العطس هو رد فعل طبيعي للجهاز التنفسي بهدف تنظيف الأنف و المجاري الهوائية من المواد الغريبة مثل الغبار أو الجراثيم.

أسباب العطس المستمر
ورغم أن العطس يحدث بشكل متكرر طوال العام، إلا أن العديد من الأشخاص يلاحظون زيادة في تكرار العطس خلال فصل الشتاء، يعود ذلك إلى مجموعة من الأسباب البيئية والصحية التي تكون أكثر وضوحًا في هذه الفترة الباردة.

ومن أبرز الأسباب المؤدية إلى العطس المستمر في الشتاء:

- الهواء الجاف:
واحدة من أبرز العوامل التي تؤدي إلى العطس المستمر في الشتاء هي جفاف الهواء، وفي هذا الفصل، تقل الرطوبة في الجو بسبب البرد الشديد، مما يؤثر على الأغشية المخاطية في الأنف والجيوب الأنفية، وعندما يجف المخاط داخل الأنف، يصبح الأنف أكثر عرضة للإصابة بالتهيج بسبب ملامسة الهواء الجاف، مما يحفز العطس كطريقة طبيعية من الجسم لطرد الأجسام الغريبة.

- التدفئة الداخلية:
في فصل الشتاء، يعتمد العديد من الأشخاص على أجهزة التدفئة في منازلهم وأماكن عملهم لمكافحة البرد، لكن مثل الهواء البارد، يمكن أن تساهم أجهزة التدفئة في جفاف الهواء داخل الأماكن المغلقة، ف الهواء الجاف الناتج عن التدفئة يعرض الأنف للتهيج ويؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية، مما يجعل العطس أكثر شيوعًا، بالإضافة إلى ذلك، قد تنبعث من بعض أجهزة التدفئة روائح كيميائية أو غازات تساهم في تهيج الجهاز التنفسي وتزيد من حدوث العطس.

- الحساسية الموسمية (حساسية الشتاء):
قد يكون العطس المستمر في الشتاء ناتجًا عن الحساسية من بعض العوامل البيئية التي تزداد في هذه الفترة، مثل:

- غبار المنزل:
في فصل الشتاء، يقضي الناس وقتًا أطول في الأماكن المغلقة، مما يزيد من تراكم الغبار والعث داخل المنزل، هذه الملوثات الدقيقة يمكن أن تسبب حساسية الأنف والعطس المستمر.

- المواد المسببة للحساسية:
بعض المواد مثل الأقمشة الثقيلة (السجاد، البطانيات) التي تستخدم بكثرة في الشتاء قد تكون بيئة جيدة لانتشار العث والفطريات التي تسبب الحساسية.

- الدخان الناتج عن المدافئ:
قد يتسبب الدخان المتصاعد من المدافئ التقليدية أو حتى المدافئ الكهربائية في تهيج الأنف والرئتين، مما يؤدي إلى العطس.

- نزلات البرد والإنفلونزا:
العطس هو أحد الأعراض الشائعة لنزلات البرد والإنفلونزا، وكلاهما أكثر انتشارًا في فصل الشتاء، ومع انخفاض درجات الحرارة، يزداد خطر الإصابة بالفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، مثل الفيروسات المسببة للزكام أو الإنفلونزا.

والعطس يكون رد فعل طبيعي للتخلص من الفيروسات أو الجراثيم الموجودة في الأنف، بالإضافة إلى العطس، قد يصاحب هذه الحالات أعراض أخرى مثل السعال، والاحتقان، والحمى.

- التهاب الجيوب الأنفية:
في فصل الشتاء، تزداد حالات التهاب الجيوب الأنفية، وهي حالة تحدث عندما تصاب الجيوب الأنفية بالتهاب نتيجة لعدوى أو تحسس، وتراكم المخاط في الجيوب الأنفية يسبب ضغطًا وألمًا في الوجه والعينين، ويؤدي إلى العطس المستمر، وفي بعض الحالات، قد يكون العطس المصاحب لالتهاب الجيوب الأنفية نتيجة للحساسية أو نزلات البرد التي تزداد في فصل الشتاء.

- التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة:
التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة بين الأماكن الخارجية الباردة والأماكن الداخلية الدافئة قد تحفز العطس، وعندما يتعرض الأنف لتيارات هوائية باردة أو يدخل الشخص إلى مكان دافئ بعد التعرض للبرد لفترة طويلة، قد يتسبب هذا التغير المفاجئ في العطس كرد فعل طبيعي من الجسم لتكييف الجهاز التنفسي.

- التلوث البيئي:
على الرغم من أن الشتاء يشهد عادةً انخفاضًا في مستويات بعض الملوثات الهوائية مثل الأتربة، إلا أن بعض أنواع التلوث مثل الدخان الناتج عن حرق الوقود والغازات السامة التي تنبعث من المدافئ أو السيارات قد تزداد في فصل الشتاء، وهذه الملوثات قد تهيج الأنف والرئتين وتؤدي إلى العطس المستمر، خاصة إذا كان الشخص يعاني من حساسية تجاه هذه الملوثات.

- الأطعمة الساخنة أو الحارة:
بعض الأشخاص قد يعانون من العطس بعد تناول الأطعمة الساخنة أو الحارة في فصل الشتاء، فالطعام الحار مثل الأطعمة الغنية بالفلفل أو التوابل، قد يسبب تهيجًا في الأغشية المخاطية في الأنف ويحفز العطس، كما أن تناول الأطعمة الساخنة قد يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الأنف، مما يعزز الشعور بالتهيج والعطس.

- القلق والتوتر:
في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التوتر النفسي أو القلق إلى ردود فعل جسدية مثل العطس، على الرغم من أن هذا لا يعد من الأسباب العضوية الرئيسية، إلا أن بعض الأشخاص قد يلاحظون زيادة في العطس عندما يكونون في حالة توتر، خاصة في فترات فصل الشتاء التي قد تكون أكثر عزلة وركودًا اجتماعيًا.

كيفية التعامل مع العطس المستمر في الشتاء
لتقليل العطس المستمر في الشتاء، يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية:
- ترطيب الهواء:
استخدام مرطب للهواء في المنزل لتقليل جفاف الهواء الناتج عن التدفئة.
- تنظيف المنزل بانتظام:
تنظيف الأسطح والأماكن التي تجمع الغبار بشكل دوري، بما في ذلك السجاد والمفروشات.
- تغطية الأنف والفم:
في الأيام الباردة، يمكن تغطية الأنف والفم بوشاح أو قناع للحماية من الهواء البارد.
- تجنب المثيرات المسببة للحساسية:
التقليل من التعرض للمواد المسببة للحساسية مثل العث أو المواد المسببة للحساسية الأخرى.
- استخدام الأدوية:
في حالة الحساسية أو الزكام، قد تساعد مضادات الهيستامين أو أدوية الاحتقان في تقليل العطس.
- استشارة الطبيب:
في حالة استمرار العطس بشكل مفرط أو مرفق بأعراض أخرى مثل الحمى أو الألم، يجب زيارة الطبيب لتحديد السبب الأساسي.