تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : نساء يصنعن الغد الأخضر : 10 آلاف امرأة مصرية على دراجات مستدامة
source icon

دار المعارف

.

نساء يصنعن الغد الأخضر : 10 آلاف امرأة مصرية على دراجات مستدامة

رغم أن النساء يدفعن ثمنًا مضاعفًا للتغير المناخي، إلا أنهن في الوقت ذاته يملكن مفاتيح الحل. في الزراعة ، والسياسة، والطاقة، وحتى الاستهلاك اليومي، أثبتت النساء أن تمكينهن ليس مجرد مطلب إنصاف، بل ضرورة استراتيجية لضمان استجابة عالمية أكثر فاعلية واستدامة للأزمة المناخية.

في السنوات الأخيرة، تغيّرت النظرة العالمية إلى دور المرأة في العمل المناخي.

لم تعد النساء مجرد فئة متأثرة، بل أصبحن شريكات أساسيات في صياغة الحلول. وقد نصّت اتفاقية باريس واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للمناخ على ضرورة دمج قضايا النوع الاجتماعي في السياسات البيئية، إدراكًا لأهمية مشاركتهن.

فوائد اقتصادية ومناخية
تشير الدراسات إلى أن مشاركة النساء في سوق العمل بمستوى مساوٍ للرجال يمكن أن تضيف تريليونات الدولارات للناتج المحلي الإجمالي العالمي.

البرلمانات التي تضم نسبة أكبر من النساء تتبنى سياسات بيئية أكثر طموحًا، مثل توسيع المناطق المحمية والتصديق على الاتفاقيات الدولية. أما في قطاع الطاقة، فتُظهر البيانات أن الشركات الأكثر تنوعًا بين الجنسين تطبق ممارسات بيئية أفضل.

الريفيات … خط الدفاع الأول
في القرى والمناطق النائية، تشكل النساء الريفيات نحو نصف القوى العاملة الزراعية. ومع ذلك، تظل أصواتهن غير مسموعة في صنع القرار.

الدراسات تُظهر أن الأسر والمجتمعات التي تشارك فيها النساء في اتخاذ القرار تتكيف بشكل أفضل مع الأزمات المناخية. تمكينهن بالموارد الزراعية والتقنيات المستدامة يمكن أن يزيد الإنتاج بنسبة تصل إلى 30%، ما يضمن الأمن الغذائي ويقلل من الانبعاثات.

النساء محركات التحول الأخضر
لا يقتصر دور النساء على الزراعة، بل يمتد إلى أنماط الاستهلاك اليومية. من خلال قرارات الشراء، يوجهن الأسواق نحو الاستدامة.

في قطاع الطاقة المتجددة، تمثل النساء 40% من العاملين في الطاقة الشمسية، مقارنة بـ22% فقط في النفط والغاز، ما يعكس تحولًا واضحًا نحو قطاعات أكثر صداقة للبيئة.

نماذج ملهمة
مصر – مبادرة "دوسي" للتنقل المستدام: منصة رقمية أتاحت للنساء استخدام الدراجات والسكوترات الكهربائية، ما ساهم في خفض الانبعاثات، وتعزيز حرية التنقل، وتوفير فرص عمل جديدة كمدربات وسائقات. المبادرة دربت أكثر من 10 آلاف امرأة على القيادة والصيانة والدفاع عن النفس، وحصدت جوائز دولية لدورها في تحسين جودة الهواء ومواجهة موجات الحر.

زمبابوي – الزراعة المقاومة للمناخ: عبر مشروع "تحالف المياه المجتمعي"، حصلت المزارعات على أنظمة ري شمسية وتدريبات في الزراعة المستدامة، ما مكّن أكثر من 340 مزارعة من تأمين الإنتاج الزراعي على مدار العام وخفض الانبعاثات بـ 290 طنًا من ثاني أكسيد الكربون خلال عامين.

أستراليا – مبادرة SIS SWOP للأزياء المستدامة: منصة رقمية لتبادل الملابس وتقليل نفايات الأزياء السريعة. المبادرة وصلت إلى أكثر من 500 امرأة، وخفضت الانبعاثات الناتجة عن صناعة الموضة، مع تعزيز الثقة بالنفس وتمكين النساء عبر ورش تصميم وتدريب سفيرات لنشر الفكرة عالميًا.

العقبات القائمة
رغم هذه النماذج، ما زالت النساء يواجهن عقبات تحد من مشاركتهن الفاعلة، أبرزها التمييز، وضعف التمثيل في مواقع القيادة، ونقص التعليم والتدريب، والأعباء الأسرية الثقيلة، إضافة إلى محدودية التمويل المخصص لمبادرات النساء.

إذا كان التغير المناخي يضاعف معاناة النساء، فإن تمكينهن يمثل مضاعفة لقوة الحل. فبوجودهن في مواقع القيادة، ومن خلال مبادراتهن في الزراعة والطاقة والاقتصاد الدائري، يمكن بناء مستقبل أكثر عدلًا وقدرة على الصمود. ولعل أهم ما يجب أن يدركه العالم اليوم هو أن تمكين المرأة يعني تمكين المجتمعات كلها، وأن أي مواجهة حقيقية لتغير المناخ لن تكتمل دون أصوات النساء ورؤيتهن.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية