تواجه العديد من الأمهات سلوكيات عدوانية من أطفالهن، مثل ضرب الرأس بالأرض أو نوبات الغضب، خاصة في مراحل الطفولة المبكرة. تُشير أخصائية سلوك الطفل فاطمة حسن إلى أن هذه التصرفات شائعة بين الأطفال من سن 1 إلى 4 سنوات، وهي تعبير عن مشاعر الإحباط والضيق بطريقة غير صحية. ورغم أنها قد تكون جزءًا من النمو الطبيعي، إلا أن التعامل معها بحكمة يمكن أن يساعد الطفل في تطوير أساليب أفضل للتعبير عن مشاعره. إليك بعض النصائح الفعّالة للتعامل مع هذا السلوك.

1. حافظي على هدوئك ولا تستجيبي لنوبة الغضب

من المهم أن تظلي هادئة وتجنبِ الاستجابة السريعة لنوبات الغضب، حيث أن ردود الفعل العاطفية القوية قد تزيد من تعقيد الوضع. تجنبِ الاستسلام لطلبات الطفل فقط لإيقاف الصراخ أو البكاء، فهذا قد يعلمه أن الغضب والصراخ وسيلة للحصول على ما يريد.

2. تأكدي من سلامته دون إظهار قلق مبالغ فيه

إذا بدأ الطفل في ضرب رأسه، تأكدي من سلامته بوضع وسادة أو سجادة تحت رأسه بهدوء، دون أن تعلقي عليه بشكل مفرط. الهدف هو تقليل الانتباه لهذا السلوك السيء. في حال كان الطفل في مكان خطر، يمكنك نقله برفق إلى مكان آمن دون تعنيفه.

3. تجاهلي السلوك مع مراقبته

إذا كان الطفل في مكان آمن، دعيه يهدأ بمفرده. لا تعطيه اهتمامًا زائدًا أثناء نوبة الغضب، ولكن أظهري له أنك ستكونين مستعدة للاستماع إليه عندما يهدأ.

4. تحدثي معه بعد أن يهدأ

بعد أن يهدأ الطفل، اجلسي معه على مستوى عينيه وتحدثي معه بحزم ولكن بحب. استخدمي كلمات بسيطة تناسب عمره، مثل: "أنا أفهم أنك غاضب، ولكن لا يمكننا الحصول على كل شيء بهذه الطريقة."

5. علميه طرقًا أخرى للتعبير عن مشاعره

علمي طفلك التعبير عن مشاعره بالكلمات، مثل "أنا غاضب لأنني أردت اللعبة." كما يمكنك تعليمه أساليب لتهدئة نفسه مثل أخذ نفس عميق أو العد إلى 5.

6. كوني حازمة في قراراتك

لا تتراجعي عن رفضك لمجرد أن الطفل بكى، حتى يتعلم أن الصراخ ليس وسيلة للحصول على ما يريد. إذا كان الطلب معقولًا، يمكنك توضيح الوقت المناسب للحصول عليه، مثل: "لن تأخذ الحلوى الآن، ولكن بعد الغداء يمكنك تناولها."

7. امدحيه عندما يتصرف بهدوء

عندما يطلب الطفل شيئًا بطريقة هادئة، امدحيه على سلوكه الجيد. يمكن قول: "أحب أنك تحدثت معي بهدوء، شكرًا لك!" التعزيز الإيجابي يشجع الطفل على تكرار هذا السلوك الجيد.

8. استخدام التدخل الجسدي بحذر

إذا كان الطفل يضرب رأسه، يمكنك وضع يدك بلطف تحت رأسه عند ضربه دون إظهار رد فعل آخر. هذا يساهم في تقليل التركيز على السلوك السلبي دون زيادة التوتر.

متى يجب القلق؟

إذا استمر الطفل في ضرب رأسه بشكل متكرر أو كان السلوك يتسبب له في أذى بدني، يُستحسن استشارة طبيب أطفال أو مختص نفسي لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك.

من خلال اتباع هذه الاستراتيجيات، سيتعلم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بطريقة صحية وآمنة، مما يساهم في تحسين سلوكه العام وتواصله مع الآخرين.