تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في مثل هذا اليوم من كل عام، يستعيد عشاق الفن ذكرى رحيل الفنان الكبير حسن عابدين، أحد أبرز وجوه الدراما و السينما المصرية، الذي غاب عن دنيانا في الخامس من نوفمبر عام 1989، بعد مشوار فني امتد لأكثر من ثلاثين عامًا، جمع فيه بين الكوميديا الراقية و الدراما الإنسانية، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الجمهور المصري والعربي.
وُلد حسن عابدين في محافظة بني سويف عام 1931، وسط أسرة مصرية بسيطة، اسمه الحقيقي محمود عبد الوهاب عابدين، لكنه اختار اسم "حسن" ليكون أقرب إلى الوجدان الشعبي.
منذ طفولته كان شغوفًا بالفن، يشارك في المسرحيات المدرسية، قبل أن ينضم إلى فرقة المسرح العسكري أثناء فترة خدمته بالقوات المسلحة، وهناك كانت انطلاقته الأولى نحو التمثيل الاحترافي، حيث تعلم الانضباط والدقة، وهما سمتان لازمتاه طوال مشواره الفني.
رحلة من المسرح إلى النجومية
بدأ حسن عابدين مشواره من خشبة المسرح، وشارك في عدد من الأعمال التي لفتت الأنظار إلى موهبته، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت في منتصف السبعينيات حين تألق في مسرحية نرجس عام 1975 مع الفنانة سهير البابلي.
ثم توالت أعماله المسرحية المميزة مثل بولوتيكا، و ع الرصيف ليصبح وجهًا مألوفًا على خشبة المسرح.
في السينما، قدم عشرات الأدوار المؤثرة، كان أبرزها في أفلام:
ريا وسكينة، درب الهوى، عيب يا لولو يا لولو عيب وغيرها
استطاع أن يقدّم أدوار الأب والمواطن البسيط والمسؤول في ثوب إنساني لا يُنسى، حتى أصبح رمزًا للأب المصري في الثمانينيات.
وجه درامي محبب إلى الجمهور
أما التلفزيون فكان له النصيب الأكبر في صناعة جماهيريته، إذ تألق في مسلسلات رسخت حضوره في وجدان الناس مثل:
أهلاً بالسكان، أنا وأنت وبابا في المشمش، ليالي الحصاد وغيرها.
قدّم شخصية الرجل الوقور، ولكن بخفة ظل تلقائية جعلته قريبًا من الجمهور بكل طبقاته، فكان يضحك دون مبالغة ويبكي دون افتعال.
الفنان المؤمن برسالة الفن
حياة حسن عابدين لم تخلُ من المواقف الإنسانية المؤثرة، إذ فكر في اعتزال الفن بعد موقف حدث معه أثناء أدائه العمرة، حين مُنع من دخول الحرم المكي بدعوى أنه "ممثل"، فاعتبرها رسالة من الله للتوبة.
لكنه بعد تأمل عميق، عاد ليقول إن الفن رسالة سامية إذا قُدم بضمير وصدق، فاستمر في العمل ملتزمًا بالقيم التي آمن بها حتى آخر أيامه.
السمات والجوائز
تميز حسن عابدين بمزيج نادر بين الهيبة وخفة الظل، وحرص دائمًا على أن يقدّم شخصيات واقعية تعبّر عن المواطن المصري المكافح.
نال خلال مشواره تقدير النقاد والجمهور، وحصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير، تقديرًا لموهبته وأخلاقياته داخل الوسط الفني.
رحيل مبكر وذكرى باقية
رحل الفنان حسن عابدين في مثل هذا اليوم 5 نوفمبر 1989 بعد صراع مع مرض سرطان الدم، عن عمر ناهز 58 عامًا.
رحيله كان صادمًا لزملائه وجمهوره، إذ ترك فراغًا كبيرًا في الدراما المصرية التي فقدت برحيله واحدًا من رموزها الأكثر صدقًا واحترامًا.
أعمال لا تُنسى
ترك حسن عابدين خلفه إرثًا يزيد على مئة عمل فني بين السينما و المسرح والدراما، ما زالت تُعرض حتى اليوم وتُدخل البهجة إلى القلوب.
فهو الفنان الذي لم يسعَ وراء الشهرة الزائفة، بل آمن أن الفن مرآة للضمير والإنسانية.
في ذكرى رحيله، يبقى حسن عابدين نموذجًا للفنان الذي جمع بين الإيمان بالفن واحترام النفس والجمهور، ورغم رحيله منذ أكثر من ثلاثة عقود، ما زالت ابتسامته وصوته وملامحه الحنونة تسكن ذاكرة المشاهدين، ليظل اسمه حاضرًا كأحد أنبل من أنجبتهم الدراما المصرية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية