في ظل التوجه العالمي نحو التحول إلى أنظمة طاقة نظيفة ومستدامة، تبرز مصر كأحد أهم اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال الطاقة المتجددة. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة في يناير 2024، تشهد مصر نموًا ملحوظًا يجعلها ضمن الدول الأكثر مساهمة في زيادة قدرات الطاقة النظيفة خلال الفترة من 2023 حتى 2028.

تعد مصر من بين الدول القليلة في المنطقة التي تستحوذ على ما يقرب من 90% من النمو في قدرات الطاقة المتجددة، وهو ما يعكس حجم الجهود الوطنية المبذولة لتوطين مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.

ووفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة، من المتوقع أن تصل الزيادة في قدرات الطاقة المتجددة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 62 جيجاوات خلال الفترة بين 2023 و2028، وهي طفرة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة.

على الصعيد العالمي، يتوقع أن تصل الزيادة الإجمالية في قدرات الطاقة المتجددة إلى 7300 جيجاوات خلال الفترة نفسها، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 50% في حجم الطاقة المضافة مقارنة بعام 2023، لتبلغ إجمالي القدرات نحو 510 جيجاوات بنهاية العام.

في عام 2023 وحده، شهدت أسواق الطاقة العالمية، وخصوصًا السوق الصيني، ارتفاعًا كبيرًا في حجم الإضافات الجديدة للطاقة المتجددة، مدعومة بشكل رئيسي بتوسع غير مسبوق في الطاقة الشمسية الكهروضوئية، والتي شكلت وحدها 75% من الزيادات الجديدة في ذلك العام.

كما تُعد مصر من الدول الإفريقية الرائدة في تنفيذ التزاماتها الخاصة بالوقود الحيوي، حيث تهدف إلى الوصول إلى نسب 10% من مزج الإيثانول و5% من وقود الديزل الحيوي بحلول عام 2028، وهو ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة النظيفة في القارة.