تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تعد أيقونة الطرب، ومدرسة فنية قائمة بذاتها، لا تزال أغانيها خالدة ومحفورة بقوة في قلوب محبيها، إنها صوت استثنائي، فهي كوكب الشرق أم كلثوم، التي تحل ذكرى ميلادها اليوم 31 ديسمبر.
نشأتها
اسمها بالكامل فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، ولدت في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، وسط بيئة ريفية بسيطة، لكن موهبتها الغنائية الفريدة جعلتها تتجاوز كل العقبات لتصبح صوتًا خالدًا يمثل الهوية العربية.
مسيرتها الفنية
بدأت أم كلثوم حياتها الفنية مبكرًا، حيث تعلمت الغناء على يد والدها، الذي كان إمامًا ومؤذنًا في قريتهم، ووالدتها ربة منزل.
اكتشف والدها موهبتها الغنائية حين كانت طفلة، فكانت تردد ما تسمعه من تواشيح دينية، وبدأت تغني مع فرقة والدها وهي في العاشرة من عمرها، متنكرة في زي صبي لتحافظ على التقاليد المحافظة، وهو ما ساعدها على صقل موهبتها الصوتية.
انتقلت مع أسرتها إلى القاهرة في أوائل العشرينيات، وهناك بدأت خطواتها الأولى نحو الشهرة، حيث لفتت الأنظار بصوتها المميز وأدائها الذي يمزج بين الإحساس والقوة.
أقيمت أولى حفلاتها العامة في 1924، حيث بدأت تنال إعجاب الجمهور، ولفتت الأنظار بصوتها الذي وصفه النقاد بأنه "إعجازي".
شهدت الثلاثينيات انطلاقتها الكبرى مع دخولها عالم الأسطوانات، حيث سجلت أغاني اشتهرت من خلالها.
كما ساعدتها الإذاعة المصرية، التي أُنشئت في عام 1934، في توسيع شعبيتها، حيث كانت أغانيها تذاع بانتظام، وأصبحت حفلاتها الشهرية تقليدًا ينتظره المصريون بشغف.
وفي الأربعينيات والخمسينيات، طورت أم كلثوم أسلوبها الفني، متعاونة مع أبرز الملحنين رياض السنباطي الذي لحن لها أغاني خالدة مثل "الأطلال" و"هجرتك"، ومحمد القصبجي الذي لحن لها أغانٍ مبتكرة مثل "رق الحبيب"، وزكريا أحمد الذي قدم ألحانًا تجمع بين التراث الشعبي والكلاسيكية، ومحمد عبد الوهاب الذي بدأ تعاونه معها في الستينيات، وكان اللقاء الأول بينهما أغنية "إنت عمري"، التي أحدثت ثورة موسيقية.
ومن أبرز أغانيها: "الأطلال"، "إنت عمري"، "سيرة الحب"، "الحب كده"، "هذه ليلتي"، "رباعيات الخيام".
وقدمت العديد من الأغاني الوطنية التي أصبحت أيقونات، مثل: "والله زمان يا سلاحي"، التي أصبح النشيد الوطني لمصر في الفترة بين 1960 و1979، و"مصر التي في خاطري"، و "ياصوت الوطن".
كما لعبت أم كلثوم دورًا كبيرًا في دعم المجهود الحربي لمصر بعد نكسة 1967، حيث قدمت حفلات في مختلف الدول لجمع التبرعات لدعم الجيش المصري.
أم كلثوم والعالمية
في الستينيات والسبعينيات، أحيت أم كلثوم حفلات عالمية في مدن كبرى مثل:
باريس: قدمت حفلة تاريخية في قاعة الأولمبيا عام 1967، حضرها جمهور متنوع من العرب والأوروبيين، مما رسخ مكانتها كفنانة عالمية.
دول عربية أخرى مثل لبنان والكويت والمغرب، حيث استقطبت جمهورًا كبيرًا من مختلف الجنسيات.
وأدرجت أعمال أم كلثوم كجزء من التراث الموسيقي العالمي، حيث تمت دراسة موسيقاها في معاهد موسيقية مرموقة.
وتأثر عدد من الموسيقيين العالميين بأسلوبها، واستخدموا ألحانها في أعمالهم.
أم كلثوم والسينما
على الرغم من أن الغناء كان محور حياتها، فقد قدمت أم كلثوم عددًا من الأفلام السينمائية بين الثلاثينيات والأربعينيات، مثل: "وداد" (1936)، "نشيدالأمل" (1937)، "دنانير" (1940)، "سلامة" (1944).
حياتها الشخصية
رغم شهرتها الواسعة، كانت أم كلثوم شخصية متحفظة فيما يتعلق بحياتها الشخصية.
تزوجت مرة واحدة من الطبيب حسن الحفناوي، ولم تنجب أطفالًا.
وفاتها
توفيت أم كلثوم في 3 فبراير 1975 عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد معاناة مع المرض.
وكانت جنازتها واحدة من أكبر الجنازات في تاريخ مصر، حضرها الملايين من محبيها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية