شهر رمضان اه فصائل كثيرة ومن أكثر فصائلة الصوم فلم يخلق الله سبحانه وتعالى شيئا دون حكمة ولم يأمرنا بفعل شئ الا بهدف فالصوم وسيلة للتخلص من العادات السيئة التي يفعلها الإنسان والبعد عن المحرمات فرمضان فرصة للتقرب الي الله.

أكدت الدكتورة نشوة حيدة اخصائي نفسية ارشاد اسرى وزواجي تربية إيجابية أن  مع اقتراب شهر رمضان كل عام يبدا الاطفال وحتى بعض الكبار يتسائلون لماذا نصوم ؟ ولماذا شهر كامل ؟

في طفولتنا ونحن صغار عندما كنا نسأل ابائنا وامهاتنا لماذا نصوم ؟ كانت اجابتهم لنا: من اجل ان نشعر بالفقير وبمعاناته وبالجوع والعطش الذي يشعر بهم ، وكان السؤال التالي البديهي والمنطقي من اي طفل ان يسأل ولماذا نصوم شهر كامل ، فلقد صمنا يوم اواثنين اوسبعه ايام ولقد شعرنا بالجوع والعطش مثل الفقير الم يكن هذا كافيا ؟؟؟

ولماذا اصوم باقي الشهر ولمده ثلاثون يوما ؟؟؟
في الحقيقه الاجابه عن هذين السؤالين اجابه واحده ، وليس كل سؤال منهم له اجابه منفصله ، فنحن نصوم شهر رمضان كاملا ولابد ان نصوم ثلاثون يوما لتدريب النفس وتعويدها وتطويعها لاى شئ نأمرها به بعد انتهاء رمضان والشهر الفضيل ، تماما كما نقوم بتدريب عضلة معينة في الجسم او تقويه هذه العضله فان ذلك سوف يحتاج منا

مجهودا ووقتا لكى نقويها  ، كذلك النفس والروح في احتياج الى تدريب وتطويع و تقويه ، لان النفس بداخلنا لها متطلبات يوميا ودائما  تلح في تلبيه هذه الاحتياجات والمتطلبات سواء كانت هذه المتطلبات  حلال ام حرام ،  وبالطبع نحاول مقاومتها  و قد ننجح احيانا  ونفشل احيانا اخرى ونلبى للنفس كل ما تتمناه و وقد نفشل في مقاومتها والسيطره على هذه الرغبات .

وهنا يأتى اهميه ان التدريب يكون شهرا كاملا لان من الصعب تغيير عادات وسلوكيات الانسان في يومين او حتى اسبوع ولكن الامر يحتاج ٣٠ يوما حتى يستطيع الانسان التعود تدريجيا على تغيير العادات الخاطئه و التدريب على السلوكيات الصحيحه والسليمه.
ولذلك اهدانا  الله سبحانه وتعالى هديه عظيمه  بشهر رمضان ، شهر فضيل يجعلنا نسيطر على أنفسنا ونتغلب فيه على الحاح النفس الدائم علينا ، وتقويه ارادتنا بالامتناع عن الطعام والشراب المهمين جدا للحياه بعد الهواء ، والسيطره على الرغبات والشهوات ، كما نتعلم فيه التقوى والامانه ، لان لا احد يعلم بصدق صوم اي انسان الا الله عز وجل لانه هو وحده المطلع على قلبه وعلى افكاره ، وهذا بالطبع بجانب صله الارحام ومساعده الفقير والمحتاج ، وكل الصفات والخصال الحميده التي نتعلمها في رمضان.

ومع صعوبه هذا التمرين وطول مدته فقد اهدانا  الله مميزات كتيره للصوم .. من حسنات متضاعفة وعتق من النار وغفران للذنوب ورحمات تتنزل علينا من الرحمن الرحيم .

وفي اخر هذا التدريب تاتى الجائزه الكبرى وهى ليله القدر وهى لمن صبر واتقي ونجح في السيطره على نفسه وطوعها لعمل الخيرات فقط وابتعد كل البعد عن كل مايغضب الله عز وجل.

فاللهم تقبل منا جميعا الصيام والقيام وكل عمل صالح ابتغينا به وجه الله تعالى .