في 21 أكتوبر من كل عام، يحتفل عشاق الطعام حول العالم بيوم “السبرنج رول” — تلك اللفافة الذهبية المقرمشة التي خرجت من المطبخ الصيني لتغزو المطابخ العالمية. ورغم مكوناتها البسيطة، فإن وراءها تاريخًا طويلًا يمتزج فيه الطهو بالرمزية الثقافية، حيث كانت في الماضي رمزًا للحظ والرخاء في احتفالات الربيع، وأصبحت اليوم من أكثر الأطباق شهرة على موائد الشرق والغرب.

السبرنج رول.. وجبة تجمع النكهة والتاريخ
تُعد السبرنج رول أو “لفائف الربيع” من أشهر المقبلات الآسيوية التي تميّزت بقوامها المقرمش ونكهاتها المتنوعة. وتُقدَّم عادةً إلى جانب أطباق الأرز أو اللحوم، ويمكن حشوها بالخضار أو الدجاج أو المأكولات البحرية، ما جعلها وجبة مثالية لمحبي التنوع وسرعة التحضير.

من الصين إلى العالم
تعود أصول السبرنج رول إلى الصين القديمة، حيث كانت تُعدّ احتفالًا بقدوم الربيع باستخدام فطائر من القمح محشوة بالخضروات الطازجة. وكان الصينيون يرون فيها رمزًا للتجدد والرخاء، إذ تمثل الخضروات داخلها الانسجام بين السماء والأرض.

ومع تطور الزمن، انتقلت إلى دول آسيا المجاورة عبر التجارة، وظهرت في العهد التانغي (618-907م) بشكلها الحديث باستخدام ورق الأرز الشفاف بدل العجين التقليدي، مما منحها ملمسًا خفيفًا ومظهرًا جذابًا.

احتفال عالمي بطبق صغير
في يوم 21 أكتوبر، تتنوع مظاهر الاحتفال بـ السبرنج رول حول العالم؛ فالمطاعم الآسيوية تقدم وصفات خاصة بهذه المناسبة، والطهاة يبتكرون حشوات جديدة تجمع بين الحلو والحادق. كما تنتشر على مواقع التواصل صور ومقاطع قصيرة لتجارب الطهي المنزلية، احتفاءً بلفافة الربيع التي أصبحت رمزًا للتنوع والبهجة في المطبخ العالمي.

من طبق تقليدي إلى رمز عالمي
تحولت السبرنج رول من وصفة احتفالية إلى طبق عالمي يجمع بين الثقافات، بفضل مرونتها في التقديم وسهولة دمجها مع النكهات المحلية في كل بلد. واليوم، لم تعد مجرد مقبلات آسيوية، بل أصبحت لغة مشتركة بين عشاق المذاق المقرمش حول العالم، تُقدَّم بحب وتُحتفى بها كل عام في يومها العالمي.