يُعد فيتامين د حجر الأساس في بناء عظام قوية وجهاز مناعي متوازن، لكن نقصه أصبح ظاهرة مقلقة بين الأطفال، خصوصًا في السنوات الأولى من العمر. فبين قلة التعرض للشمس وسوء التغذية، تتسلل المشكلة بصمت لتؤثر على النمو والصحة العامة دون أن ينتبه إليها الأهل في الوقت المناسب.


يُعتبر نقص فيتامين د من أكثر الاضطرابات شيوعًا في الطفولة، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتقوس الساقين، ضعف المناعة، وتأخر النمو الحركي.
وغالبًا ما يحدث النقص نتيجة عدم تعرض الطفل الكافي لأشعة الشمس، أو ضعف امتصاص الفيتامين في الجسم بسبب مشكلات في الجهاز الهضمي أو سوء التغذية.

وتظهر أعراضه تدريجيًا، وتشمل:

تأخر المشي والجلوس.

ألم في العضلات والمفاصل.

تأخر بروز الأسنان.

شحوب البشرة أو الميل إلى الاصفرار.


وللوقاية، ينصح بتعريض الطفل يوميًا لأشعة الشمس في ساعات الصباح الباكر لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة، مع إدخال أطعمة غنية ب فيتامين د في نظامه الغذائي مثل البيض، السردين، السلمون، والكبدة.


أما الأطفال الذين يعتمدون على الحليب فقط، فقد يحتاجون إلى مكملات غذائية تحتوي على فيتامين د، بجرعات يحددها الطبيب حسب عمر الطفل ووزنه.


تقول د. منى عبد الحميد، استشاري التغذية العلاجية، إن “نقص فيتامين د أصبح من المشكلات التي نراها بشكل يومي في العيادات، خصوصًا مع قلة خروج الأطفال للهو في الهواء الطلق واعتمادهم على الأجهزة الإلكترونية داخل المنزل. هذا الفيتامين لا يقتصر دوره على العظام فقط، بل يؤثر أيضًا في تطور الدماغ، الحالة المزاجية، ومناعة الطفل ضد العدوى”.

وتنصح الأمهات بمتابعة نسبة فيتامين د في التحاليل الدورية للأطفال، وعدم اللجوء إلى المكملات دون استشارة الطبيب، لأن الجرعات الزائدة قد تكون ضارة مثل النقص تمامًا.

فيتامين د ليس مجرد مكمل غذائي، بل ضرورة حياتية لنمو سليم وجهاز مناعي قوي. فالتعرض المعتدل للشمس وتوازن التغذية هما السطر الأول في حماية طفلك من هذا النقص الصامت.