في 21 مايو من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للشاي، ذلك المشروب العابر للثقافات والقارات، الذي لا تخلو منه موائد الشعوب من الشرق إلى الغرب.

يحتل الشاي مكانة خاصة في حياة الناس، ليس فقط كشراب دافئ أو وسيلة للضيافة، بل أيضًا كرمز للراحة، والتأمل، والتقاليد.

لكن خلف هذا المشروب الذي نرتشفه في هدوء، تكمن تفاصيل كثيرة تتعلق بتأثيره على الصحة. فبينما يروج البعض لفوائده المتعددة، يحذر آخرون من مخاطره عند الإفراط في تناوله.

فما أصل هذا اليوم؟ ولماذا يحظى الشاي بكل هذا الاهتمام؟ وما هي فوائده الصحية، وأين تكمن أضراره؟

ما هو اليوم العالمي للشاي؟

أعلنت الأمم المتحدة في عام 2019 أن يوم 21 مايو من كل عام سيكون اليوم العالمي للشاي، بهدف رفع الوعي بأهمية إنتاج الشاي في مكافحة الفقر والجوع في الدول المنتجة له، وأيضًا للتوعية بآثاره الصحية والتجارية والاجتماعية والبيئية.

الشاي يُزرع في أكثر من 35 دولة، ويُعتبر مصدر دخل رئيسي لملايين العاملين في قطاع الزراعة. كما أنه ثاني أكثر المشروبات استهلاكًا في العالم بعد الماء.

فوائد الشاي الصحية:

بحسب خبراء التغذية، يحتوي الشاي -خاصة الأخضر والأسود- على مضادات أكسدة قوية تُعرف باسم الفلافونويدات، والتي تلعب دورًا في الوقاية من عدد من الأمراض. ومن أبرز فوائده:

تعزيز صحة القلب: يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

مقاومة السرطان: بعض الدراسات تربط بين الشاي الأخضر وتقليل فرص الإصابة ببعض أنواع السرطان.

تحسين التركيز والانتباه: لاحتوائه على الكافيين والـ L-theanine.

خفض مستويات الكوليسترول: خاصة الشاي الأسود.

تحفيز عملية الأيض: ما قد يساعد في التحكم بالوزن.

تقوية الجهاز المناعي: بفضل مضادات الأكسدة.

أضرار الشاي المحتملة:

رغم فوائده، فإن الإفراط في شرب الشاي قد يسبب بعض المشكلات الصحية، ومنها:

تقليل امتصاص الحديد: بسبب احتوائه على التانين الذي يعيق امتصاص الحديد من الطعام.

الأرق والقلق: نتيجة ارتفاع نسبة الكافيين، خاصة إذا تم تناوله في المساء.

اضطرابات المعدة: الشاي القوي قد يسبب تهيج المعدة أو زيادة الحموضة.

اصفرار الأسنان: عند الإكثار من شربه دون عناية بالفم.

الإدمان الخفيف: نتيجة الاعتماد على الكافيين كمحفّز يومي.

أنواع الشاي واستخداماته:

الشاي الأخضر: غني بمضادات الأكسدة، شائع في الأنظمة الصحية.

الشاي الأسود: الأكثر انتشارًا عالميًا، يُفضل في الإفطار.

شاي الأعشاب (كالنعناع، والبابونج): لا يحتوي على كافيين، ويُستخدم للاسترخاء أو الهضم.

الشاي الأبيض والأولونغ: أنواع فاخرة تحتوي على نكهات مميزة وفوائد متنوعة.

في يومه العالمي، يبدو الشاي أكثر من مجرد مشروب، بل هو رفيق اللحظات، وصديق الجلسات العائلية، ومحور حديث لا ينتهي بين الشعوب. ومع الوعي الصحي المتزايد، يبقى التوازن هو الحل، فـ"كوب من الشاي" قد يكون علاجًا... بشرط ألا يتحول إلى عادة ضارة.