رؤية فاكهة الصيف تُزين الأسواق في وقت مبكر تفتح شهية الكثيرين على الشراء، خاصة حين تكون الألوان زاهية والرائحة مغرية. لكن ما لا يعرفه البعض أن "البشاير" قد تخفي وراء نضجها الظاهري خطرًا صامتًا على الصحة. فما القصة؟ ولماذا ينصح الأطباء بالتريث عند شراء هذه الفاكهة المبكرة؟

ينصح الدكتور همام قسطاوي، أخصائي أمراض الصدر والحساسية والمناعة، بتأجيل شراء الفاكهة التي تظهر في بداية موسمها، مشددًا على أن "أي فاكهة بشاير الأفضل الانتظار عليها قليلًا".

ويوضح قسطاوي أن الفاكهة التي تُطرح مبكرًا، مثل الخوخ والبطيخ والشمام، غالبًا ما تتعرض لنسب أعلى من المبيدات الحشرية، حيث يعتمد المزارعون على كميات أكبر من المواد الكيميائية لمساعدتها على مقاومة الظروف الجوية القاسية والوصول للأسواق في أسرع وقت.

وتكمن الخطورة بحسب الطبيب في أن هذه المبيدات تتركز على القشرة الخارجية، ومع غياب الغسل الجيد، تنتقل إلى الجزء الداخلي من الفاكهة عند التقشير، ما قد يؤدي إلى تراكم المواد الضارة في الجسم.

وينصح الدكتور المستهلكين بالانتظار من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد نزول الفاكهة إلى السوق، وهو الوقت الذي تبدأ فيه الأسعار بالاعتدال، وتكون جودة الثمار أعلى، ونسبة المبيدات أقل بكثير.

ويستشهد الدكتور بحكمة شعبية قديمة تقول: "كُل فاكهة مولية… ومتكلش فاكهة جاية"، أي أن الفاكهة في نهاية موسمها تكون أنضج، وأقل ضررًا، وأكثر طعمًا وفائدة.

وفي الختام، يشدد الدكتور همام قسطاوي على أهمية اتخاذ قرارات ذكية عند التسوق، قائلًا: "صحتك وصحة أولادك أغلى من أي إغراء بصري أو طعم سريع".