تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : مخاطر عروض الحيوانات المفترسة في السيرك
source icon

دار المعارف

.

زيارة الموقع

مخاطر عروض الحيوانات المفترسة في السيرك

شهد أحد عروض السيرك مؤخرًا حادثة مروعة عندما هاجم نمر مدربه أثناء العرض، مما تسبب في بتر يده وإثارة حالة من الذعر بين الحضور. 

أعادت هذه الحادثة النقاش حول سلامة العروض التي تستخدم الحيوانات المفترسة، ومدى التزام السيرك بإجراءات الحماية لكل من المدربين والجمهور.

تاريخ من الحوادث الدامية:

لم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها، فقد شهدت مصر العديد من الحوادث المشابهة، كان أبرزها:

محمد الحلو (السبعينيات): الجد الأكبر لعائلة الحلو الشهيرة بترويض الحيوانات، تعرض لهجوم قاتل من أسده الخاص خلال عرض بـ السيرك القومي بعد أن عاقبه أثناء البروفة، لم يتمكن أحد من إنقاذه، وتوفي بعد أيام من الحادث، بينما مات الأسد بعده بأسبوع بسبب امتناعه عن الطعام حزنًا.

محاسن الحلو (2016): تعرضت محاسن الحلو، ابنة المدرب الشهير محمد الحلو، لهجوم نمر أثناء التدريبات، لكنها نجت دون إصابات خطيرة وتمكنت من السيطرة على الموقف.

مدحت كوتة (2014): أثناء عرض في سيرك العجوزة، تعرض المدرب مدحت كوتة لهجوم مفاجئ من أسد، مما أدى إلى إصابته بجروح استدعت نقله إلى المستشفى.

إسلام شاهين (2016): تعرض المدرب الشاب لهجوم قاتل من أسد خلال عرض بسيرك "قرية الأسد" بالإسكندرية. أصيب بجروح خطيرة فقد على إثرها الوعي، ثم توفي متأثرًا بجراحه.

أحمد محمد سليمان (1997): كان شابًا يبلغ من العمر 16 عامًا يعمل في السيرك بوضع الماء والطعام للأسود، لكنه تعرض لهجوم مميت عندما التهمه أحد الأسود بالكامل قبل أن يتمكن أحد من إنقاذه.

حادثة الفيوم (2024): في واقعة حديثة، هاجم أسد مدربه أثناء أحد العروض في سيرك متنقل بمحافظة الفيوم، مما تسبب في إصابته بجروح بالغة ونقله إلى المستشفى في حالة حرجة.


تقول د. شيرين زكي، رئيس جهاز سلامة الغذاء بالنقابة العامة للأطباء البيطريين:

"ما حدث لا يمكن اعتباره مجرد حادثة عابرة، بل هو مؤشر على خلل كبير في إجراءات السلامة. ظهور المدربة أنوسة كوتة بعد الحادثة وكأن الأمر طبيعي، وتحميل الضحية المسؤولية، أمر غير مقبول، خاصة بعد أن شاهدنا جميعًا كيف تم التعامل مع الحادث، في غياب أي أدوات للدفاع، مثل البنادق المخدرة، التي كان من الممكن أن تحد من الأضرار."

وتشير إلى أن "الحيوانات المفترسة في السيرك تعيش في بيئات غير ملائمة، حيث يتم تدريبها بأساليب قاسية، وتُجبر على العيش في أماكن ضيقة لا تناسب طبيعتها البرية. ما تتعرض له هذه الحيوانات يجب أن يخضع لرقابة صارمة من الجهات المعنية، بدءًا من اختيار مواقع السيرك، مرورًا بتأمين العروض، وانتهاءً بممارسات التدريب. استمرار هذه الظروف يجعلني أدعو بكل ضمير إلى مقاطعة السيرك، رحمة بهذه الحيوانات التي تعاني في صمت."

وتتابع: "الذهاب إلى السيرك ليس أمرًا حيويًا، ولن يؤثر غيابه على حياتنا، ولكن استمرار هذه العروض قد يؤدي إلى كوارث. تخيلوا أسدًا جائعًا يُجبر على تقديم عرض، ثم في لحظة يستعيد غريزته ويهاجم مدربه أو أحد الحضور. كم مرة يجب أن تتكرر هذه المشاهد حتى ندرك أن هذه الممارسات خطيرة وغير إنسانية؟"

وتضيف: "البعض يقول إن السيرك مصدر رزق للبعض، لكن ماذا عن المدرب الذي فقد ذراعه؟ هل وفر له السيرك تعويضًا مناسبًا؟ هل نُقل إلى مستشفى خاص على نفقة السيرك؟ للأسف، لم يحدث ذلك، بل تُرك لمصيره في مستشفى حكومي بإمكانات محدودة، بينما تستمر المدربة في نشر فيديوهاتها عن الأسود، وكأن شيئًا لم يحدث."

بدائل آمنة في بعض الدول

في العديد من الدول الأوروبية، تم حظر استخدام الحيوانات البرية في العروض الترفيهية، مثل بريطانيا وألمانيا، نظرًا للمخاطر التي تشكلها على المدربين والجمهور، ولحماية الحيوانات من سوء المعاملة.

في المقابل، بدأت بعض السيركات العالمية في تبني تقنيات العرض الرقمي، حيث يتم استخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد لمحاكاة الحيوانات بدلًا من الاعتماد على كائنات حية، مما يوفر تجربة آمنة ومثيرة للجمهور دون تعريض حياة المدربين للخطر أو إجبار الحيوانات على العيش في بيئات قاسية.

إلى متى تستمر هذه العروض؟

بين الحفاظ على التقاليد القديمة والبحث عن أساليب أكثر أمانًا، يظل السؤال مطروحًا: هل تستحق هذه العروض المخاطرة بحياة البشر والحيوانات؟ وهل حان الوقت لإعادة النظر فيها واستبدالها ببدائل أكثر إنسانية وأمانًا

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية