في زمن الوجبات السريعة والمأكولات المصنعة، أصبحت التغذية الخاطئة تهديدًا خفيًا لنمو أطفالنا وتوازنهم الهرموني. د. جاسر البربري، أخصائي التغذية العلاجية والرجيم، يسلط الضوء على ظاهرة مقلقة يشهدها داخل عيادته بشكل متكرر: مظاهر بلوغ مبكر لدى الفتيات، وتغييرات جسدية وسلوكية لدى الأولاد، ترتبط جميعها بنمط غذائي غني بمصادر الإستروجين الصناعي، دون أن ينتبه الآباء.

يحذر د. جاسر البربري من ظاهرة متكررة باتت تثير القلق، ويواجهها يوميًا في عيادته، تتمثل في ظهور مظاهر البلوغ المبكر عند الأطفال، خاصة الفتيات، إلى جانب تغيّرات جسدية وسلوكية غير معتادة لدى الأولاد.

ويشرح أن هذه التغيرات غالبًا ما ترتبط بالإفراط في تناول أطعمة تحتوي على نسب عالية من هرمون "الإستروجين" الأنثوي، ما يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني الطبيعي لدى الأطفال. ويشير إلى أن الفتيات قد تظهر عليهن علامات أنثوية مبكرة، بينما يظهر على بعض الأولاد ملامح جسدية أنثوية وضعف في البنية الجسدية والسلوك.

من بين أكثر الأطعمة التي تسهم في هذه الظاهرة، يعدد د. جاسر: السكريات، المعجنات، الدجاج الأبيض وخاصة "البانيه"، الذرة ومشتقاتها، وفول الصويا الذي يدخل بشكل خفي في العديد من المنتجات الغذائية اليومية.

ويوضح أن فول الصويا ومشتقاته يختبئون في مكونات عدة، مثل:

زيت الصويا، السمن النباتي، وزيوت القلي.

الشوكولاتة القابلة للدهن

البرجر الجاهز.

اللبن البودرة.

الكريمر المستخدم في القهوة.

أغلب أنواع الحلويات، البسكويت، والمايونيز.

الأيس كريم، والحلاوة السبريد.

وكل منتج يحتوي على "ليسيثين الصويا".

ويؤكد أن تأثير هذه الأطعمة لا يقتصر على الشكل الخارجي فقط، بل يمتد إلى الجانب النفسي والسلوكي. إذ قد يصبح الولد أكثر خضوعًا وضعفًا في الشخصية، بينما تميل بعض الفتيات للتصرفات الناضجة مبكرًا وكأنهن أكبر من أعمارهن.

وينصح الأهل بإعادة النظر في النظام الغذائي اليومي لأبنائهم، والابتعاد قدر الإمكان عن هذه المنتجات، مع الحرص على تقديم طبق يومي من السلطة الخضراء، خصوصًا الورقيات، التي تساعد الجسم على التخلص من فائض هرمون الإستروجين المخزن، وتعيد التوازن الطبيعي للجسم.

ويختم د. جاسر تحذيره بدعوة بسيطة لكنها مهمة: "احمِ أبناءك، فالغذاء ليس فقط ما نأكله.. بل ما نبني به صحتهم ونفسيتهم وشخصياتهم منذ الصغر."