في عالم يزداد ازدحامًا يوماً بعد يوم، باتت حركة المرور مرآة تعكس أنماط الحياة الحضرية الحديثة وما يصاحبها من ضغوط وتحديات بيئية. ومع منتصف عام 2025، أصدرت منصة "نومبيو" (Numbeo) أحدث مؤشر عالمي لقياس ازدحام المرور في المدن الكبرى، كاشفةً عن قائمة أكثر المدن ازدحامًا حول العالم، والتي احتلت فيها مدن إفريقية وآسيوية مراتب متقدمة، في ظل تفاقم أزمة التنقل والانبعاثات.

أصدر موقع "نومبيو" المتخصص في الإحصاءات العالمية تقريره نصف السنوي حول مؤشر ازدحام المرور لعام 2025، والذي شمل 335 مدينة حول العالم. ويعتمد المؤشر على مجموعة من العوامل، من بينها مدة التنقل اليومية، ومستوى رضا السكان عن أوقات السفر، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وكفاءة أنظمة المرور في كل مدينة.

وجاءت مدينة لاجوس النيجيرية في المركز الأول عالميًا كأكثر مدن العالم ازدحامًا، محققة 365.9 نقطة، بمتوسط 70 دقيقة للرحلة الواحدة. وأوضح المؤشر أن المدينة سجلت مستويات مرتفعة جدًا من عدم الرضا بين السكان بسبب طول فترات الانتظار (31345.9 نقطة)، إلى جانب انخفاض كفاءة نظام المرور (491.7 نقطة)، وانبعاثات كربونية عالية بلغت 9330.8 جرامًا.

وفي المركز الثاني، جاءت مدينة سان خوسيه في كوستاريكا، بمعدل 327.8 نقطة، ومدة تنقّل تبلغ 63.3 دقيقة في المتوسط، فيما سجلت مستويات مرتفعة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (10764.3 جرامًا)، وانخفاض كفاءة النظام المروري (350.3 نقطة).

أما مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، فقد احتلت المركز الثالث عالميًا، محققة 312.5 نقطة، ومتوسط 56.8 دقيقة للرحلة الواحدة، مع كفاءة مرور محدودة (680.9 نقطة)، وانبعاثات مرتفعة وصلت إلى 14204.3 جرامًا.

وفي المرتبة الرابعة، جاءت مدينة الشارقة الإماراتية، التي واصلت وجودها ضمن قائمة المدن الأكثر ازدحامًا عالميًا، بمؤشر بلغ 310.6 نقطة. وسجلت الشارقة متوسط زمن تنقّل يبلغ 58.3 دقيقة، مع مستويات رضا منخفضة، وكفاءة مرورية لا تتجاوز 372.2 نقطة، وانبعاثات كربونية مرتفعة بلغت 13268.0 جرامًا.

أما مدينة كولومبو في سريلانكا، فقد جاءت في المركز الخامس عالميًا، بمؤشر بلغ 291.6 نقطة، ومدة تنقّل قدرها 59.5 دقيقة، مع كفاءة مرور محدودة (397.0 نقطة)، وانبعاثات كربونية وصلت إلى 7865.1 جرامًا.

ويُظهر التقرير أن أزمة الازدحام المروري أصبحت ظاهرة عالمية تمس جودة الحياة في المدن الكبرى، وتؤثر سلبًا على الإنتاجية والبيئة والصحة النفسية. ويرى خبراء أن الحلول تكمن في تطوير أنظمة النقل الجماعي الذكية، وتشجيع العمل عن بُعد، وتحسين تخطيط المدن بما يواكب الزيادة السكانية والتوسع العمراني المتسارع.