تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : لغز الشرابات المفقودة.. تفسير علمي بين الذاكرة والغسالة
source icon

دار المعارف

.

لغز الشرابات المفقودة.. تفسير علمي بين الذاكرة والغسالة

كم مرة واجهتِ فردة شرّاب وحيدة بعد الغسيل وشعرتِ بأن الغسّالة تخفي أسرارًا خارقة؟ هذا السؤال الشائع الذي طالما تحول إلى مادة للطرائف، تناولته مؤخرًا The Wall Street Journal في مقال يحمل عنوانًا طريفًا ومعبّرًا: لماذا لم يعد ضياع الشرابات لغزًا؟، حيث قدّم الكاتب تفسيرًا نفسيًا وعمليًا لهذه الظاهرة التي نعيشها يوميًا، بعيدًا عن أي غموض غير مفسّر.

يوضح المقال أن اختفاء الشرابات يبدأ أحيانًا داخل عقولنا قبل أن يبدأ داخل الغسّالة نفسها، فحين نعثر على فردة واحدة، نقفز سريعًا إلى استنتاج أنها فُقدت، رغم أن رفيقتها قد تكون موجودة بالفعل في مكان آخر: ربما في الدرج، أو مدفونة تحت بقية الملابس داخل سلة الغسيل، ونحن فقط لم نلتفت إليها في اللحظة المناسبة.

ومع تكرار المشهد ـ العثور على شرّابات منفردة في أماكن مختلفة ـ تبدأ ذاكرتنا في جمع الفرضيات الخاطئة، فنظن أن كل فردة وجدناها وحيدة هي دليل على فقدان جديد، بينما الحقيقة أن معظم هذه الشرابات ليست ضائعة، بل منسية أو موضوعة في مكان غير معتاد بالنسبة لنا، فتتحول القناعة إلى "ضاعت!" دون تحقق فعلي.

ومع ذلك، لا يمكن تحميل الذاكرة وحدها مسؤولية هذا الاختفاء المتكرر، فهناك أسباب حقيقية تجعل الشرّابات تختفي بالفعل عن أعيننا، الشرّابات الصغيرة أو الخفيفة قد تعلق بين حلة الغسّالة والجسم الخارجي لها، خاصة أثناء دورة العصر، فتختبئ في الفراغات التقنية دون أن تُرى بسهولة.

كما يمكن أن تتسلل فردة الشراب إلى داخل أكمام الملابس أو ساق البنطلون، ثم تنطوي داخلها ونظل شهورًا نغسل ونطوي ونرتّب دون أن نكتشفها… حتى تظهر فجأة بعد وقت طويل وكأنها عادت من رحلة! وهناك سيناريوهات أبسط ولكن أكثر شيوعًا: قد تسقط الفردة من السلة في طريقها إلى الغسّالة، أو تقع أثناء إدخال الغسيل، أو حتى تهرب من على حبل التجفيف بعد الغسيل دون أن نلاحظ.

في النهاية، لغز الشرّابات ليس لغزًا خارقًا، بل مزيج من خداع الذاكرة، وفوضى الأماكن، ومقالب صغيرة تقوم بها تفاصيل الحياة اليومية. وإذا منحنا أنفسنا لحظة للبحث الهادئ، أو وضعنا نظامًا ثابتًا للترتيب، سنكتشف أن سر الاختفاء ليس سرًا مطلقًا… بل حكاية متكررة بين الإنسان والغسيل، تُعلّمنا شيئًا عن إدراكنا وعن دهاليز الغسّالات التي تبتلع القطع الصغيرة بلا ضمير!.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية