رغم أن الكبد هو أحد أكثر أعضاء الجسم قدرة على التحمل والعمل المستمر، إلا أن تدهوره الصحي لا يحدث بشكل مفاجئ، بل يُرسل تحذيراته تدريجيًا عبر إشارات دقيقة قد لا يلتفت إليها الكثيرون.

ويؤكد د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن أول مكان يمكن أن يكشف عن تعب الكبد هو الحمّام، حيث ينعكس الخلل المبكر في وظائفه على لون البول ورائحته وشكله وعدد مرات التبول. وفيما يلي أبرز العلامات التي يوضحها، والتي يُعد ظهورها مؤشّرًا على أن الكبد لم يعد يعمل بكفاءته الطبيعية.

إشارات مبكرة في البول

1 ـ البول الغامق أو البني

يُعد تغيّر لون البول إلى الأصفر الغامق أو الكهرماني أو البني علامة أساسية على ارتفاع البيليروبين في الدم، وهي مادة يجب أن يعالجها الكبد ويطرحها الجسم بشكل طبيعي.

عدم قدرة الكبد على التخلص منها يشير إلى وجود تلف أو ضعف في وظائفه، وقد يكون هذا أول إنذار يستدعي إجراء فحوصات.

2 ـ رغوة كثيفة في البول

الرغوة الزائدة قد تكون دليلًا على تسرّب البروتينات إلى البول، وهو أمر يرتبط غالبًا باضطرابات الكبد أو الكلى، ويظهر خصوصًا في:

أمراض الكبد المتقدمة

تليّف الكبد

مشاكل الكلى

هذا العرض لا يجب تجاهله، لأنه قد يشير إلى خلل في أحد أهم أعضاء الجسم المسؤولة عن تنقية الدم.

3 ـ رائحة قوية أو كريهة

عندما تصبح رائحة البول نفاذة أو غير طبيعية رغم شرب الماء بشكل كافٍ، فإن ذلك يعني أن الجسم يعاني من تراكم السموم، نتيجة تراجع كفاءة الكبد في تنقية الدم.

هذه الرائحة قد تكون علامة مبكرة على أن الجسم يحاول التخلص من الفضلات بطرق غير معتادة.

4 ـ حرقة أو لسعة أثناء التبول

لا يرتبط الشعور بالحرقة دائمًا بالتهابات البول.

فعندما يتعب الكبد، ترتفع مستويات الأمونيا في الدم، وتخرج مع البول مسببة تهيّجًا في مجرى البول.

ويوضح د. عماد أنه في حال كانت التحاليل طبيعية وما زالت الحرقة مستمرة، فيجب مراجعة الطبيب فورًا.

5 ـ كثرة التبول بكميات صغيرة

قد يحاول الجسم التخلص من السموم التي لم يعد الكبد قادرًا على معالجتها عبر زيادة عدد مرات التبول.

لكن عندما يترافق ذلك مع تغيّر في لون البول أو رائحته أو وجود رغوة، فإن هذا يشير بوضوح إلى وجود مشكلة في وظائف الكبد تستدعي فحصًا طبيًا عاجلًا.

تدهور صحة الكبد لا يحدث بين ليلة وضحاها؛ بل يبدأ على مدار شهور أو سنوات، وتظهر علاماته المبكرة في البول قبل أن تتحول إلى أمراض خطيرة يصعب علاجها.