي على نحو 99% من البكتيريا، بينما تترك اللبن محتفظًا بمعظم فوائده الغذائية.

الخصائص:

يجب حفظه دائمًا في الثلاجة.

عمره القصير (حوالي أسبوع) مؤشر على بقائه طبيعيًا.

يظل يحتوي على بعض البكتيريا النافعة التي قد تتسبب في "ترّوبه" الطبيعي.

و يعتبر من أفضل أنواع اللبن من حيث التوازن بين الأمان الغذائي والفوائد الطبيعية، ويمكن الاعتماد عليه كمصدر يومي آمن.

4- لبن الفلاحين (اللبن البلدي)

هذا النوع يمكن أن يكون الأفضل أو الأخطر، حسب مصدره.

إذا تم الحصول عليه من مصدر موثوق، فبإمكانك الاستفادة الكاملة من اللبن الطبيعي، خاصة بعد غليه في المنزل وإزالة "الوش"، ويمكن استخدام القشطة الناتجة لصناعة منتجات مثل الزبدة والسمن البلدي.

غني بالعناصر الغذائية، وظل لسنوات الخيار الأساسي للأسر المصرية دون مشكلات صحية تُذكر.

ولكن إذا كان مصدر اللبن غير موثوق، فقد يكون مغشوشًا أو مخففًا بالماء، فهذا يعرض صحة الأسرة للخطر.

اللبن ليس مضرًا في حد ذاته، بل إن طريقة تصنيعه ومعالجته هي التي تُحدد مدى فائدته أو ضرره. وبينما تظل الأنواع المُعقمة والبودرة خيارات للطوارئ، يُنصح بالاعتماد على اللبن المبستر أو البلدي من مصدر موثوق للحفاظ على صحة أفضل.