جلس هشام مع زوجته يراجعان ما أنفقاه طوال شهر مضى، بعد أن لاحظ زيادة معدل إنفاق الأسرة خلاله، على الرغم من عدم تغير نمط استهلاكهم، وبعد تدقيق لاحظ الزوجان زيادة معدل شحن عداد الكهرباء نتيجة موجة الحر الشديد التي عانتها مصر عدة أيام مؤخرا، واضطرارهم لتشغيل جهاز التكييف، والمراوح ساعات طويلة.

هشام الموظف في أحد شركات القطاع الخاص، دعا زوجته لضرورة ترشيد إنفاق الأسرة، وعد الانصياع لمطالب الأبناء بتشغيل جهاز التكييف في غرفة المعيشة طوال الوقت، وحث الولد والبنت اللذان يدرسان في المرحلة الإعدادية، على التحمل بعض الوقت دون تكييف.. أطرقت الزوجة برأسها صامتة، وهي تدرك أن ما يطلبه زوجها يصعب تحقيقه مع الأطفال.

توفير نفقات
في اليوم التالي، جلس هشام في العمل يشكو إلى صديقه أحمد ارتفاع استهلاك الكهرباء، ما أثر سلبا على ميزانية الأسرة، قبل أن يبادره أحمد متسائلا: "لماذا لا تفكر بالتعاون مع إخوتك القاطنين معك بمنزل العائلة في تركيب ألواح طاقة شمسية؟"، مستطردا: أعتقد أن الأمر يستحق التفكير، من حيث توفير النفقات، وأيضا تحقيق عائد اقتصادي من إنتاج الكهرباء من أحد مصادر الطاقة النظيفة.

لمعت الفكرة في رأس هشام، وما أن عاد إلى منزله، حتى بدأ يقرأ عن كل ما يتعلق بإنتاج الكهرباء من الألواح الشمسية في المنازل.

فوائد متعددة
وتتكون الألواح الشمسية من خلايا ضوئية تحول ضوء الشمس الساقط عليها إلى تيار كهربائي مستمر، هذه الطاقة بحسب د. أيمن حمزة المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ترسل إلى بطاريات شحن لتخزينها للأجهزة المنزلية التي تعمل بتيار متردد، لذلك يضم النظام محول للتيار يحول ما تنتجه الألواح من تيار مباشر إلى تيار متردد، وفي حال امتلاء البطارية بالطاقة يغلق منظم الشحن منعا لتلف البطارية.

ولاستخدام ألواح الطاقة الشمسية فوق أسطح المنازل في توليد الكهرباء، العديد من الفوائد، والحديث مازال لـ د. أيمن حمزة، أهمها توفير في فاتورة الكهرباء بنسبة تصل إلى 100 %، إضافة إلى الحصول على فترة ضمان على الألواح تصل إلى 12 عام، و25 عام ضمان على الأداء، أيضا استرداد قيمة المحطة بعد فترة تتراوح بين 4 إلى 6 سنوات، فضلا عن انخفاض تكلفة الصيانة.

بيع الطاقة
الفائدة الأكثر تميزاً في استخدام ألواح الطاقة الشمسية فوق أسطح المنازل لإنتاج الكهرباء، والحديث مازال لـ د. أيمن، في إمكانية الاستفادة من بيع الطاقة التي تزيد عن احتياجات المستهلك لشركة الكهرباء،  من خلال نظام صافي القياس لعداد الكهرباء ( Net Metering)، هو نظام تبادل الطاقة الكهربائية بين المنشأة (منزل، شركة، مزرعة، ….إلخ) والشبكة القومية للكهرباء، إذ يسمح هذا النظام بتصدير إنتاج الكهرباء الفائض عن الحاجة إلى شبكة الكهرباء (ساعات ذروة النظام الشمسي في النهار) وبالمقابل يمكن سحب الكهرباء من الشبكة عند الحاجة (ساعات انعدام الإنتاج من النظام الشمسي ليلا).

وتتضمن أهم خطوات تركيب محطة طاقة شمسية أعلى أسطح المنازل، بحسب "متحدث الكهرباء"،  اختيار الشركة المؤهلة من هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إذ لا تستطيع أي شركة غير مؤهلة تركيب الأنظمة المربوطة بشبكة الكهرباء، موضحا أنه يمكن الوصول لهذه الشركات من خلال منصة مصر للطاقة الشمسية، ثم التقدم بطلب من الشركة المؤهلة للتنفيذ،  إلى شركة توزيع الكهرباء التابع لها المكان المراد تركيب ألواح الطاقة الشمسية به، لدراسة الملف الفني والربط بالشبكة قبل زيارة فريق من شركة التوزيع لموقع المشروع لفحص نقطة الربط، وتركيب الخلايا الشمسية بعد أن تمنح شركة توزيع الكهرباء الموافقة للبدء في أعمال تركيب المحطة، عقب إجراء الاختبارات الفنية اللازمة.

واختتم: “وأخيرا يُبرم عقد تبادل الطاقة بين العميل وشركة التوزيع، مدته 25 عامًا بحد أقصى".

توفير المساحة
في نفس السياق، أوضح م. أحمد محمود المسئول بشركة شمال القاهرة، أن ألواح الطاقة الشمسية التي تنتج ما بين 700 و800 وات، ستصل إلى مصر خلال وقت قريب، مشيرا إلى أن طاقة الألواح الموجودة في مصر حالياً تصل إلى 500 وات، وهي ألواح موفرة للمساحة، تمنح المستخدم قدرات أكبر لتركيب أكثر من لوح فوق سطح المنزل، أما بشأن التكلفة فهي متغيرة بناء على سعر الدولار.

وتقدر تكلفة الكيلووات حاليا بنحو 20 ألف جنيه، بحسب المهندس أحمد، مستطردا: "والمنزل يحتاج نحو 10 كيلووات، ما يعني أن تكلفة المحطة فوق سطح المنزل تقدر بـ 200 ألف جنيها تقريبا.

وتابع: " قبل ارتفاع سعر الدولار، كان من الممكن أن تعود تكلفة الوحدة الشمسية للمواطن خلال 3 سنوات أما ألان المدة ستزيد قليلا، لكن يتم تعويض ذلك في فترة عمر الخلية الشمسية والذي يصل إلى 25 سنة.

كيفية الصيانة
وتناول م. محمود، كيفية صيانة المحطة، فقال: "إنها لا تتطلب الاستعانة بفني متخصص، بل يقوم بها صاحب المحطة، كل يومين أو ثلاثة، بالماء، بعد إزالة الأتربة عنها قبل ذلك لأنها تؤثر على كفاءة الألواح".

وتحدث اللواء محمد عوض، رئيس اتحاد ملاك إحدى العقارات التي نفذت التجربة، فقال إنه تواصل مع بعض الشركات وتلقى منها عروضا بعد معرفة احتياجات العقار، وما إن استقر على الشركة، توجه إلى أحد البنوك من بين خمسة، توفر تسهيلات في سداد التكلفة، مؤكدا أن تلك البنوك تتيح نظاما متعاونا مدعوم من الدولة لتشجيع المواطنين على تركيب خلايا الطاقة الشمسية النظيفة.

احتساب الطاقة
وأشار اللواء عوض، إلى أن تركيب محطة الطاقة الشمسية، أثر إيجابا على احتياجات العقار من الكهرباء، في الأسانسير ومواتير رفع المياه والإنارة دون انقطاع، فضلا عن احتساب الطاقة الناتجة عن طريق "عداد صافي القياس"، واحتساب استهلاك الكهرباء علي حسب مقاصة مع شركة الكهرباء ومقارنة الاستهلاك بالطاقة الناتجة بشكل شهري، إذ يتم ترحيل الحساب، إما دائن أو مدين، وتتم المقاصة سنويا، ففي حالة الدائن يتم استلام القيمة عن طريق حساب في البنك، وفي حالة المدين يتم سدادها.

وقدر رئيس اتحاد الملاك، حجم ما توفره محطة الطاقة الشمسية بـ 6 آلاف جنيها شهريا وفي نفس الوقت لي رصيد مرحل يستخدم أو يتحول لرصيد نقدي.