كثيرون يظنون أن الزبادي بجميع أنواعه مفيد، لكن الحقيقة أن هناك فارقاً كبيراً بين الزبادي البلدي المصنوع منزلياً والزبادي التجاري الذي تنتجه الشركات. هذا ما يؤكده دكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، في تحذير واضح من الإفراط في الثقة بمنتجات قد تكون مريحة في الشكل ولكنها فقيرة في القيمة. فماذا قال عن مكونات الزبادي التجاري؟ ولماذا يفضّل البلدي؟

يؤكد دكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن هناك فرقاً كبيراً بين الزبادي البلدي المصنوع منزليًا والزبادي التجاري الذي تنتجه الشركات.

يقول إن الزبادي البلدي يتم تحضيره من اللبن الكامل، مما يجعله غنيًا بالدهون الطبيعية، البروتينات، والمعادن. والأهم أنه يحتوي على كمية كبيرة ومتنوعة من البكتيريا النافعة، لأن اللبن لم يتعرض لعمليات تصنيع أو درجات حرارة مرتفعة تفقده خصائصه الحيوية.

بالمقابل، يُصنع الزبادي التجاري من لبن منزوع الدسم والقشدة، حيث يتم فصل القشطة والسمنة منه أولاً، مما يقلل من محتواه الغذائي. ثم تُضاف له مواد مثل محسنات القوام والبكتين والنشا، لإعطاءه الشكل المتماسك المعروف، نظرًا لأن اللبن المستخدم لا يمتلك هذا القوام الطبيعي.

يشير دكتور عماد إلى أن تنوع البكتيريا في الزبادي التجاري أقل بكثير، وهو ما يفسر لماذا يمكن تخزينه لأيام طويلة دون أن يفسد. أما الزبادي البلدي، فغالبًا ما يفسد خلال ثلاثة أيام فقط، لأنه بيئة حية لنمو البكتيريا النافعة.

ويقدم مثالاً عمليًا من عبوة زبادي تجاري تابعة لإحدى الشركات المرموقة في السوق، مشيرًا إلى أن المكونات المدرجة على العبوة توضّح أن اللبن المستخدم هو لبن بودرة معاد تكوينه، إلى جانب إضافات مثل:

E440 (بكتين)

E471 (أحادي وثنائي الجليسيريدات)

E1442 (نشا معدل)

ويؤكد أن هذه الإضافات ليست ضارة بحد ذاتها، لكنها تُستخدم لتحسين القوام فقط، في حين أن الفوائد الحيوية للزبادي، مثل تحسين الهضم وتوفير البكتيريا النافعة، تصبح شبه معدومة.

وفي النهاية، يوضح دكتور عماد أن الزبادي التجاري لا يُعد خيارًا فعالًا للراغبين في دعم صحة الأمعاء أو الحصول على البكتيريا النافعة، قائلاً:
"الزبادي التجاري ليس ضار، لكنه فقير  في القيمة، و إن كان تناوله  للهضم أو البكتيريا المفيدة، فهو ليس بالاختيار الصحيح"